صلاح احمد عبد الله

نواز شريف.. وعباس دلاقين..!؟!


* في رحلته الى كوكب عجبستان.. جلس (عباس دلاقين) على ضفة النهر ذات صباح رطب.. يقلب في صفحات (جريدة).. (عجوبة نيوز).. لفت نظره عنوان ضخم أحمر.. يقول: المحكمة العليا في باكستان تأمر بإعفاء رئيس الوزراء (نواز شريف) من منصبه لعدم أهليته للثقة.. وذلك لأن التحقيق.. (والشعب) لا يعرفان مصدر ثروته الضخمة هو وأسرته.. بعد أن جمعت المحكمة معلومات تقول إنه يتهرب من الضرائب.. وإن لهم (عقارات).. (..؟!!) فاخرة في كل من إمارة (دبي).. (..؟!!).. ومدينة لندن وإن لهم ملاذات يتهربون فيها من جزر (البهاما) حيث يتم الغسيل في مياه المحيط.. (..؟!).. خرج الشعب مسروراً قبل المعارضة.. وأصبح القانون في باكتسان هو سيد الموقف..؟!

* في صفحة تالية (قرأ) خبراً من فرنسا.. يقول إن الجمعية الوطنية (البرلمان).. أقرت قانوناً يمنع الوزراء.. وأعضاء المجلس أو الجمعية الوطنية.. من تعيين أولادهم أو أقاربهم في وظائف خاصة بالمجلس أو الحكومة.. قرأ هذا الخبر والذي في (الأعلى) وهو يبتسم بمرارة وينظر الى أمواج النهر.. ويتأمل في هذهين الحدثين..؟!
* في الصفحة الاقتصادية.. من إصدارة (عجوبة نيوز).. في ذلك الكوكب البعيد.. قرأ.. إن المحكمة العليا الأمريكية أصدرت حكماً بتغريم ما تبقى من السودان.. مبلغ (7.3) مليار دولار.. للاتهام في مساعدة مدبري تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كل من نيروبي ودار السلام.. على أن يُدفع المبلغ لأسر الضحايا.. (!؟!).

* كان خبراً مؤلماً عليه.. وهي (هناك) مما اضطره (لتكوير) الجريدة.. والقذف بها الى مياه النهر.. وشعر برغبة قوية في (التبول) بالقرب من جذع شجرة.. فعلها وهو يفكر في هذه الأمور..!؟
* سار بخطى.. بطيئة جوار حافة النهر.. وهو في حالة شرود عميق.. وهو يفكر في حال ذلك (البلد) الذي عاش فيه السنوات الطوال.. وعمل فيه.. بجد وكفاح.. الى أن وجد نفسه ذات يوم باكر في الشارع العام.. بفضل قانون اسمه الصالح العام.. وهو قانون لا يفرق ما بين الخيار. (والخيارات).. حتى لو دخلت البلد تلك في نفق مظلم.. وهو ما حصل..؟!

* تذكر كيف أن (أهل) السلطة.. ومن شايعهم من (لاعقي) موائد الفتات.. يتقاسمون ثروة البلد.. وهو لا يدري حتى الآن.. أين ذهب البترول.. أو الذهب.. أو حتى كل الصادرات.. وكيف أن شعب تلك البلاد يعاني حتى اليوم من الحصول على احتياجاته الأساسية.. من تعليم وعلاج.. وكل ما يحتاج..؟!.. وأن كل (الثروة) أصبحت.. أهلاً وأحباباً.. وذرية..؟!!
* كان يعرف جيداً.. أن الوظائف الحكومية.. وحتى الخاصة.. أصبحت (حكراً) فقط على أهل المشروع (الاحتكاري).. خاصة المهمة منها ذات المخصصات العالية.. وأن هناك (فئات) من الأحباب.. والذرية.. وأهل الفتات.. مهما تصاعدات الأسعار.. واشتد بالناس الضيق.. فلن يطالهم شيء من العنت.. والمسغبة..
لأن المال متوفر حتى داخل غرف نومهم.. وهكذا تسير الأمور بينهم.. رغم (جمال) الشعارات.. التي أصبحت (هباءً) بعد كل هذه السنوات..!؟

* شعر بقليل من التعب.. خلع قميصه.. (وكفكف) أطراف البنطلون.. ونزل الى النهر وغسل الجزء الأعلى من جسده.. وصب كثيراً من الماء على رأسه ليهدئ من فورته.. هي (7.3) مليار دولار.. حكمت بها محكمة أمريكية ضد شعبه.. الذي سيتحمل وحده المزيد من العنت.. وكيف السبيل الى رفع العقوبات.. والأحداث تتلاحق..!!

* همس لنفسه.. للصبر حدود..!؟!
* غادر الكوكب بسرعة على أول طائره.. سيعود الى بلده..
* إن غداً لناظره قريب.. (والحرية) لابد لها من ثمن..!!؟

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة


تعليق واحد