مقالات متنوعة

من الذي مهد؟


* وصلتني رسالة من مواطن يقول إنه كان عضواً بلجنة حصر ممتلكات السكة الحديد لعام 1994.
سرد خلالها أرقاماً يشيب لها شعر الرأس، عن حال الناقل البري الذي كان على رأس قائمة دعامات الاقتصاد الوطني قبل مجيء الإنقاذ، وحتى لا يكون الحديث إنشائياً أتركك عزيزي القارئ في هذه السياحة التي تعتمد على الأرقام بشكل أساسي ليكون لك الحكم فيما بعد.
* حتى العام 1993 كان هناك ما يساوي 3 ملايين كيلومتر من قضبان وفلنكة (سنط) صالحة لاستعمال خطوط السكة الحديد لصيانة الموجود ومد خطوط جديدة.

* وكانت هنالك 4 ورش صيانة كبيرة بالخرطوم، و8 ورش بعطبرة، و3 بكوستي، وبورتسودان، وورشتان بكل من بابنوسة والأبيض، سنار، كريمة، حلفا، كسلا، القضارف، مدني، وواحدة في كل محطة إقليمية وسط إدارة الخطوط بكل من: الحصاحيصا، شندي، هيا، جبيت.
* وكان بهيئة سكك حديد السودان عدد 2430 عربة ركاب من كل الدرجات، و4600 عربة شحن بضاعة وتناكر مواد بترولية ومياه صالحة للشرب للمحطات الخلوية وعدد 124 بابور ديزل حديث (إنجليزي وأمريكي وألماني)، و85 بابور مناور بخار.
* تقول الإحصائية المؤلمة إن سكك حديد السودان كانت تمتلك مصنعاً للمشروبات الغازية المتميزة، وفرنين إلى (الأول في السودان)، ومصنع تعبئة الميه والثلج؛ إضافة إلى امتلاكها للوحدة الأولى من نوعها في السودان لإدارة الطبخ وحفظ الأطعمة، بجانب مصنع للطوب الآلي كان ينتج الطوب الفاخر وأسقف مرسيليا تنتج في عطبرة وتسوق في العاصمة.

* السكة الحديد بحسب لجنة حصر 1994 كانت تمتلك في الخرطوم فقط عدد 65 سكن عمال (قطية)، و230 منزلا متوسطا للموظفين العموميين والفنيين، وعدد 22 منزلا (800م مربع بالحدائق) للمديرين، وكان مجموع منازل السكن في جميع أنحاء السودان حسب لجنة الحصر:
33 ألف سكن عمال (قطاطي)، و124 ألف منزل متوسط، و15 ألف منزل كبير (800-1000 م متربع)، إضافة لأراضٍ غير سكنية، وعدد 205 استراحات، و23 نادياً للعاملين، و14 مسجداً، و12 مدرسة ابتدائية فيما بعد، و10 مدارس متوسطة، (ألغيت) وتم التصرف في مبانيها، بجانب 8 مدارس ثانوية، و12 سكناً مشتركاً.
* أما عدد الورش فقد بلغت و145 ورشة نجارة، و13 مخزناًَ كبيراً (5 آلاف متر) للعفش وبلغت ورش صيانة الحدادة 220 ورشة وللنجارة 145 هذا بخلاف الصيدليات، والتعاونيات، والمراكز الصحية، وغيرها من المرافق التي كانت جزءاً من خدمات السكة الحديد الاجتماعية، وغيرها من إسهامات السكة حديد في تشييد إستادات رياضية، وإيجاد جامعات، ومعاهد تدريب، والقائمة تطول.

* الآن هناك مجلس إدارة للهيئة مكون من 12 عضواً في سكن فاخر، وامتيازات ونثريات وخلافه، وبها أقل من 100 عامل و200 موظف صغير ومتوسط.
* ويبقى السؤال الملحاح: هل فعلاً بيعت جميع أراضي السكة الحديد؟
* وأين القاطرات القديمة والقضبان؟
* هل تم كما أشيع بيعها لمصانع الحديد الأجنبية المضروبة الآن في الخرطوم بالطن، لتصنيع السيخ لبناء بيوت غابات الإسمنت المسلح؟
فلو كانت الإجابة بنعم، لمصلحة من تم كل ذلك؟ ومن هو المهندس الذي قام بالتخطيط لكل ذلك؟
* ومن الذي مهد لكل ذلك؟ وأين ذهبت أموال البيع؟
* أما إذا كانت الإجابة بلا.. يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: أين هي الحقيقة؟

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة