مقالات متنوعة

تذكرة أولي الألباب فى بناء الأضرحة والقباب

فلا أدري كيف سولت لهم أنفسهم أن يهدموا البناء الذي حول القبر ويهدمون أيضاً المسجد الذي بالقرب منه بحجة تسوية القبر وتسنيمه وهذا في القياس بعيد.وما يؤيد ماذهبنا إليه الآتي:

أخرج البخاري في صحيحه عن سفيان التمار أنه حدثه أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنماً، قال الحافظ ابن حجر قوله ( مسنماً) أي مرتفعاً، زاد أبو نعيم في المستخرج وقبر أبي بكر وعمر كذلك فالحديث يختص بذاتية القبر لا ما حوله.انتهى
جاء في مقالات الكوثري (صفحة 216)(وحديث أبي الهياج في إسناده اختلاف مع عنعنة حبيب بن أبي ثابت ومع كون التسوية غير معمول بها مدى الدهور وترك العمل بالحديث مدى القرون علة قادحة عند كثير من أهل النقد).انتهى
جاء فى كتاب (إحياء المقبور من أدلة جواز بناء المساجد على القبور) وفي رسالة إسماعيل التميمي التونسي:( وأما البناء على القبور إذا كان حولها كالقبة والبيت والمدرسة وكان في ملك الباني فذهب اللخمي إلى المنع وذهب ابن القصار إلى الجواز ووافقه ابن رشد على ذلك فنقل عنه المواق البناء على نفس القبر مكروه وأما البناء حوله فإنما يكره من جهة التضييق على الناس ولا بأس به في الأملاك.)انتهى
قال الخطابي : (دفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيته الذي كان يسكنه .وأكثر العلماء على جواز الدفن في البيوت ، ووصى يزيد بن عبدالله بن الشخير أن يدفن في داره ، فدفن فيها ، وشهد الحسن جنازته ، ولم ينكر ذلك أحد)انتهى
تجصيص القبر والبناء حوله
قال المرداوي في الإنصاف : وقال صاحب المستوعب، والمجد، وابن تميم، وغيرهم: لا بأس بقبة وبيت وحظيرة في ملكه). وقدمه في مجمع البحرين، لكن اختار الأول. وقال المجد: يكره ذلك في الصحراء، للتضييق والتشبيه بأبنية أهل الدنيا. وقال في المستوعب: ويكره إن كان في مسبَّلة .انظر: الإنصاف للمرداوي والفروع لابن مفلح.
قال في المغني: (ويكره البناء على القبر).
قال الإمام الدرديري فى حاشية الدسوقي الشرح الكبير (الجزء الأول صفحة 665 )( عليه) بأن يبنى حوله حيطان تحدق به إن كان ذلك بأرض مملوكة له أو لغيره بإذن.انتهى
وذكر الشيخ الصاوي في الشرح الصغير ذكر في المجموع نقلاً عن الإمام الشعراني أن الإمام السيوطي أفتى بعدم هدم مشاهد الصالحين بالقرافة قياساً على أمره صلى الله عليه وسلم بسد كل خوخة في المسجد إلا خوخة إبي بكر.انتهى
جاء في كتاب الفصول لابن مفلح تلميذ ابن تيمية قوله (القبة والحظيرة في التربة يعني على القبر إن كان في ملكه فعل ما شاء وإن كان في مسبلة كره للتضييق).انتهى
روى مسدد في مسنده ونقله عنه ابن عبد البر في التمهيد وذكره الإمام الترمذي في نوادر الأصول (أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر حمزة فترمه)انتهى
وجاء في المغنى لإبن قدامة روى أحمد بإسناده عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتعاهد قبر عاصم بن عمر قال نافع وتوفي ابن له وهو غائب فقدم فسألنا عنه فدللناه عليه فكان يتعاهد القبر ويأمر بإصلاحه.انتهى
جاء في شعب الإيمان( المجلد 3 )حدثني أبي عن أبيه وردان وكان وردان بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إمرة عمر بن عبدالعزيز , وقال وردان كان بيت عائشة سقط شقه الشرقي قال فدعيت فجئت إلى عمر بن عبدالعزيز قال وردان فقلت له إنا نخاف أن يغلبنا الناس على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمرت بالعمد فأتيت بها ثم أمرت بالصياصي فجعلت سرادقاً عليه فكان ذلك السرادق أول سرادق رؤي بالمدينة فسترت عليه فلما أصبحنا قال عمر أدخل يا وردان فدخلت وحدي وأبناء المهاجرين والأنصار والعرب يتناولون ما أخرج من التراب حتى وصلت الجدار الذي كان فيه قدم عمر بن الخطاب فلما رأيته قلت يا أمير المؤمنين قدم قد مدت لي فارتاع لها وارتاع من معه من قريش والأنصار فقال له سالم أيها الأمير لما تراع؟ هذه قدم أبي وأبيك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسمعت ابن عمر يقول كان رجلاً طوالاً فضاق عنه اللحد فحفروا لقدميه في الجدار قال غيبهما رحمك الله يا وردان. انتهى
والسرادق هو بناء دائري حلزوني يربط أوله آخره وهو أشبه ما يكون بالقبة الآن. السادة القراء : أما حديث (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً ) فهذا مبحث آخر نتطرق إليه فى مقال لاحق إن شاء الله لأنه لا علاقة له ببناء القباب والأضرحة بالقرب من المساجد.

الانتباهة – الشيخ محمد الخير إبراهيم أحمد