دولة الجنوب … طواريء ومعارك وهروب
أكد مسؤول عسكرى رفيع بقوات المعارضة لـ(الصيحة) اندلاع معارك عنيفة بين قوات الجيش الشعبى وقوات الفرقة الأولى بقيادة الجنرال جنسون أولينج فى منطقتي “كاكا” و”تور قوان” حيث كبدت قوات جنسون أولينج قوات الجيش الشعبى والحركات السودانية المتمردة والمليشيات الموالية لها خسائر فادحة. وتمكنت قوات الأقوليك من الاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة بينها دبابة “الوليد” مصرية الصنع فى مناطق “كاكا” و”تورقوان” وحول “الرنك”
فيما أكد الناطق الرسمى باسم قوات المعارضة الجنرال وليم جاتكوث فرار خمسه من كبار الجنرالات الجيش الشعبى من ساحات المعارك فى “توي” من بينهم الجنرال بول راج رم والذى كان يشغل منصب حاكم ولاية “ماوت” وقائد القوات الجنرال نيال باتونق وثلاثة من كبار الضباط فى الجيش الشعبى حيث انسحبوا من المعارك وتسللوا إلى “قمبيلا” فى الحدود مع أثيوبيا مؤكداً استمرار المعارك فى “توي” و تراجع قوات الجيش الشعبى وفرارها نحو “فلوج” قائلاً بان 140 من قوات الجيش الشعبى سلموا أنفسهم وأسلحتهم للمعارضة بعد هروب قادتهم توحل مركباتهم فى الطين.
وفى ذات السياق اعلن الرئيس سلفاكير ميارديت حالة الطوارى فى ولايات “أويل” و شرق “قوقريال” و”تونج” و”واو” لثلاثة أشهر. في وقت لم يعلن فيه الأـسباب التى دعته لاتخاذ القرار. فيما أكد مسؤولون رفيعو المستوى فى حكومة جوبا القرار لاستمرار العنف وانعدام الأمن.
بذرة خلاف
زعم المتحدث باسم الجيش الشعبي في الحكومة بقيادة كير لول رواي، الاثنين،عدم تقدم قواتهم إلى منطقة “فاقاك” معقل متمردي جنوب السودان.
وقال رواي ،أن قواتهم مازالت في منطقتي “قلقوك” و”منقو” بأعالى النيل ،مشيراً إلى أن قواتهم تعرضت لهجمات من قبل قوات المعارضة لكنها تمكنت من صدها ،وبشأن تصريحات المتحدث العسكري لقوات المعارضة بقيادة تعبان دينق قاي نائب رئيس الجمهورية القائل بأن هنالك عمليات مشتركة بين قواتهم وقوات الحكومة للسيطرة على منطقة “فقاك” معقل متمردي جنوب السودان ،أوضح رواي بأن الجيش الشعبي غير مسؤول من تصريحات المتحدث باسم المعارضة بقيادة ،تعبان دينق قاي ،مضيفاً بأن إذا كان هنالك تحركات من قوات الأخيرة فذلك مسؤوليتهم.
هذا ووصف رواي التقارير التي أشارت إلى وقوع مواجهات بين قوات الحكومة وقوات المعارضة حول منطقة “فقاك” بالإشاعة.
مطالبات أسرية
طالب العديد من أفراد أسرة مدير التلفزيون القومي بجنوب السودان السلطات الأمنية في جوبا بإلإفراج عن ابنهم عادل فارس الذي تم اعتقاله الأسبوع الماضي من مكتبه واقتيد إلى مباني جهاز الأمن بحي الجبل.
وقالت زوجة عادل السيدة أميرة النحوي إن زوجها مازال معتقلاً لدى جهاز الأمن الوطني مبينة أن السلطات أجرت معه تحقيقات الأسبوع الماضي ولكن ليس هنالك جديد ، مطالبة السلطات الأمنية بجوبا بإطلاق سراح زوجها.
واعتقلت السلطات الأمنية مدير تلفزيون جنوب السودان القومي الأسبوع الماضي بحضور عدد من موظفي التلفزيون بعد يوم واحد من الاحتفالات بالذكري السنوية للاستقلال بمزاعم أنه أخفق في بث خطاب الرئيس كير على الهواء مباشرة .
وعين عادل فارس مديراً للتلفزيون القومي في العام 2016 وقد عمل في العديد من وسائل الإعلام كصحفي في السودان قبل استقلال جنوب السودان في العام 2011.
ارتفاع الأسعار
شكا النازحون بمركز الحماية التابع للأمم المتحدة بمدينة “ملكال” بأعالى النيل شمالي جنوب السودان ، من سوء الأوضاع المعيشية وسط النازحين بالمخيم ، بسبب الارتفاع الحاد لأسعار السلع والمواد الغذائية ، الناجم عن انقطاع الطريق بين “ملكال وفلوج” بسبب الأمطار.
وقال أبان يور، أحد أعيان معسكر ملكال للنازحين – الإثنين، إن أوضاع النازحين باتت غاية فى السوء ، بسبب انقطاع الطريق بين “ملكال” و”فلوج” ، والذى كان يعد المغذى الرئيسى لملكال بالمواد الغذائية ، وأوضح يور أن رطل السكر بلغ 140 جنيه فيما بلغ سعر حبة البصل الواحدة 140 جنيه وكيلو اللحمة 500 جنيه جنوب سودانى .
وأشار إلى أن المواد الغذائية التى تقوم المنظمات بتوزيعها فى المعسكر لا تكفى حاجة النازحين الذين لا يملكون نقوداً كافيه لمواجهة الارتفاع الحاد للأسعار.
كشف المتحدث باسم الجيش الشعبي ،لول روى ،عن شروعهم في نشرة قوة مشتركة من الشرطة وقوات الجيش الشعبي والأجهزة الأمنية في الطريق الرابط بين جوبا ومدينة بور حاضرة ولاية جونقلي شرقي جنوب السودان.
وأوضح أن هنالك قوة قوامها (450) فرداً سيتم نشرها في الطريق بين جوبا وبور مروراً بالإستوائية الوسطى وذلك لحفظ أمن المواطنين المسافرين إلى “بور” ويأتي ذلك على خلفية الهجمات التي ظل يشهدها الطريق بين مدينة جوبا وبور حاضرة ولاية جونقلي.
متطلبات إنسانية
جددت السلطات بولاية (أمادي) الجديدة بدولة جنوب السودان مطالبتهم للمنظمات الإنسانية بالإسراع في إنقاذ حياة السكان بمقاطعات (نييري ،ممفلو،بحري قرنتي) وذلك بسبب انعدام الغذاء.
وقال حاكم ولاية آمادي،السيد جوزيف دييري باشيكو، ،إن عدد الوفيات بسبب الجوع ارتفعت إلى(51) بدلاً عن (47) ،إلى جانب كشف الحاكم عن وصول نحو أكثر من (100) شخص من مقاطعة نييري إلى (مندري) حاضرة ولاية “أمادي” غالبيتهم من النساء والأطفال،مبيناً أنهم أبلغوا منظمة الغذاء العالمي بأوضاع السكان في المقاطعات المذكورة إلا إنها لم تستجب حتى الآن،هذا وجدد الحاكم مطالبته للمنظمات العاملة في المجال الإنساني بالإسراع في تقديم المساعدات للمتأثرين بالجوع في ولايته.
سطو مسلح
أعلن وزير الاعلام في ولاية جونقلي مقتل 29 شخصاً في موجة سطو على المنازل لسرقة الماشية.
وقال جاكوب اكيتش دينجديت إن مهاجمين مدججين بالسلاح وصلوا من ولاية بوما حيث هاجموا قرية “جلي” ومخيم ماشية قريب في ولاية جونقلي المجاورة.
وأصيب أكثر من 20 شخصاً. وقال دينجديت إن العديد من القتلى والجرحى هم من النساء والأطفال والمسنين.
وكان شباب من جونقلي قد شنوا هجمات في (بوما) انتقاماً لسرقة الماشية، مما دفع الرئيس سلفا كير إلى محاولة فرض وقف لإطلاق النار في المنطقة في مايو.
وتابع دينجديت “هذا انتهاك واضح لمبادرة السلام ووقف إطلاق النار والحوار الوطني الذى أعلنه الرئيس”.
وتحدث عمليات سطو لسرقة الماشية منذ عدة قرون في جنوب السودان.
كما يعتقد أن الهجوم على “جلي” له بعد سياسي حيث أن المهاجمين ينتمون إلى جماعة “مورلى” العرقية ويعرفون بأنهم أنصار زعيم المتمردين ريك مشار، في حين أن سكان “جلي” ينتمون لعرقية “الدينكا، التي ينتمي إليها الرئيس كير.
. تعرضت للنهب والسرقة والاعتداء
المنظمات الإنسانية فى الجنوب …..للكراهية أكثر من وجه
الخرطوم :إنصاف العوض
أعلن اندلاع العنف فى جوبا حاضرة الجنوب العام 2013 انتهاء شهر العسل بين جوبا والمجتمع الدولى الذى دعم ميلادها بناءً على الاستفتاء الذى أفضى للانفصال عن السودان الدولة الأم .
وبدأت العلاقة بينها وبينه وبخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية الراعى الشرعى لها فى تدهور مستمر غذته انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وثقت لها منظمات إنسانية وأممية تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مقرا لها .
وزاد طين بلة رفض جوبا محاولات هذه القوى رأب الصدع الجنوبى وإعادة الاستقرار والسلام بناءً على اتفاقية سلام رعتها ووضعت لمساتها مع الايقاد وعدد من القوى الإقليمية والدولية .
ثم جاءت أحداث القصر التى اتهمت فيها مجموعة مشار جوبا باستهداف قائدها لاغتياله بتدبير حاكته بليل مع المفاوض الرئيس باسم مجموعته الجنرال تعبان دينق بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير إذ تولى تعبان فيما بعد منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بخلافة قطع الكثيرون بعدم شرعيتها.
عزلة وتفضيل
وبدأت العلاقة فى التوتر عندما اتهم الرئيس سلفاكير واشنطن ودولاً غربية بالمحاولة للإطاحة بنظامه بعد أن عجزت عن تركيعه وقال بحسب تقرير نشر على موقع (نايلوميديا) (بالرغم من أننى ومشار نحمل ذات الملامح ولون البشرة إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يفضلونه أكثر منى).
ويبدو أن إحساس سلفاكير بالكراهية تجاه داعمية الشرعيين تمدد ليشمل ما رواه أذرع طويله لهم متمثلة فى منظمات وأجسام تأتمر بأمرهم وتتحرك وفق معاييرهم وأهدافهم فكان أول ما أصاب رشاش الكراهية المنظمات الإنسانية العاملة فى مجال تقديم العون الإنسانى وتلك التابعة للأمم المتحدة على حد سواء.
وأول من وثق لهذه الكراهية والاستهداف مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة والذى قال إن المنظمات العاملة في مجال الإغاثة تعرضت لـ100 حادثة اعتداء خلال شهر يونيو ، حيث يعد هذا أعلى معدل سجلته تلك المنظمات خلال العام 2017، بالرغم من هدوء الأوضاع الأمنية بالبلاد خلال شهر يونيو.
وقال مكتب الأمم المتحدة ، خلال نشرته الدورية عن الأوضاع الإنسانية بالبلاد ، اطلعت عليها (الصيحة) على الرغم من انخفاض أحداث العنف والمواجهات المسلحة بين أطراف النزاع في جنوب السودان خلال شهر يونيو، حيث لم تقم أي من المنظمات بإخلاء لموظفيها خلال هذا الشهر لكن الشركاء أشاروا في تقاريرهم إلى تصاعد حالات العنف ضد الأفراد العاملين بالمنظمات من 29 حالة في شهر مايو الى 46 في يونيو”.
مسلسل الاعتداءات
وأشارت النشرة الأممية إلى أن حالات الاعتداء على عمال الإغاثة والممتلكات تضمنت أيضاً التهجم ونهب مواد الاغاثة، والاعتداء الشخصي، حيث تعرض 24 معسكراً تابعاً لمنظمات الإغاثة من بينها مكاتب ومقرات سكن ومخازن ، للاقتحام في مناطق عديدة من جنوب السودان خلال شهر يونيو، مما قاد إلى فقدان العديد من مواد الإغاثة وسرقة مقتنيات شخصية لموظفي الإغاثة.
وزادت النشرة :” في يوم 24 من شهر يونيو ، قامت قوات تابعة للحكومة باقتحام معسكر خاص بإحدى المنظمات بمقاطعة بودوي في منطقة شرق الاستوائية- جنوب شرقي البلاد- حيث اعتدت على الحراس ومن ثم سرقة سيارة تابعة للمنظمة، كما قامت مجموعة من الشباب باقتحام مقر إحدى المنظمات في يوم 28 يونيو بولاية الوحدة شمال غربي البلاد ، ثم اعتدوا على موظفي المنظمة “.
كما أشار مكتب تنسيق العمليات الإنسانية إلى تعرض 14 من المتطوعين العاملين في المجال الصحي بمقاطعة قويت الواقعة في ولاية الوحدة للاعتقال في يوم 6 يونيو من قبل مجموعات مسلحة بالمنطقة وأن المفاوضات لاتزال مستمرة بين المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية لإطلاق سراحهم .
وقالت النشرة بأن حالات الاعتداء على منظمات الإغاثة على الطرقات العامة قد تصاعدت خلال شهر يوليو حيث وصلت الى 20 حادثة تعرضت فيها سيارات محملة بالمساعدات الإنسانية للنهب و الهجمات المسلحة.
مختطفى ماثيانغ
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن ثلاثة من مواطنى جنوب السودان، يعملون مع شركة متعاقدة معها احتجزوا الأسبوع الماضى مع تزايد استهداف العاملين فى مجال الإغاثة فى الحرب الأهلية التى تشهدها البلاد منذ أربع سنوات.
وقال تيم إروين، كبير مسؤولى الاتصالات فى يونيسيف، إن الثلاثة كانوا يعملون لدى “مونتورز” وهى شركة متعاقدة مع “يونيسيف” لإجراء مسوح تتعلق بالتعليم فى “متيانغ” وهى قرية فى منطقة “باجاك” فى شمال شرقي البلاد. وأضاف أن قتالاً عنيفاً اندلع يوم السادس من يوليو فى المنطقة. وقال “فر الثلاثة من متيانج مع عاملين آخرين فى مجال الشؤون الإنسانية واحتجزوا فى باجاك لدى وصولهم”.
وليس ببعيد عن الأذهان حادث فندق تيران التى اغتصبت فيها 5 من عاملات الإغاثة الأجانب وذبح زميلهم الجنوبى الجنسية.
وقالت حكومة جنوب السودان- الشهر الماضى- إنها قد تمنع عمال الإغاثة من السفر إلى بعض المناطق التى يسيطر عليها المتمردون لاعتبارات أمنية، ولم يذكر إروين الجهة التى تعتقد المنظمة أنها احتجزت العاملين لكنه قال إن يونيسيف مستمرة فى جهودها “لتحديد مكان المتعاقدين بدقة وحالتهم الصحية وتأمين إطلاق سراحهم”.
رفض وتضليل
ويرى المحلل الجنوبى( لوال قرنق) أن جوبا لا تريد ان يستمر وجود هذه المنظمات فى البلاد حتى لا توثق لانتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات التي ترتكبها ضد المدنيين الأمر الذى يؤلب عليها المجتمع الدولى والمانحين.
فيما نفى القيادى الجنوبى بالمعارضة، فوك بوث، أن تكون المنظمات تتاجر فى دماء الشعب الجنوبى كما ادعى مكوى وقال المنظمات هى من تجلب المساعدة للشعب الجنوبى وتمنح جوبا الأموال لمساعدتها وبدلاً من ذلك تقوم جوبا بالاستيلاء عليها وصرفها على مصالحها الخاصة.
وأرجع رئيس الجبهة الديمقراطية المعارض، البروفيسور ديفيد ديشان، حوادث الاستهداف التي تتعرض لها المنظمات الإنسانية وبخاصة حادثة فندق تيران التى تعرضت فيها عاملات الإغاثة الأمريكيات للاغتصاب جزء من مخطط (جوبا) لطرد هذه المنظمات. وأضاف بأن( جوبا) هى من تأمر الجنود بالهجوم على تلك المنظمات ومقارها والعاملين فيها لاجبارهم على الفرار من البلاد بحجة تدهور الوضع الأمني.
وأضاف أن إحجام المانحين عن دعم جوبا واتجاهم إلى عزلها وفرض العقوبات عليها من قبل مجلس الامن جاء بسبب هجماتها ضد المنظمات الدولية وعمال الإغاثة الانسانية وذلك أنها تعتبرها نظاماً قامعاً يسعى لقمع الشعب وحرمانه من حقوقه الطبيعية.
وقال القيادى بالمعارضة،الجنرال وليام جاتكوث، إن المنظمات الإنسانية تقدم المساعدات والأدوية والأغذية للمدنيين فى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة وجوبا لا تريد أن تسهل حياة على هؤلاء المواطنين بل تريد أن تطيق عليهم وتبيدهم بالجوع والمرض بجانب الحرب والعنف. وقطع جاتكوث لـ(الصيحة) باستحالة تكون المعارضة هى من تستهدف عمال الإغاثة، وقال إن حكومة سلفاكير تقوم باغتيالهم وسجنهم ليلاً لتشوه صورة المعارضة وتقدم اعتذاراً للمجتمع الدولى على منعها لهم من دخول مناطقها.
الصيحة