استشارات و فتاوي

كيف يكون العدل بين الزوجتين في الإنفاق؟


السؤال
أود أن أسأل عن كيفية العدل بين الزوجتين في الإنفاق في حال أن:

1- زوجة معها أبناء كبار في مراحل مختلفة من التعليم، وتعمل، والأخرى أبناؤها صغار ولا تعمل .

2- الزوج يفرق في المعاملة بحجة أن هؤلاء مطالبهم ونفقتهم أقل؛ وبالتالي يكفيهم، أما الآخرون فنفقاتهم كثيرة، وأمهم تعمل.

مع العلم أن هذه التفرقة تغضب الزوجة العاملة، ويتملكها شعور أنها ليست مسئولة منه.

وأود أن أعرف هل نفقتها على أبنائها فيه إسقاط لحقها؟ وماذا تفعل مع هذا الزوج؟

وتقبلوا فائق الشكر والاحترام.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرًا على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فكم تمنينا لو أن السؤال صدر من الزوج؛ حتى نتعرف على ما عنده ونوضح له حكم الله، وأرجو أن تشجعيه على التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يعينه على العدل، وأن يعينكم على التفهم للأوضاع وعلى الصبر. ونؤكد أن ما بين الأزواج أكبر من الدينار والجنيه والدرهم، ونسأل الله أن يوسع عليكم، وأن يغنيكم من فضله، وأن يلهمك السداد والرشاد والقيام بما عليك طاعة لرب العباد.

لا شك أن هناك قسمة بين الزوجات لا علاقة لها بوجود بنين أو بنات، والعدل التام فيها مطلب في الأمور المادية وفي المبيت، وهناك تسامح في ما لا يملكه الإنسان، وهو ميل القلب، مع ضرورة أن يفهم الرجال أنه ليس لهم ولا يقبل منهم إعلان ميلهم للزوجة فلانة دون الأخرى، وما حصل من إعلان حب النبي لعائشة كان إجابة على سؤال من الصحابي الجليل عمر بن العاص -رضي الله عنه-، وكان ذلك بين الرجال.

أما العدل بين الأبناء؛ فذاك باب آخر، ولا بد أن تزيد النفقة حسب الأعمار، وحسب عدد الأطفال، وقد تزيد العناية بالصغير حتى يكبر، وبالمريض حتى يطيب، وبالمسافر حتى يعود؛ وهاهنا تتجلى عظمة الشريعة التي تحدثت عن العدل وليس المساواة، فالكبير يحتاج إلى طعام وثياب ونفقة تختلف عن الصغير، ونحن ننصح بأن تكون الأمور مفصلة، بحيث تأخذ كل زوجة مثل الأخرى، ويأخذ الأطفال في كل بيت حسب عددهم وأعمارهم، وإن قصر الزوج فالمطلوب تذكيره بالله وتخويفه من عدم العدل بينكن أو بين الأولاد؛ فعدم العدل مخالفة كبيرة وخطيرة، لقوله تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) ويخشى على من لا يعدل من سوء العواقب في الدنيا وفي الآخرة، وقد يأتي يوم القيامة وشقه مائل، ونسأل الله السلامة للجميع.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالمحافظة على بيتك وأولادك، ولا تقابلي تقصير الزوج إن حصل بالتقصير، وتذكري أن المحاسب المجازي هو العزيز السميع العليم البصير سبحانه، ونتمنى أن تصلنا تفاصيل، وأن نسمع وجهة نظر الزوج، وإن رفض التواصل فاسردي لنا الحجج التي يوردها؛ حتى تتضح الأمور. ونشكر لك تحري حكم الشرع، ونسعد باستمرار التواصل مع موقعكم، ونسأل الله أن يحفظكم جميعًا، وأن يوفقكم لما يحب ويرضى.

د. أحمد الفرجابي
المشكاة


تعليق واحد

  1. ارك الله فيك شيخنا . اللهم حبب بينهما و أزرع المودة والرحمة في قلوبهما .وأبعد عنهم الشيطان وأعوانه .
    وستر عوارتنا جميعا إنك أنت الستير . وصلي اللهم وسلم على حبيبك ورسولنا محمد علية أفضل الصلاة والسلام .