سلمان في المغرب .. البشير في المغرب!!
توجه السيد رئيس الجمهورية ظهر الخميس الماضي الى المملكة المغربية في زيارة خاصة تستغرق بضعة أيام ، الزيارة تم الترتيب لها في الأسابيع الماضية ، الزيارة الخاصة جاءت متزامنة مع زيارة خاصة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ، في ذات الوقت كشف السفير السعودي بالخرطوم على بن حسن جعفر عن ازدياد كبير في حجم التبادل التجاري بين الخرطوم والرياض ، وتوقع تدفق رؤوس أموال واستثمارات كبرى خلال الفترة المقبلة ، وكشف عن جهود كبيرة تبذلها المملكة لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ، واشار السفير حسب ( جريدة الجريدة ) الى وجود آليات مشتركة بين البلدين تقوم بجهود كبيرة لتطوير العلاقات وتعزيزها ودفعها للأمام ، وأبان ان اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة التي عقدت بجدة خرجت بنتائج جيدة وواعدة ومثمرة تصب في خدمة شعبي البلدين ، وأضاف السفير: ( علاقاتنا مع الخرطوم استراتيجية وسنعمل على تطويرها في كافة المجالات وبكل الامكانيات التي تمكن من أحداث التنمية بالسودان ) ،
هذا الحديث يكتسب أهميته من ضعف الاستثمارات السعودية التي تم تنفيذها بالفعل ، مقارنة مع العدد الضخم للمشاريع المصدقة في المجال الزراعي بملايين الأفدنة في أفضل وأحسن الاراضي الزراعية ، وتأتي أهمية هذا الحديث ايضاً في ضوء فشل آلاف السودانيين المقيمين في المملكة توفيق أوضاعهم ورجوعهم للسودان في ظروف صعبة ، وبيئة استقبال محبطة وفقاً لاحاديث رئيس جهاز السودانيين العاملين بالخارج الشهيرة حول عدم مسئولية الدولة تجاه العائدين، وأن حكومته ليست جمعية خيرية ، ولعل أهمية الحديث عن تدفق رؤوس أموال كبيرة يأتي في وقت يأخذ فيه الدولار بتلابيب الجنيه السوداني و تلابيبنا حتى وصلت الاوضاع المعيشية تدهوراً غير مسبوق ، كل هذا جيد ولكن التنفيذ لكل هذه الوعود يسير ببطء شديد ، يهدد بانفجار الاوضاع و خروجها عن السيطرة قبل وصول هذه الوعود مرحلة قطف الثمار .
لا أحد يستطيع لوم قيادة المملكة العربية السعودية في اعتبار الاستثمار في السودان أولوية عاجلة في ظل انشغالها بالحرب في اليمن والاوضاع في سوريا والعراق ، ولكن لن يضير المملكة شيئاً إن قدمت بضعة مليار دولار لانقاذ الاوضاع في السودان ، ولو على سبيل الاقتراض أو الوديعة ، و على اليقين لا يستطيع أي مراقب ان يتجاهل تزامن تواجد الرئيس البشير والملك سلمان في المغرب في زيارات خاصة بعد تواتر أنباء عن اجتماع سيعقد بينهما في المغرب ، ولعل الملفات التي سيتم بحثها استوجبت هذه الاجواء المنعزلة .
مراقبون يتوقعون صدور أهم القرارات التي تهم البلدين ومن بينها علاقات السودان بقطر وايران ومصر ، والملف الليبي ، واذا كانت السعودية تعتبر علاقاتها بالسودان استراتيجية على حد قول سفيرها في الخرطوم فليس أقل من ذلك ان ترتفع رؤية السودان الى مستوى العلاقات الاستراتيجية ، بعد وضع ملامح لهذا المستوى الاستراتيجي ، هذا يتطلب قرارات شجاعة وربما مؤلمة من حكومة الرئيس البشير ، السعودية لن تقبل الحياد في ازمة قطر والسودان لن ( يفك ) أخر ما لديه دون ضمانات كافية تضمن المصالح التي ستضرر اذا اقترب اكثر من السياسة السعودية .
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة