يلا يا أولاد المدارس
بلدياتي الذي أوقفه الشرطي مخالفاً لأحد القوانين.. طلب منه الشرطي بطاقته الشخصية.. فرد ساخراً (هي فين الشخصية.. لما كمان نعمل لو بطاقة).. استحضرت قوله وأنا أستمع للقاء إذاعي.. كان يتحدث عن مواصفات الحقيبة المدرسية.. وكيف أن وزنها يجب أن يكون كذا.. وإن تصنع من مواد كذا.. وإيه مش عارف إيه.. فضحكت وقلت (هي فين المدرسة.. عشان كمان نعمل ليها حقيبة).
كل عام.. نحكي ذات الحكاوي.. ونقص نفس القصص.. أن البيئة المدرسية في حوجة الى إصلاح.. إجلاس.. ومباني.. .كتب ومناهج.. لكن الأمر هذا العام غير.. فالاسهال المائي ذاع وانتشر وعم القرى والحضر..ورغماً عن كل التحذيرات.. افتتحت المدارس وقالت الوزارة انها اتخذت كل التحوطات.. ألا وهي الإعلان لكل التلاميذ.. بأن عليكم الصيام.. وعدم الشرب والاكل حتى العودة الى البيوت.. بل وصل الأمر الى أن بعض المدارس (فضت الأزيار) وتركتها قاعاً صفصفاً.. فالأفضل من وجهة نظرهم أن يموت الطالب من العطش.. ولا تتحمل المدرسة مسؤولية الاشتباه في نقل العدوى.. فتأمل.
حل الخريف حل.. في موعده الثابت الذي لا يخلفه.. ولكنه.. يا سبحان الله يفاجئنا كل عام.. في ذات الموسم أيضاً.. ولكننا هذه المرة.. فكرنا ودبرنا.. وكنا في حالة استعداد وتأهب.. فقد تم تجهيز كل مسؤول بعدد واحد (سفنجة) لزوم الخوض في مياه الأمطار التي تحيط المدارس وتملأ الميادين.. وذلك حفاظاً على أحذيتهم وخوفاً عليها من التلوث بمياه الأمطار.. وتوثيقاً لهذه الفكرة العبقرية.. فقد تم التقاط صور تذكارية لهم منتعلين (السفنجات).. يوم إعلان بدء الدراسة.. وهي خطة مستمدة من كتاب البصيرة أم حمد.. فبدلاً من إرسال عربات لشفط المياه الراكدة في الميادين.. كان الحل البديع.. هو سفنجات أبو سريع.. .والدنيا ربيع.. قفل على كل المواضيع
المدارس في حالة يرثى لها (نتحدث عن مدارس ناس قريعتي راحت.. ولا نقصد بأي حال من الأحوال مدارس أولاد المصارين البيض.. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم).. الجدران على وشك الانهيار.. الفصول أغلبها تنقصه التهوية الجيدة.. أما المراحيض فهي غالباً غير موجودة.. وإن وجدت فهي أماكن مجهزة للانتحار.. أما بالتعرض للانهيار.. أو الاختناق نتيجة سوء التصريف.. .وبعد ذلك كله.. نتساءل.. لماذا تراجع التعليم.. ولماذا يخطئ أصحاب الشهادات في أبسط الكلمات.. ولماذا.. ..ولماذا.. وكمان يجلس البعض للحكي عن مواصفات الحقائب المدرسية.. ايييه عجبي.. إن كان هناك ثمة خاتمة مناسبة لهذا المقال الساخط.. فهي الطرفة المتداولة في الوسائط الاجتماعية.. عن الطفلة سعاد التي تدرس في الصف الثالث.. عادت من المدرسة مبكرة الى المنزل.. سألتها والدتها (مالك رجعتي بدري؟؟).. سعاد (فصل سنة سابعة وقع بالمطرة ).. أمها (أها وإنتي مالك؟ مش انتي في سنة تالتة ؟؟).. سعاد (ما نحن بنقرأ في ضلو).
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة