تموت تخلي
* وبدأت رحلة المؤتمر الوطني في البحث عن دورة جديدة يقنن بها وجوده على قيادة الدولة التي انهكتها سياساته الفاشلة.
* لم يكتف الحزب الجاثم على رقاب الوطن بالتسع وعشرون عاما التي قضاها متسيدا الساحة، فعمد إلى تعزيز وجوده مجددا من خلال تصريح رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني معتز موسى الذي أكد على جاهزية القطاع لخطة الالف يوم لخوض انتخابات 2020م منوها إلى أن التحدي القادم هو تحد إعلامي بالدرجة الأولى.
* بالفعل هو تحد إعلامي بالدرجة الأولى، ولن يكون غير ذلك مهما اجتهد المجتهدون، ما لم يتم تعديل (الصورة المقلوبة).
* بعيدا عن تصريحات أهل الوطني عن (تعديل الدستور)، وأبعد عن تدجين غالبية وسائل الاعلام وتوجيهها للسير في طريق الاتجاه الواحد، نجد أن المعارضة والمواطن يمكنهما استغلال هذه الألف يوم استغلالا إيجابيا ويمكن إحداث التغيير الذي ظل الجميع يبحث عنه بكافة الوسائل.
* الكرة الآن في ملعب الشعب والمعارضة معاً.
* عدد الصحف الملوكة للنظام والموالية له، لا ترتقي حسب وجهة نظري لتكون واجهة للنظام، لأن مواده وإعلاناته الصفراء لم تعد محل ثقة ولم تعد تقنع المواطن البسيط ناهيك عن المثقف الواعي بحقوقه.
*إضافة إلى عزوف عدد لا يستهان به من المواطنين عن شراء الصحف خاصة (الملونة منها)، والفاقد للمصداقية، ليبقى العزاء في الصحف المحترمة التي لا تهادن ولا تنافق بحثا عن إعلان حكومي او عطية في الأصل هي مستحقة، وهذه واحدة او اثنتين.
* ويبقى العزاء في السوشيال ميديا لتكون رهان المواطن والمعارضة على السواء لإحداث التغيير، فمعظم الحكومات الديكتاتورية أسقطتها (السوشيال ميديا)، مدعومة بخطط مدروسة من المعارضة.
* فإن كان المؤتمر الوطني يستعد لرحلة الألف يوم لخوض الانتخابات القادمة في 2020، فعلى الشعب أن يستعين بأبنائه المتعلمين وأحزاب المعارضة بكوادرها الفاعلة في جعل الألف يوم حملة مضادة لحملة المؤتمر الوطني تبدأ من اليوم وبشكل منظم حتى تجني ثمارها قبل إكمال المائة يوم وليس الألف يوم.
* الحملة المضادة يجب أن تعكس وبالدلائل حجم الفساد الذي استشرى وحول البنى التحتية الموجودة إلى أطلال.
* والتدهور الذي أوصل الاقتصاد الوطني إلى حافة الانهيار.
* والأزمات المتلاحقة التي يعيشها الوطن من حروب استنزفت موارد الدولة، وغلاء معيشة أفقر السواد الأعظم من الشعب وجعل منه الهارب وفيه المتسول، والمستهبل وفيه اللص الصغير واللص الكبير مستمتع بالنعم الجسام.
* لا بد أن تتضمن حملة الألف يوم، وعبر تطبيقات الفيسبوك، والواتساب، وتويتر وانستغرام وغيرها من وسائل السوشيال ميديا كافة تجاوزات وانتهاكات النظام باليوم والساعة والثانية، ومن الضروري أن تبرز اسم كل متجاوز ثبت تجاوزه ولا زال تحت حماية النظام، وتخضعه في محاكمة للتاريخ، لتعرية كافة المتجاوزين السالبين لحقوق الشعب.
* ومهما كان التشديد عبر قوانين تكميم الأفواه التي يتم إقرارها تمكينا لهم وحماية لنظامهم، لا بد من دور لأحزاب المعارضة في ايجاد وسائل تجعل المواطن خارج سيطرة الحكومة.
* سيجتهدون في إغلاق كافة المواقع التي تكشف وتعري نظامهم، وهنا لا بد من وضع بدائل موازية، وعباقرة الشبكة العنكبوتية لن (يغلبوا حيلة).
* سيجتهدون في تدريب وتهيئة الآلاف من كوادر النظام لمجابهة الحملة المضادة، وهنا لا بد أن نتذكر أن من بين الشعب الملايين من الشباب الذي ينتظر هذه اللحظة.
* الغلبة ستكون للوطن وللمواطن متى ما تم استثمار هذه الفرصة استثمارا إيجابيا وبشكل علمي مخطط ومدروس بعناية، وإن كانت رحلة الألف يوم لـ(حزب تموت تخلي) تبدأ بالإعلام، فالوضع الطبيعي أن يرفع المواطن شعار (رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة)، وخطوة عديلة إن شاء الله.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة