“اختبار الأهل” تستعد البلاد لاستقبال أكثر من “50” ألفاً من رعاياها المبعدين من المملكة العربية السعودية.. تطبيق عملي لحملة “وطن بلا مخالف”
يستعد السودان لاستقبال أكثر من (50) ألفاً من رعاياه المُبعدين من المملكة العربية السعودية ضمن مهلة منحتها السلطات هناك للمخالفين من المقيمين.
وفي 29 مارس الماضي، أطلقت السعودية حملة (وطن بلا مخالف) منحت خلالها الأجانب مخالفي نظام الإقامة والعمل في المملكة مهلة (90) يومًا، لتسوية أوضاعهم وفقًا للأنظمة أو مغادرة المملكة.
وفي 30 يونيو الماضي، أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية، تمديد مهلة الحملة شهرًا إضافيًا لكل الجنسيات.
وطبقًا، لتأكيدات، كرار التهامي، وهو الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، فإن السودان يمتلك خبرة متراكمة في معالجة الظروف الطارئة للعودة الطوعية أو القسرية لرعاياه من الخارج.
حسنًا، الخطوة ربما تواجهها مخاوف وصعوبات وتعقيدات غير واردة في الحسبان، لكن كرار يبدد تلك المخاوف، ويشير للصحافيين إلى أن هذا الأمر تجلى، إبان العودة المفاجئة لأكثر من (60) ألف سوداني من ليبيا في مسارات إنسانية آمنة تضافرت فيها جهود مؤسسات الدولة التعليمية والأمنية والاقتصادية، فضلًا عن عودة أعداد أخرى للسودانيين من العراق واليمن وجنوب السودان على ذات النسق.
وتابع كرار بالقول: “السودان سيتكئ على هذه الذخيرة من الخبرات في ما يتعلق بمعالجة عودة السودانيين من السعودية”.
ولتذليل تلك الصعاب بشأن نقل هؤلاء المواطنين أعلنت الحكومة، أن منظمة الهجرة الدولية التزمت بالمساهمة في إجراءات نقل السودانيين المبعدين من السعودية.
والتقى وزير رئاسة مجلس الوزراء، أحمد سعد عمر، مع بنورفيرتو فلستينو، وهو رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية بحضور الأمين العام لجهاز المغتربين كرار التهامي لبحث تلك المسألة وتجاوز صعوباتها.
وقال التهامي، إن “منظمة الهجرة الدولية التزمت بالمساهمة في إجراءات نقل وترحيل السودانيين العائدين من السعودية من ميناء جدة (السعودي) إلى السودان”.
وأضاف أن “المنظمة الدولية ستساعد كذلك في دراسة حالاتهم وإعادة إدماجهم في المجتمع، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة”.
من جانبه أِشاد الوزير برئاسة مجلس الوزراء، أحمد سعد عمر، بـ”مجهودات منظمة الهجرة الدولية الخاصة بمساعدة السودان في قضايا الهجرة غير الشرعية ومكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر، بجانب عودة السودانيين من الخارج”.
ووفق تقديرات سودانية رسمية، فإن عدد السودانيين في دول الخليج الست، بما فيها السعودية، يبلغ نحو (3) ملايين شخص، فيما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد السودانيين في السعودية وحدها يفوق الثلاثة ملايين.
وتتراوح تحويلات المغتربين السودانيين المالية إلى السودان سنويًا بين (4 و5) مليارات دولار، وفق بيانات غير رسمية، وهي تساهم في تعزيز قدرات الاقتصاد السوداني.
وسبق أن قررت السلطات السعودية ترحيل نحو (19) ألف وافد ممن يعيشون في المملكة بشكل مخالف.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن جوازات منطقة عسير (جنوب) أنهت إجراءات مغادرة أكثر من (18) ألفاً و(900) وافد مخالف، عبر مواقع تنفيذ الحملة بالمنطقة.
ونقلت الوكالة عن مدير جوازات المنطقة العميد سعد الخالدي قوله، إنه منذ صدور الموافقة على تمديد المهلة المحددة للحملة الشاملة لتعقب وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود لمدة شهر ابتداءً من تاريخ 25 يونيو الماضي، تواصل دائرة الجوازات إنهاء إجراءات المخالفين من جميع الجنسيات.
ودعا الخالدي، جميع الوافدين المخالفين وكذلك من أنهوا إجراءات مغادرتهم ولم يغادروا بعد سرعة المغادرة من تلقاء أنفسهم وعلى حسابهم الخاص.
وكانت السلطات السعودية، أطلقت حملات تصحيح سابقة استهدفت تصحيح أوضاع العمالة لديها، وأدت إلى ترحيل آلاف العمالة الأجنبية، وفرضت العديد من العقوبات عليهم، ومن تستر عليهم من السعوديين تحت كفالتهم.
وبحسب أحدث بيانات لهيئة الإحصاء السعودية (حكومي)، يبلغ عدد السكان في البلاد (31.7) مليون نسمة، (11.7) منهم أجانب 37 %، فيما (20) مليون سعوديين 67 %، بينما يبلغ حجم العمالة الأجنبية في السعودية نحو (9) ملايين عامل.
ابهرام عبد المنعم
اليوم التالي
الجنود السودانيون يحاربون بدلا عن السعوديين و بموتون بدلا عنهم بينما يطرد السعوديون العمال السودانيين و يرجعونهم السودان
خلوهم يحاربوا براهم