صاحب مطعم سوداني في اثيوبيا يتكفل بالحساب ويقول: تكريماً لسودانية وضعت (علم) السودان واسمه في واجهة (منصة) القيادات بالاتحاد الافريقي
بعد إعلان فوز الاخت أميرة الفاضل بمنصب مفوضة الشؤون الإجتماعية وكان الليل قد مضي خرج أفواج الصحفيين والدبلوماسيين ورهط من ممثلي منظمات المجتمع المدني وقد دعاهم احد الحضور الي العشاء بالمطعم السوداني في اديس أبابا ، شارع (الاطلس) ، وصل جمهور عظيم ، وتصادف أن المطعم كان مكتظا بالزبائن ، عربا واثيوبيين وسودانة ممن يبحثون عن (الفول) لسد مسامات الجوع الذي ينهش معدات الناس حينما يتحالف البرد والندي ، حينما أطلت اميرة وكان الخبر قد ذاع اطلقت سودانية زغرودة شقت رصين سكون المكان ، فاردفتها سودانية ناشطة (بحزب معارض) باخري ثم إقترعت سودانية (عروس) كانت في شهر عسلها بثالثة ؛ قليلا وتشبكت الامكنة بالزغاريد والهتاف باسم السودانية ، سقطت حواجز عدم التعارف ؛ الكل يهني الكل ، ذاك يكبر وذاك يطلق (الروراي) والزغاريد ترتفع ، من السودانيات ، ثم انضب للمكان حشد عظيم من السابلة جذبهم مشهد الفرح الطفولي ، ازدحم المكان بالمئات ، حينها وصل عبد الله عمر صاحب المطعم وهو سوداني من أبناء الديوم (ولاية النيل الابيض) خاض في لجة المشاعر المنهمرة مثل مطر الحبشة الذي ينزل بلا مواقيت او مناسبة ، لف دهشته في طيات عمامته وهو يسأل بحيرة (في شنو) فاشار الحاضرين الي (أميرة) التي كأنما أنعقد لها يوم عرس جديد بفقه حدث النصر الوطني عطفا علي عرس (الفيه) لها فيما سبق وفرحه بها والحب اخضر ،
ارسل (عبد الله عمر) سهم تكبيرة وحلف بقسم غليظ الا يدفع كل من دخل مطعمه الليلة (برا) وكل الطعام والمشروبات حلال للحاضرين وعلي حسابه ، قالها بصرامة وحزم تكسرت عليه نصال الرجاءات ، قال انها (كرامته) وعطاء تكريمه لسودانية وضعت (علم) السودان واسمه في واجهة (منصة) القيادات بالاتحاد الافريقي ، كانت سادتي مشاعر الناس عفوية ، لوطنهم وبلدهم وتصرف (عبد الله ) تصرفا بذات القياس ، وقد يكون في نظر بعضكم لم يفعل شيئا لكنه في موازين الشهامة كان تصرفا يعدل مئة حجة عن خطب الاشادة والثناء ، هو تاجر اخرجه لتلك الديار الربح والكسب الحلال ، وحشد مماثل كان سيكون موسم ربح وفير ينتظره البعض بالشهور ، اكرم الرجل كل الحاضرين وزاد كيل العطاء وانصرفوا فرحين ، انه السودان حينما يكون سمته فيمن يعرفون قدره ، الرجل لا يعرف (اميرة) ولم يلتقيها ربما الا تلك الليلة
لاحقا كان اول منشط لاميرة الفاضل في المفوضية تشريفها كمفوضة من ضمن ملفاتها الرياضة احتفالية تأسيس (الكاف) وحينما دخلت استقبلت ليس كمفوضة بالتصفيق والهتاف بل كسودانية لان اول دخولها وقفت امام صورة كبيرة للدكتور عبد الحليم محمد مؤسس الاتحاد الافريقي يوم ان كان للبلاد رجال قامات في ادارة الكرة ، وجمت (اميرة) والجميع يستمطر امامها مقالات التعظيم للسودان والرجل وصدقة السودان الجارية علي الافارقة بتأسيس الكاف ، إنها قصة تبدو مناسبتها حاضرة للتذكير ، وما كان مجدي شمس الدين (حليم) وما كان رفاقه مثل (عبدالله عمر) سودانية علي سليقة الفرح لوطنهم وبه.
محمد حامد جمعة