(تهريج) طلاب الجامعات.!
ما هي (الحكمة) في أن (يرقص) خريج جامعي على سطح سيارة تقله لحفل تخرجه؟.. وأين (الحشمة) وخريجة جامعية تتحدى كل قوانين (الأدب) لتغرس (وسطها) على نافذة ذات السيارة، دون أن تكترث لنظرة (الشارع العام) لها، أو لنظرات آخرين من (زوايا خاصة).!
ما الذي دهى بعض خريجي الجامعات ليتحولوا من (أمل) مستقبل إلى مجموعة من (الفوضويين)، الذين يتراقصون و(يتمايعون) في الشارع وسط ذهول الناس؟ وما الذي أصاب بعض الجامعات السودانية (الرَّصينة)، وجعلها (خرساء) وغير قادرة على كبح جماح تلك التفلتات، التي انتقلت من السر للعلن بحيث صار (هجيج الخريجين)، يُمارس في أكبر شوارع العاصمة؟
في كل (عصرية) يشاهد الواحد منَّا (زفَّات الخريجين) التي تجوب شوارع العاصمة، يتحسَّر على حال الجامعات وعلى صورة الخريج الجامعي السوداني القديمة، تلك الصورة التي غطتها أتربة (الحداثة) المثيرة لـ(العطاس)، بينما لا زالت ذاكرتنا محافظة على بعض (صحتها)، بالقدر الذي يجعلها تستعيد صورة ذلك الخريج في منتصف التسعينيات وهو يقبِّل (قدم) والدته وسط تصفيقٍ داو من الحاضرين، ويكسب بذلك (الودين)، أو كما غنَّى عمالقة الحقيبة.
الآن تغيرَّت الصورة ، وتبدَّلت المشاهد، وتهدَّم التمثال القديم المشرِّف للخريج الجامعي السوداني، ليحل مكانه تمثال آخر (مشوَّه) لا يحمل من سمات القديم الا (الصفة)، والتي أجزم أنها أكثر استياء منَّا لالصاقها ببعض أولئك (الصعاليك)، فصفة (خريج)، من العار أن تُطلق اليوم على مثل هؤلاء، والذين كسروا (زجاجة الاحترام)، ودلقوا (زيت الحياء)، على شوارع العاصمة دون أن يرمش لهم (جفن خجل).
كيف لنا أن نطالب بوسطٍ فني نظيف وخالٍ من الغناء الهابط، وخريجو جامعاتنا (الجهابزة)، يرقصون على ايقاعاته و(يتمايلون) بأمر (صولاته)؟ وكيف لنا أن نطالب بمحاسبة فنان شاب قام بتفريخ أغنية (ملغومة)، وخريج جامعي يصعد للمسرح لاستلام شهادته على أنغام تلك الأغنية التي (تستعر) منها البيوت السودانية؟ وأخيراً… كيف لنا أن نحلم بمستقبل أخضر و(ثابت) لهذه البلاد، وبعضُ خريجيها (يتأرجحون) في الشوارع؟
لا يوجد وصف أبلغ لما يحدث، سوى أنه استمرارية لـ(إسهالات الفوضى) التي ضربت (أمعاء) هذا الوطن، فالتاجر يبيع بـ(فوضى)، والمستثمر الأجنبي يغادر البلاد ويرفض اكمال مشاريعه بسبب (الفوضى)، والغناء الهابط يستمر في (التناسل) بأمر (الفوضى)، و أزمة المواصلات في الخرطوم سببها الرئيسي (الفوضى)، حتى المجانين في (صواني) العاصمة متواجدون بسبب (الفوضى) وعدم جلوس (عاقل) واحد لايجاد حل ناجع لمشكلتهم تلك.!
قبيل الختام:
كيف ننتظر من خريج جامعي أن يسهم في دعم وتنمية هذه البلاد، وهو (يتراقص) بذلك الشكل (المخجل) في الشوارع؟ وكيف نتطلع لأن تقدم لنا خريجة وصفة سحرية تقودنا خطوة للأمام، وهي تلوِّح بيديها في الهواء وتردد وبكل قوة عين:( أحَّيَّ أنا وأحَّيَّ أنا… خريجين وواقفين قنا).!
شربكة أخيرة:
للأسف… ما يحدث هو (تهريج) وليس تخريج.!
أحمد دندش
هذا هو انتاج جامعاتنا او بالاصح معظم جامعاتنا…فتشوا عن ادارة الجامعة التى اكتفت بالناتج الاكاديمى…اذكر ان الاعب شطة فى حوار انه سافر برفقة منتخب الجامعة فى بطولة الجامعات الافريقية وكانت النتيجة احتساب غياب عليه…شوفو نحنا وين اليوم
الأخ / أحمد دندش، كفيت ووفيت، لكن ما لضرب بميت إيلام، وأعتقد المشروع الحضاري للجماعة إياهم له دور كبير في هذا الناتج، وكذلك له دور كبير في كثير من المصائب والبلاوي التي حلت بالبلاد والعباد، نسأل الله اللطف والتيسير، وأن يقيض للسودان والسودانيين من يحكمهم بالحق والعدل والرحمة والصدق والأمانة، اللهم آمين يا رب العالمين عاجلاً غير آجل.
جزاك الله خيرا الاخ كاتب المقال ….. ما يحدث حقيقة محزن و مفجع … و الحاصل انو زمان الزول لما يغلط قبل ما يعرض للقانون يرجع الي كباره بالاسرة …… ولان الكبار لهم كلمة قوية و حاسمة و دور تربوي كبير تتم المعالجة … يقال ان فلان له كبير يهديه …. نحن الان فقدنا الكبير الذي يقوم بهذا الدور غلي كل المحاور …. كل زول علي كيفو لذا نتوقع اسوأ مما تري و لابد من وقفة جماعية قوية و مسنودة اجتماعيا من كل فئات المجتمع و انكار هذا السلوك و تعنيف كل من يفعل و …. الله نساله اللطف و التوفيق
اخي الكاتب جزءاك الله خيرا لقد وضعت اليد علي الجرح ولكن اين الاسرة التي سمحت لذلك الخريج ودفعت له الاموال الطائلة لكي يقوم متعهدون تلك الحفلات بقيامها ان للاسرة الجزء الاكبرمن المسئولية تجاه ذلك كيف ترضي الاسرة بان يكون شكر نعمة تخريج ابنها او ابنتها بتلك المعصية وهذا الفجور وبعد شوية يقول ليك الخريجين ما لقين شغل عاطلين شغل شنو وانتم تجهرون بالمعصية في اول عتبة للحياه اتقوا الله في ابناءكم كلكم راعي وكل مسئول عن رعيته