الهندي عز الدين

جسر سوبا.. إستراتيجيتنا ضد الحصار!!


افتتح السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” عصر أمس (الجمعة)، بحضور مساعد الرئيس اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” ووالي الخرطوم الفريق أول “عبدالرحيم محمد حسين” كبري “سوبا” الجديد الرابط بين محليتي الخرطوم وشرق النيل، بطول (570) متراً وعرض (27) متراً، وهو يعد طفرة تنموية وإضافة مهمة لمشروعات البنى التحتية التي تخدم العاصمة وعدداً من ولايات السودان.

هذا الجسر يساعد كثيراً في تيسير حركة مواطني شرق النيل وما وراءها باتجاه الخرطوم أو ناحية ولاية الجزيرة وبالعكس، وهو يقصر المسافات ويختصر الزمن لبعض مواطني الخرطوم وسكان الجزيرة، كما أنه يكون اعتباراً من اليوم معبراً ومدخلاً ثانياً للشاحنات والآليات الثقيلة إلى مدن العاصمة، لو أن شرطة المرور أحسنت تنظيم المسارات وتابعتها بهمة ودقة، بحيث لا يكون تحويل الحركة جهة الكبري تعقيداً للمرور وعبئاً ثقيلاً على طرقات وتقاطعات محلية شرق النيل.

اللافت أن جسر سوبا نفذته عدة شركات هندسية سودانية، ونرجو أن يكون حقاً نموذجاً مشرفاً وواجهة معمارية تشهد للمهندس السوداني.. لا عليه.
الرئيس “البشير” قال في كلمته أمام الجماهير إنهم سيردون على الحصار كل يوم بافتتاح صرح جديد، وهذه المقولة ينبغي أن تكون (المرشد) لإستراتيجية سياسية وتنموية لمحاصرة (الحصار)!!

فقد استخرجنا البترول من باطن الأرض بمجهودات جبارة قادها الدكتور “عوض الجاز” وصحبه، وكنا محاصرين ومعاقبين، وسوقنا البترول للصين وغيرها من دول العالم وكنا محاصرين ومعاقبين، وأنشأنا سد مروي بجهد “أسامة عبد الله ” و”معتز موسى” وجند مجهولين آخرين وكنا محاصرين ومعاقبين.. وبنينا عشرات الطرق والجسور.. واليوم نفتتح جسر سوبا ونحن ما زلنا تحت الحصار الأمريكي الغاشم متأثرين بعقوباتهم الاقتصادية البربرية الظالمة، ورغم ذلك تستمر المسيرة ولا تنتظر تصحيحات قلم السفير الأمريكي بالخرطوم على مساراتهم الخمسة المتناسلة يوماً بعد يوم!!

بناء جسر سوبا وغيره من الإنجازات التنموية العديدة خلال العشرين عاماً الماضية، تبقى أدلة قوية وشواهد على إمكانية تحقيق كل عسير دون حاجة إلى إذن أمريكا أو رضاها أو رفع عقوباتها، أقول قولي هذا وفي ذاكرتي تصريحات مسؤولين سابقين وحاليين في شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، ومسؤولين في القطاع الصحي وقطاعات أخرى يحدثوننا بعجز عن أثر العقوبات الأمريكية على مؤسساتهم!! والبدائل في صناعة الطائرات والأجهزة وقطع الغيار الأمريكية موجودة في الكثير من دول العالم، لمن كانت له عزيمة، وحسن إدارة وقدرة وتخطيط.

ويكفي دليلاً أن قطاع النفط في بلادنا كان محتكراً لشركة “شيفرون ” الأمريكية، وأن المخابرات الدولية تركز في هذا المجال وتبذل كل ما بوسعها لتعطيل العمل في حقوله، بالضغط المكثف على الشركات العاملة فيه، وحدث هذا بالفعل، حيث انسحبت أكثر من شركة أجنبية من مشروع النفط السوداني استجابة للتدخلات الأمريكية، ولكن “عوض الجاز” ومساعديه لم يهنوا ولم يضعفوا، واستمر العطاء وأنتج السودان (500) ألف برميل يومياً من حقول الجنوب والشمال، قبل أن يقطعوا علينا الطريق تحت لافتة السلام وتقرير المصير، بأيدي الانفصاليين من أبناء هذا الوطن جنوبيين وشماليين، فانقسم جنوبنا الحبيب وضاعت علينا وعليهم أكثر من (350) ألف برميل نفط يومياً!!

مبروك لأهل الخرطوم والجزيرة جسر سوبا..
مبروك للسودان افتتاح جسر جديد تحت الحصار.

الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي


‫3 تعليقات

  1. هذه الجسور التي تاكلها الجقور و الطرق تبنى يوميا في كل مدن العالم و لا احد يحسبها انجازا و لا اعجازا و لا يحضر لافتتاحها حتى عامل بلدية … و قد راينا طرقا معلقة بطول كيلومترات تنجز و لا ترد الاشارة اليها حتى في نشرة اخبار … و طرق بطول مئات الكيلومترات باعى المواصفات لا ياتي حتى قرد ليرقص في افتتاحها …سلطة الفشل تحتفل حتى بافتتاح مزيرة و يصرف على الاحتفال و حشد الهتيفة اموال اكبر من ميزانية المشروع المفتتح و اهم شئ في الاحتفال سباتة رقيص العروس … هذا من السفاهة و قصور الهمم و العزائم .. الحصار لم يمنع الكيزان من امتلاك ملايين الدولارات و شراء الفلل في مدينة النخيل و العقارات في كوالالمبور و امتلاك الشركات العابرة للقارات من اموال الشعب! عن اي حصار تتحدثون و من تحسبون انكم تخدعون؟

  2. أمر مؤسف أن ينظر لإفتتاح جسر جديد كما لو كان إنجازا لدولة كاملة .