مقالات متنوعة

وداعاً روضتي الغناء


القرارات الأخيرة الصادرة في المملكة العربية السعودية والتي تطالب المقيمين بدفع رسوم الإقامة عنهم وأسرهم.. وربطها بأي إجراء حكومي.. جعلت المغتربين من أبناء بلدي يضربون أخماساً في أسداس.. فلم تعد الغربة ملاذاً رحيما يلجأون إليه من جحيم الوطن.. فوجدوا أنفسهم بين أمرين أحلاهما مر.. فالعودة بدون تخطيط ولا تأمين مستقبل.. مخاطرة يتهيبها الكثيرون.. والمكوث يعني أن تصبح كساقية جحا (تشيل من البحر..وتدي البحر)…
لكني تساءلت أكثر من مرة..ما الذي حدث لـ( الحنينة السكرة).. فقد كانت المملكة العربية السعودية.. أكثر الدول الخليجية رخاء في المعيشة.. وكانت تفيض على الوافدين الذين بدورهم يفيضون علينا من خيرها بغير من ولا أذى.. من منا لم تصله خيرات مغتربي السعودية؟؟.. كم استوعبت من عمال ورعاة وأطباء ومهندسين ومعلمين واساتذة جامعات.. ما الذي حدث؟؟ هل صارت الظروف الاقتصادية قاهرة الى هذا الحد؟؟.. أم ترانا نحن طولنا القعدة وكترنا المحلبية؟؟ ربما كان لزاماً علينا.. أن (نتفكفك) بدري بدري.. ولا ننتظر حتى تصلنا (الهاشتاقات) من شاكلة (السعودية للسعوديين).. ويا غريب يلا لي بلدك
ها قد أزفت ساعة العودة.. وأصبحت فرض عين.. بعد أن كانت جائزة مع الكراهة.. وصار على الدولة هنا أن تدرس بجدية عودة آلالاف من السودانيين وكيفية استيعابهم في وظائف.. أو تسهيل اجراءات تنفيذ مشاريع صغيرة بمدخراتهم.. آن الآوان ان تضع خطة لعودة آلالاف من أبناء المغتربين.. واستيعابهم في كافة مساقات التعليم.. دون النظر الى جيوبهم.. وقد ظلت وزارة التعليم العالي تمارس عليهم الظلم المجحف.. وتطبق عليهم قوانين ما أنزل الله بها من سلطان.. رغم التزامهم بكل الدفعيات المفروضة عليهم..

آن آوان رد الجميل لاؤلئك الذين عانوا الأمرين في الغربة.. ورفدوا خزينة الدولة بالملايين من الريالات والدولارات طوال السنين.. أرهقناهم.. ضرائب وزكاة.. ومساهمة وطنية.. وتحويل إلزامي.. ياما أرسلوا الدعم.. عيناً ونقداً.. أفراداً وجماعات.. آن الآوان لنقول لهم.. مكانكم محفوظ.. ودياركم ترحب بكم.. ولكم فيها متسع ومستقر ولو بعد حين… ويا أبناء بلدي.. لا تتردوا في العودة.. ولاتنتظروا أكثر.. أبدوا من الآن.. أحزموا الحقائب.. أخلوا المراعى.. أيها الرعاة.. إنسحبوا من المدارس والجامعات يا أساتذة .. أغلقوا دفاتر الحسابات يا محاسبين.. غادروا المستشفيات يا اطباء.. أوقفوا البناء يا مهندسين.. دعوا السعودية للسعوديين.. تعالوا الى بلادكم سالمين غانمين.. وغنوا مع حمد الريح (بلادك.. حلوة أرجع ليها.. دار الغربة.. ما بترحم).

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة