منوعات

عشرة أيام هزت البيت الأبيض

أعربت أغلبية الصحف الأميركية الرئيسية في افتتاحياتها ومقالاتها عن تفاؤلها وارتياحها من إعفاء مدير الاتصالات بالبيت الأبيض أنطوني سكاراموتشي الذي لم يستغرق تعيينه إلا عشرة أيام فقط، وأشادت بقرار الإعفاء، واصفة إياه باللحظة النادرة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
واستخدمت جميع هذه الصحف خبر الإعفاء لإلقاء الضوء على شخصية كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي الذي قالت إن عزل سكاراموتشي جاء بطلب منه.
فقد قالت نيويورك تايمز إن كيلي الذي بدا تعيينه بالمنصب الأهم بالبيت الأبيض وكأنه إلهام رباني نزل على ترمب لوضع حد لدراما هذه الإدارة كان أول طلب له هو أن يأتوا له برأس سكاراموتشي على طبق كبير.
وأشارت على هامش خبر الإعفاء إلى أن ترمب وابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنير كانوا يشكون في أن كبير موظفي البيت الأبيض السابق راينس بريباس هو من يسرب ما يجري بالإدارة لوسائل الإعلام، وإن سكاراموتشي كان السكين المناسبة لنزعه من جسد البيت الأبيض.
طرد وتفاؤل
وول ستريت جورنال نشرت افتتاحية بعنوان “كبير موظفي البيت الأبيض الجديد يطرد المتسول” والمتسول إشارة إلى سكاراموتشي، متسائلة إن كان كيلي قادرا على فرض الانضباط بالبيت الأبيض وعما إذا كان ترمب سيصغي إليه، وقالت إن كيلي وبعد يوم واحد من تسلمه مهام منصبه أثبت أنه شخص على قدر عال من المسؤولية وأنه يتمتع بدعم الرئيس.
وقالت إن طرد سكاراموتشي من منصبه إشارة جيدة لأنه بذيء ومتبجح ويفتقر لمتطلبات المنصب الذي عين له. وأشارت إلى أن ترمب بحاجة ليعمل عبر كيلي وأن الأيام ستكشف إن كان هذا الجنرال القادم من خارج الأسرة قادرا على كبح الرئيس المنفلت.
أما واشنطن تايمز فكان عنوان افتتاحيتها “أخيرا، شخص ناضج يتولى قيادة البيت الأبيض”، وقالت في هذه الافتتاحية إنه من المبكر إطلاق حكم والانطباعات الأولى أحيانا مضللة، لكن يبدو أن كيلي هو أفضل تعيين للرئيس منذ تعيينه القاضي نيل غورستش للمحكمة العليا.
وأوضحت أنها تقول إن كيلي هو الأفضل ليس لأنه ركل سكاراموتشي إلى خارج البيت الأبيض فقط، بل لأنه الأكثر نضجا وحزما وانضباطا، وهي صفات تحتاجها إدارة ترمب بإلحاح.
كيلي وسكاراموتشي نقيضان
وفي تفسير لتناقض ترمب بتعيينه شخصين كلا منهما على النقيض من الآخر، كيلي وسكاراموتشي، قالت واشنطن تايمز إن ترمب كان معجبا منذ صغره بجنرالات الجيش والنجوم التي على الكتف، لكنه في نفس الوقت -وككثير من الأميركيين- يعجب بمن يجمعون ثروة مالية كبيرة، مضيفة أن ترمب جاهل بالأيديولوجيات، لكنه يتمتع بذكاء وقدرة فطريين لاختيار الموهوبين، وعليه أن يكف عن اختيار المهرجين حتى إن كانوا موهوبين.
وقالت إن المعيار لنجاح كيلي في السيطرة على فوضى البيت الأبيض أن يرى الأميركيون توقف ترمب عن التغريد.
وذكرت لوس أنجلوس تايمز أنه في الوقت الذي لا يزال فيه صوت كيلي وهو يؤدي اليمين الدستورية أمس يتردد في جنبات البيت الأبيض تم طرد المتسول سكاراموتشي، الأمر الذي يشي ببداية جادة لوقف دراما التعيين والطرد متسارعة الإيقاع بإدارة ترمب.
وقالت إنه ورغم ما يتمتع به كيلي من مهنية وقوة ونضج بمنصبه الأعلى بالبيت الأبيض فإن ترمب أعلى منه وأكثر إصغاء لإيفانكا وكوشنير، لذلك من الصعب التنبؤ بما سيحدث في الفترة المقبلة.