تحقيقات وتقارير

بعد دعوة الوساطة ..هل يحقق الحلو ماعجز عنه عقار؟

دعوة الوساطة الافريقية برئاسة ثامبو امبيكي الى عبد العزيز الحلو لعقد اجتماع مبدئي فتحت الباب امام عدد من السيناريوهات حول مستقبل الحركة الشعبية قطاع الشمال ، خاصة وان دعوة الوساطة جائت تحقيقاً لمطلب الثنائي (عقار وعرمان) عقب اجتماعهم الأخير مع الآلية الأفريقية باديس ابابا مؤخراً.

ويمكن تفسير اصرار مالك عقار وياسر عرمان على اللقاء بين الوساطة وعبد العزيز الحلو بأنه اعترافاً ضمنياً بإستحالة تجاوز الحلو بعد ان اصبح المسيطر على الحركة الشعبية قطاع الشمال عقب المفاصلة التى ضربت قطاع الشمال وتأييد الجيش الشعبي للحلو.

واوضح السفير محمود كان رئيس مكتب اتصال الإتحاد الأفريقي بالخرطوم ان الالية الافريقية اطلعت عبد العزيز الحلو ضرورة عقد اجتماع مبدئي لمناقشة الأوضاع داخل الحركة واجراء تقييم والخروج برؤية واضحة ، وقال انهم يريدون من خلال الاجتماع مع الحلو ترتيب الاوضاع بغرض تشكيل وفد موحد ورؤية موحدة تمهيداً لإستئناف المفاوضات ، مؤكداً موافقة الحلو على الاجتماع المشار اليه ، واضاف ان الالية الافريقية تريد ان تستمع لمطالب عبد العزيز الحلو ومعرفة رؤيته للعملية التفاوضية تمهيداً لإستئناف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية بغرض احلال السلام والإستقرار في السودان.

ومنذ بروز الخلافات داخل قطاع الشمال فضلت الوساطة الافريقية الانتظار باعتبار ان مايشهده قطاع الشمال مشكلات داخلية تخص الحركة الشعبية دون غيرها ، لكن بعد لقائها الاخير مع مالك عقار وياسر عرمان ورفضها للمقترح الذي تقدم به الرجلين حول التفاوض عبر مجموعتين يمثل عقار احداها وعبد العزيز الحلو الأخري وصلت الوساطة الى قناعة بعدم تجاوز الحلو في عملية التفاوض باعتباره في موقف قوي .

التأييد الشعبي الذي يجده الحلو من قيادات الحركة الشعبية يبين ان التى تعتقد ان عقار وعرمان اصبحا لا يملكان ضبط اللعبة مما يضعهما امام خيارين احدهما تسريع التفاوض المباشر مع الحكومة السودانية والدخول في سلام ، أو تشكيل حركة جديدة منفصلة عن قطاع الشمال رغم انهما يراهنان على ان يتمخض اجتماع الحلو والوساطة برؤية وسط تسمح لهم بالانضمام الى صفوف الحركة مرة أخري من خلال الوفد الموحد الذي يمكن ان يكون احد الخيارات لتسريع عملية التفاوض.

وقبيل ايام من دعوة الوساطة الافريقية عقد عبد العزيز الحلو اتفاقاً مع ابناء الحركة الشعبية بولاية النيل الأزرق بهدف تشكيل وفد مشترك للتفاوض حول المنطقتين مع الحكومة ، في خطوة اعتبرت انها محاولة لسحب البساط من مالك عقار لجهة ان الإتفاق المشار اليه تم مع القيادات المنشقة عنه بجانب الإقرار بضرورة هيكلة الوفد الجديد للتفاوض في اشارة لابعاد عقار وعرمان عن اي دور خلال المرحلة المقبلة ، وتحقيقاً لهدف الحلو تم ترشيح أولي لكل من بكري عبد الباسط وعبد الله إبراهيم وجوزيف لقيادة وفد النيل الأزرق علي أن يكون الأول نائباً للحلو في قيادة الوفد ، مواصلة للتفاوض من حيث إنتهت الجولة السابقة ،و يبدو ان الحلو سيقوم بخطوة إستباقية وتقديم منفستو الوفد الجديد بشأن التفاوض للوساطة الإفريقية خلال اللقاء المرتقب بين الطرفين.

قاد قبول الحلو بالتكليف الصادر من مجلس التحرير التابع للحركة الشعبية بتولى رئاسة الحركة الى انشقاق الحركة الى فريقين حيث يقول المناوئون لعبد العزيز الحلو انه سيقود الحركة الى حافة الهاوية معتبرين ماحدث يشير الى حالة اليأس والإحباط وإنسداد الآفق والإنتصار للذات لجهة انه عمد الى تقسيم مجلس التحرير التابع للحركة الي قبائل إتحد مع بعضها ضد بعضها وبهذا بذر بذرة ضد الوحدة ، بينما يقول المؤيدون له ان مالك عقار وياسر عرمان عمدا طوال السنوات السابقة على تجاهل قضية الحركة الاساسية مستغلين المنابر التفاوضية مع الحكومة لتحقيق اغراض شخصية مشيرين الى ان الثنائى( عقار –عرمان) تعمدا تهميش عبد الحلو طوال السنوات الماضية في محاولة منهما لفرض سيطرتهما على قيادة الحركة ، بجانب ان تولى عرمان لملف التفاوض وتغييب الحلو جعل للأول اليد العليا في اتخاذ القرار داخل الحركة الأمر الذي فطن له الحلو واتباعه ، واكسبت دعوة الوساطة عبد العزيز الحلو وزناً رغم مايحمله الرجل من دعوات تتقاطع مع قناعات الوساطة والحكومة على حد سواء ، ويبقي السؤال هل يحقق الحلو ماعجز عنه عقار؟.

تقرير : رانيا الأمين
(smc)