هيئة مياة الخرطوم.. على نفسها جنت براقش
في بيان نشرته الصحف، معنون (بيان هام)، وهو في الحقيقة تحذير غير مهذب من الهيئة موجه لمسؤولين وكتاب الرأي، بجرجرتهم للمحاكم، ومنعهم من (الخوض) في المياه دون الاستناد على وثائق من مختبرات مرجعية.
جاء في البيان الإعلان، قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) صدق الله العظيم، لقد تلاحظ في الآونة الاخيرة وبصورة متواترة تصريحات لمسؤولين وبعض من كتاب الرأي في عدد من الصحف اليومية يسلطون سياطهم على هيئة مياه ولاية الخرطوم بالتشكيك المضر في المياه المنتجة من مصادرها المختلفة.
عليه تود الهيئة ان توضح الحقائق التالية
1 . تنتج الهيئة يومياً على أقل تقدير (1,500.000) مليون وخمسمائة ألف متر مكعب من المياه السطحية والجوفية، حيث تمتلك (12) محطة نيلية بتقنيات مختلفة وبأكثر من (15) خطوة معالجة مختلفة لتنقية المياه .
2 . كذلك تمتلك الهيئة (5) محطات ضخ عال و(1700) بئر جوفية ذات انتاج عال وعادي، كما انه ملحق بالمحطات (12) معملاً مجهزاً بأجهزة التحليل الكيميائي والفيزيائي والجرثومي، فضلاً عن وجود مختبر مركزي ومعمل أبحاث مياه بالمقرن يقوم بفحص المياه على مدار الساعة ومتابعة دقيقة لمراحل المعالجة المختلفة حتى وصولها لمستهلكي المياه، كما تقوم معامل وزارة الصحة الولائية بجمع عينات يومية من المصادر المختلفة وكذلك هيئة المواصفات ومعامل أخرى مختلفة، وجميعها لم تثبت وجود اختلاط لمياه الشرب بالصرف الصحى .
3 . تستخدم الهيئة (5000) طن من مادة البولي المونيوم كلورايد السائل لتنقية المياه و(500) طن من الكلور لتطهير وتعقيم المياه لانتاج مياه سليمة وصحية ويقف على ذلك كادر من الكيميائيين المتخصصين وفنيي معامل وتقنيين يستخدمون أحدث وسائل التحليل والمراقبة.
4 . ما رشح عن تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي كما في تصريحات صحفية لأحد المسؤولين في عدد من الصحف بتاريخ 24/7/2017م يعتبر كارثة صحية، واذا كان هذا الحديث واقعاً لدخل جميع مستهلكي المياه بولاية الخرطم المستشفيات وبالتالي لأدى ذلك لحدوث تسمم عام – لا قدر الله .
5 . تؤكد الهيئة ان المياه المنتجة من جميع مصادرها مياه سليمة ومطابقة للمواصفات العالمية ومواصفات مياه الشرب السودلنية .
6 . من هذا المنطلق تحذر الهيئة كل من يخوض في شأن المياه بدون وثائق من مختبرات مرجعية وسوف تتخذ الهيئة الاجراءات القانونية أمام المحاكم المختصة حفاظاً على حقوقها ومنعاً للاثارة واشاعة الهلع وسط مستهلكي المياه). بهذا التحذير انتهى بيان هيئة مياه ولاية الخرطوم.
وبينما أجمع خبراء البيئة والصحة والتغذية في السودان أن 75% من أمراض الإنسان العضوية في السودان بسبب تلوث المياه، ومن بينهم وزير البيئة الدكتور حسن هلال الذي أكد مرارآ على اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، أبان تقرير المراجع القومي الأخير أن المواد غير المطابقة للمواصفات التي استخدمتها هيئة مياه الخرطوم لتنقية المياه اشتملت على مركبات الحديد، الزنك، النحاس، الرصاص، الكروم، والمانجنيز ومخلفات كيميائية.
يأتي تحذير مياه الخرطوم وسط مخاوف من الاجراءات التي اتبعتها مياه الولاية تحت ضغط فراغ المخازن من مواد التنقية والتعقيم بغرض استعجال لمستندات تغيير المواصفات لبعض المواد لهيئة المواصفات والمقاييس مما تسبب في إفراج هيئة المواصفات عن شحنات غير مطابقة للمواصفات، في تجاهل تام لقانون 1995م و هو آخر قانون تشريعي مجاز قنن لوصف المياه الصالحة للشرب، عندما كانت الهيئة قومية، تقارير هيئة الصحة العالمية تفيد بأن (56.1%) فقط من السودانيين يحصلون على مياه شرب نقية، وأضاف أن تلوث المياه يتسبب في (80%) من أمراض التايفويد والإسهالات (المائية) والملاريا.
مياه الخرطوم أعلنت طوعاً إنها استخدمت (5000) طن من مادة البولي المونيوم كلورايد السائل لتنقية المياه سنوياً، وهي مادة اعترضت عليها الهيئة السودانية للمواصفات ولم تعتمدها في مواصفة المياه، وهي مادة تسبب السرطان والزهايمر، ونظراً لأن الهيئة لا تمتلك المعدات الكافية لقياس المتبقي من المادة لحظة شرب المياه، فلا أحد يستطيع الجزم بمدى صلاحية المياه للاستهلاك الآدمى، أو خلوها من الملوثات وبالتالي فأن بيان الهيئة عاليه لا معنى له، وتحذيرها في نهاية الإعلان لن يغطي الحقيقة وهي إن الهيئة اعترفت على رؤوس الاشهاد باستخدامها لمواد محظورة وغير مطابقة لاستخدامات تنقية وإزالة الأطماء من المياه، هيئة مياه الخرطوم ستحاكم نفسها، وعلى نفسها جنت براقش.
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة