صلاح احمد عبد الله

دخلت نملة..!؟!


* الحكاية أنه دخلت (نملة).. وأخدت (حبة) وخرجت.. هي قصة مشهورة من زمان.. ولكثرة (النمل) في زماننا هذا صار يأخذ كميات الحبوب ويخرج.. وقد يعود بعض (النمل) مرة أخرى ويأخذ أيضاً.. ثم يخرج وهكذا.. طيلة أكثر من ربع قرن.. وقد يشاركه (النمل) الكبير ويأخذ شيئاً معه.. ولا يكتفي بما أعطاه إياه.. من لا يملك لمن لا يستحق.. (ولا داعي للشرح).. منذ ما قبل 1956م ذلك العام العجيب.. على التاريخ الحديث..!؟!
* الآن لأصبح النمل وذريته.. ينتشرون في أرجاء البلاد.. الكبار لهم عالمهم.. والذرية لها عالمها الخاص بعد لأن تم الانصهار.. والتصاهر.. (لأسباب فنية.. أو مالية.. لا يهم)..!!؟

* والقصة، كنت أسير في شرق المدينة وبعد شراء كيس خبز من النوع الخاص.. بأهل المنطقة (يوم الماهية).. وفي طريقي لموقف الحافلة جوار.. مستشفى العناية الملكية.. (الشهيد).. لفت نظري بيت (نمل) من كم طابق.. (؟!).. في منتهى الروعة والفخامة.. على جانبه الأيمن مولد كهربائي كبير الحجم عريض الأكتاف.. والأكناف..!!
* تحيط بالمكان أشجار خضراء باسقة.. ويانعة وأحواض زهور لها رائحة جوار الأسوار الخارجية.. وعدة سيارات حوالي (6) جديدة (لنج) كما نقول آخر موديل.. ماركة (شنو داك.. وشنو).. أمام مدخل القصر ده.. في ذلك الحي.. يقف موتر سايكل جديد لنج برضو.. يجلس بالقرب منه على كرسي وثير شاب في مقتبل العمر، واضعا ساقا على أخرى.. حيث يظهر (شراب) أبيض في حذاء شديد اللمعان.. ما يلفت النظر أنه ينظر للمارة شذراً.. ولي أنا بالذات شذرا كثيراً.. وحاداً.. ليه.. لا أدري.. وأنا لا أعرفه.. ترى هل رأى في نظراتي حسداً.. قلت في نفسي دعه يرى.. ما قروشنا وكده.. على رأي (جبرا)..

* سرت في طريقي إلى (الموقف).. وبجانبي كيس الخبز.. وأنا أفكر في هذا (النمل) الذي غزا المدينة.. ذات ليل.. وفجر صباح (ما) منذ سنوات.. وأصبح سيدا ومالكا لكل شيء..!!؟
* في المساء وبعد المغرب.. كنت جالسا أمام المنزل.. جائني السيد المحترم صديقي المستر عباس.. حكيت له عن مشاهداتي في شرق المدينة.. وكيس العيش.. ضحك بصوته الأجش عالياً.. قائلاً: يا أستاذ (الأمجاد) دي خلتنا نعرف أي حاجة.. البيت الكبير ده أو القصر بتاع أولاد شباب.. نسايب.. يعني.. واحد أبوه نظامي سابق.. والتاني أبوه كان (أستاذ).. (وشرح تفاصيل أكثر..؟!) وده غير المزارع والسفر الدائم.. للتجارة من الخليج.. ومعه.. ومرات جنوب شرق آسيا.. و.. و.. وعييييك.. يا أستاذ خلينا بس.. (البطن) مليانة بلاوي.. وكلهم زي بعض.. وديل يمثلوا (نقطة) في بحر كبير وهادر.. يقود مراكبه (ربابنة) النمل.. الذي انتشر كل هذه السنوات..!!

* وانتو.. اقعدوا.. عاينوا بس.. واشتكوا.. زي (…) كلمة لا داعي لها.. كما قالها..
* تركني وذهب إلى دكان هارون.. لإعداد فتة البوش..!!؟
* فعلا (النمل) صار يسيطر على كل شيء.. ولم يكتف بالدخول.. دخلت نملة وأخذت (حبة) وخرجت.. بل يدخل ليبقى ويكنكش..!!
* ولكن الكل يبحث عن الحل.. من كثرة النمل..

* كيف..؟!
* الله كريم.. وما يزال الخير في بلادي.. وشبابها..!؟!
* لا بد أن يعود (النمل) إلى مساكنه القديمة..

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة


تعليق واحد