منوعات

الأطفال يتعلمون الكراهية بعد بلوغ عامهم الأول!

نحن لا نولد ومعنا الميل إلى كراهية من يختلفون عنا من الناس. فقد أثبتت دراسة جديدة أن التمييز ضد غير المألوفين لنا من الناس إنما هي سمة نكتسبها أو نتعلمها.

ونظر الباحثون إلى رد فعل #الأطفال الرضع عند التفاعل مع الناس الذين يتحدثون، سواء كانت لغتهم مألوفة أو مختلفة، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

ففي السنة الأولى من العمر، يعتقد الرضع أن المتحدثين بنفس #اللغة يكونون أناساً “طيبين”.

ومع ذلك، لا يظهرون أية ردود أفعال، جيدة أو سيئة، نحو الأشخاص الذين يتحدثون لغة غير مألوفة.

ويقول الباحثون: “من الواضح أنهم لا يولدون بهذا التحيز الذي يجعلهم يتوقعون أموراً سيئة من بعض الناس”.
التمييز في الثالثة

وتستند الدراسة إلى البحوث السابقة التي أظهرت أن الأطفال في سن الثالثة يميلون إلى التمييز ضد غير المألوفين لديهم، مما يشير إلى أن التمييز هو شيء نتعلمه في سنواتنا الأولى من العمر.

وتقول أنثيا بان، المؤلفة الرئيسية للدراسة: “إن التمييز المستمر والصراع عبر #الثقافات قد دفع علماء النفس إلى التساؤل عما إذا كنا نميل بشكل طبيعي إلى حب الناس الذين يشبهوننا، ونكره أولئك الذين يختلفون عنا؟ أم أننا نتعلم كيف نشعر بذلك؟”.

وتضيف: “هذه النتائج تشير إلى أن كلا الأمرين صحيح: فحب الناس الذين يشبهوننا يبدو أنه تحيز فطري، ولكن كراهية أولئك الذين هم مختلفون عنا فهو شيء من المرجح أننا نتعلمه لاحقاً.”

وكشفت الدراسة أنه بحلول العام الأول من العمر، يعتقد الأطفال أن المتحدثين بلغتهم الأم “طيبون”، ويتوقع منهم أن يكونوا متعاونين وإيجابيين في أفعالهم.
أهل السوء

ومع ذلك، فإن #الرضع في هذا العمر لا يعتقدون أن المتحدثين بلغات غير مألوفة يكونون من أهل “السوء”، ولا يتوقع منهم أن يتصرفوا سلبا.

ووجدت الأبحاث السابقة أنه بحلول سن الثالثة يظهر الأطفال تحيزا إيجابيا تجاه الأشخاص المشابهين لهم والتحيز السلبي تجاه أولئك المختلفين.

وفي هذه الدراسة، فإن الباحثين من #جامعة_كولومبيا البريطانية، في فانكوفر، حولوا انتباههم إلى الرضع لتحديد متى وكيف تظهر هذه التحيزات أولا.

وأجروا 6 تجارب شملت 456 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 أشهر و16 شهراً.

وتناولت التجارب مدى سرعة تأقلم الرضع أو “تعودهم” على المتحدثين بلغة مألوفة لهم، وكذلك المتحدثون بلغة غير مألوفة.
ماذا أثبتت التجارب؟

عبر جميع التجارب، وجد الباحثون أنه بحلول سنة واحدة من العمر، فإن الرضع لا يعتبرون المتحدثين بلغتهم الأم أناساً طيبين فقط، ولكنهم يتوقعون منهم أيضاً أن يقوموا بتصرفات إيجابية تجاه المجتمع.

ويبدو أن الأطفال ظهر عليهم الاندهاش عندما لاحظوا أن المتحدثين بلغتهم الأم ينخرطون في سلوك معاد للمجتمع.

ومع ذلك، لا يبدو أن الرضع في هذه #السن لديهم أي ردود فعل إيجابية أو سلبية تجاه #المتحدثين بلغة غير مألوفة.

وهذا ما يشير إلى أن السلبية تجاه مجموعات مختلفة من الأشخاص من المرجح أن يتم تعلمها بعد السنة الأولى من العمر، وفقاً لما توصل إليه الباحثون.

ويقول دكتور أندرو بارون، المؤلف المشارك في الدراسة: “توفر هذه الدراسة نظرة متعمقة حول أصول التحيز ضد بعض الطبقات الاجتماعية”.

العربية نت