تحقيقات وتقارير

تحذيرات من جميع الأطراف .. المتغيرات الدولية الراهنة .. السودان يتحسس موطئ قدميه

(على السودان أن يتحسس موطئ قدميه جيداً) هكذا كان في المقدور عنونة ورشة (عمل الأوضاع فى الدول العربية والإسلامية فى ظل المتغيرات الدولية الراهنة) التي نظمها مركز دراسات المستقبل، يوم أمس (الأربعاء).
ولكن في ظل تباكي الكل على ليلاه، برزت أصوات تعترض على قطع العلاقات مع إيران، والانحياز إلى جانب قطر. بينما قال آخرون بصحة موقف الحزم الخرطومي من عاصفة الحزم، والنأي بجانبها عن دولة الملالي.
ووردت إشارات مهمة كذلك عن دور الجنرال خليفة حفتر في ليبيا، أقرب ما تكون الى التحذير، وثمة مخاوف من تبعات الأوضاع في دولة جنوب السودان، كما أن حضور إسرائيل بالمشهد ، يعني كذلك أن أمريكا حاضرة وبقوة.
تهديد البوابة الجنوبية
في ظل تلك التطورات، فإن السودان تأثر كثيراً فى كافة المجالات، وأصبح محاطاً بتهديدات من المنطقة ومن الدول الغربية ومن الدول المجاورة.
واعتبر القيادي الجنوبي، ونائب الأمين العام لرئيس المؤتمر الشعبى السابق عبد الله دينق نيال، أن المهدد الأول للسودان هى البوابة الجنوبية نافياً ان تكون القضية الليبية أو المصرية مهددتين للسودان مؤكداً أن السودان انتقل إلى دولة مواجهة مع إسرائيل مشدداً على أن إسرائيل نفذت إلى السودان عبر حكومة الجنوب فى غفلة من الحكومة السودانية وتوقع أن ما تفرزه تلك التهديدات من دولة الجنوب إما أن يطبع السودان مع إسرائيل أو يكون مواجهاً لها.
وقال دينق في مداخلته بالورشة، إن دولة الجنوب إذا استمرت بوضعها الراهن فأنها مهددة بالتقسيم إلى ثلاثة اأقاليم منها اقاليم الاستوائية والنيلية أو الوقوع تحت الوصاية الدولية محذراً من أن المسافة الصغيرة الفاصلة بين دولة الجنوب والشمال وتقدر بحوالي (2) الف كيلو متر ووصف ما يحدث فى دولة الجنوب بالفوضى الخلاقة إذا ما حدثت تلك التطورات، وقال إن الجنوب لن يكون حكومة وأنما سيكون أرضاً للمليشيات وحكومة مسلحة، وقال إن السودان بمنأىً عن أن يكون دولة محاصرة وعزا ذلك لطبيعة شعب السودان وتحمله أن يعتمد فى غذائه على محاصيل عديدة وآمنة بالسودان مؤكداً وجود أمن غذائى بالسودان.
امبراطورية ايران
وصف القيادى بالمؤتمر الوطنى د. قطبى المهدى موقف الحكومة من إيران بالموقف المتطرف واعتبر خسران البلاد لإيران قرار متعجل، وقال ان الحكومة ليس لديها دراسة مستمرة ومتابعة للموضوع وأكد أنه لا تأثير لدول الإمارات والمملكة العربية السعودية على رفع العقوبات الأميريكية عن السودان، مؤكداً أن تلك الدول طرف ضعيف ويستجى التعاطف الأميريكى لصالح بلاده من حكومة ترامب ودعا الى ضرورة التعامل المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات عن السودان. وأبدى يأسه من دعم هذه الدول اقتصادياً للسودان متوقعاً أن يحدث عجز فى ميزانيات دول الخليج نسبة للتوقعات التى تشير الى أن يصل سعر النفط فى الفترة المقبلة الى 20 دولاراً.
وقال قطبى خلال مخاطبته ورشة عمل” الأوضاع فى الدول العربية والإسلامية فى ظل المتغيرات الدولية الراهنة” أمس، إن ما قدمته قطر للسودان لم تقدمه السعودية ولا الإمارات معتبراً أن دولة قطر هى الأغنى لغلاء سعر الغاز الطبيعي.
نظام المؤسسة
من جهته أكد رئيس معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم، محمد محجوب هارون، أن القضايا الإقليمية ليست قضايا معزولة منوها إلى حدوث تغيرات فى مراكز النفوذ الداخلية للبلاد داعياً إلى خلق نظام اسماه بنظام المؤسسة مطالباً بالعودة الى المشروعات الوطنية بعيداً عن مشروعات عدد من الدول ونوه إلى أن أدوات العمل السياسى التقليدى تخضع إلى تغيرات.
تحذيرات من الدولة الصفوية
من جهته تأسف الأمين العام لحزب الأمة السابق، د.إبراهيم الأمين، علي بتركيز السودان على البعد الخارجى ونوه إلى أن كثيراً من النخب تعمل على التركيز على العلاقات مع نظم خارجية مختلفة وينسى فى هذا الزخم القضايا السودانية وتخوف من الخطر الإيرانى مؤكدا أنه لا يحدث صراع شيعى وإنما ما يحدث امبراطورية شيعية صفوية مؤكداً خطورة ذلك خاصة ما يتعارض مع الدين والوصول إلى درجة تسييس الحج.
ثقة متبادلة
أكد الأستاذ بجامعة الرباط، د. أمين اللقمان، وجود ثقة متبادلة بين البلدين السودان والمملكة العربية السعودية مؤكداً أن السودانيين الموجودين بالمملكة لا يشاركون فى الأنشطة الإرهابية ولا علاقة لهم بتنظيم داعش. واستطرد أن الثقة و حتى الآن متوفرة بين البلدين ما لم يستجد ما يمس مصالح المملكة، واعتبر خروج الملايين من السودانيين من المملكة لوجود سياسات جديدة داعياً إلى ضرورة الاستفادة من التجربة السعودية بابتعاث طلاب للخارج لخدمة قضايا الوطن، وقال إن السعودية ابتعثت ألف طالب إلى دول فى تخصصات وصفها بالرفيعة والمنتقاه مشيراً إلى شروع المملكة فى تسليم 80 مشروعاً بقيمة 280 مليار ريال سعودى وفى ذات السياق قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحرى، د.عمر عبد العزيز، أن الحركة الإسلامية فى السودان وصلت إلى الحكم بانقلاب عسكرى وصمدت أمام العقوبات الأميركية.
بين خيارين
وفى إطار الحصار الذى وقع على دولة قطر من قبل دول الخليج العربى والمملكة السعودية، اعتبر د.عمر أن السودان بين خيارين إما تأييد دول الحصار وفى هذه الحالة يفقد السند الشعبى الذى قامت عليه الإنقاذ والخيار الثانى ان تنحاز الدولة مع قطر وفى هذه الحالة فأنه توجد كثير من القوى الاعلامية تقف ضد قطر واعتبر أن لهذا الموقف ثمناً.
نقاط قوى وضعف
واعتبر المحلل السياسى عمر عبد العزيز أن للسودان نقاط قوى وضعف ومن بين نقاط القوى أن الإسلاميين لديهم تجربة قديمة وجذور موجودة فى الدولة فضلاً عن أن السودان قتح باباً للقوى الشرقية كالصين وأبرم عقوداً معها فيما يختص باستخراج الطاقة والبترول مؤكدة أن طول آماد إبرام هذه العقود التى تمتد من 20ـــ50 عاماً يعتبر نقطة من نقاط القوة التى اكتسبتها البلاد وقى المقابل فان عبد العزيز يعتبر أن الحكومة مجابهة بنقاط ضعف ومن أهمها الأزمة الاقتصادية التى اعتبرها مؤثرة ومتصاعدة كما أن من أخطر نقاط الضعف الصراعات القبلية التى تضعضع وتمزق النسيج الاجتماعى وهى بذلك تعتبر أخطر من الحركات المسلحة وخطورتها تكمن فى أنها تدوم لفترات طويلة ، غير أن السودان مجابه بوقوعه تحت وطأة الضغوط الأميركية التى أدخلته ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب وبذا فأن السودان أصبح فى ازمة ما بين المطلوبات الأميركية والاستحققات الداخلية .
السودان والحركات الإسلامية
السودان فى موقفه من الحركات الإسلامية ظل فى كثير من الأحيان يقف موقف الحياد والتحدى الأساسي أن لا يستطيع الصمود والحفاظ على موقعه كعنصر محايد من الحركات الإسلامية وعليه أن يختار الموقف السليم خاصة ما يتعلق بإدانة حماس وما يتبعها من الحركات الإسلامية كما أن واحدة من المهددات التى تجابة البلاد التحسب للمعارض الليبى اللواء خليفة حفتر.

الخرطوم : ابتسام حسن
الصيحة