تحقيقات وتقارير

عودة الميرغني .. هل تلملم (هلهلة) الاتحادي الأصل؟

على خلفية العودة المرتقبة لمولانا محمد عثمان الميرغني, التي خلفت وراءه خصومات سياسية وخلافات حزبية كبيرة, ورد كلام في الساحة السياسية عن أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل

أصبح لا دور له اللآن على المستوى السياسي الراهن، بل أصبح غائباً عن الحالة السياسية إلا في أدوار محدودة في أشياء مستهلكة ومعروفة للكل .. لكن مهما كان غياب مولانا عن الحزب هذا لا ينزع عنه تولي المسؤولية، ومن الممكن أن يكون قادراً على حزبه ومشاكله التي أرهقت الشارع السياسي، وأصبحت حديث المجالس بعد أن تخوفوا من ضياع حزب ذي كيان كبير وتاريخ معروف, بعد ان أكد محللون سياسيون أن الحزب الاتحادي فقد شرعيته وبريقه وأصبح لا دور له بعد أن فقدوا أمل الرجعة لمولانا غير المحددة بزمن أو يوم أو تاريخ معروف.
المقربون لا يعلمون عودته
كشف مصدر مهتم بشؤون الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، عن أن عودة مولانا محمد عثمان الميرغني لا تصلح حال الحزب بالشكل المطلوب والمنتظر, بعد أن يعود الى السودان. موضحاً أن حالة السيد محمد عثمان الميرغني ووضعه الآن تغير كثيراً جداً عن الفترة السابقة منذ خمسة أعوام. وقال إن السيد فقد الكاريزما والطريقة التي كان يدار بها الحزب في ذلك العهد، لذلك لا توجد له قوة كبيرة يعشم بها الحزب من جديد بعد عودته. وأضاف المصدر قائلا إن عودة الميرغني لا يعلم بها إلا مولانا الميرغني نفسه. وأكد أنه حتى المقربين منه لا يعلمون متى يعود الميرغني إلى البلاد. وكشف أن الميرغني حوله شوائب كثيرة لا يعلمها الناس عنه, ومن الممكن ان تكون تلك الشوائب هي سبب رئيس بعدم عودته الى البلاد. وقال من يطلقون شائعة أن الميرغني عائد الى البلاد يطلقون شائعات وراءها أغراض سياسية معروفة لدى بعض الشخصيات السياسية المعروفة. وقال المصدر أما عن قيام المؤتمر العام فليس هنالك قيام لمؤتمر باعتبار أن الحزب يفتقد الأموال التي تسير المؤتمر. وأضاف قيام المؤتمر يحتاج إلى لجان من أجل المؤسسية واختيار في تحديد الهوية وسيناريوهات كثيرة وإبعاد بعض الشخصيات عن الحزب وساحته السياسية، لان معطياتهم تهدم الحزب نفسه ولهم أدوار معروفة. وقال من يؤكدون أن هنالك مؤتمراً عاماً للحزب الاتحادي هذا مجرد كلام وارد في الساحة وبعيد جداً عن أرض الواقع. واعتبر المصدر هذا استهلاكا سياسيا للحزب في الوقت الراهن لانعدام المعطيات التي ذكرها.
رمزية تاريخية كبيرة
مولانا لم يكن بعيداً عن الأحداث السياسية في البلاد, بل متابع لكل مجريات الوضع السياسي بكل تفاصيله, هذه إفادة عضو المجلس الوطني وحاكم قيادي بالاتحادي محمد المعتصم خلال حديثه، وقال إن مولانا كان ملماً بكل التفاصيل كبيرة وصغيرة في حكومة الوفاق الوطني، وجددها مولانا من واقع اتفاق القاهرة مع الحكومة، وقال من البديهي أن يجري اتصالات مع القاهرة باعتبار أن لديه ارتباطات كبيرة جداً قبل عودته الى البلاد، وأضاف أن جميع الاجتماعات التي يديرها الميرغني مع قياداته كانت طبيعية جداً لم يذكر فيها شيئاً له أثره. ومولانا لديه مهام ولم تتغير وتتبدل حتى لو كانت هنالك بعض التكليفات التي كلف بها بعض القيادات وهو على البعد من مقر إقامته بلندن. وأضاف أن عودة الميرغني سوف تسهم كثيراً في استقرار الحزب، لأن إقامة القيادات خارج البلاد دائما تجد تفسيراً خاطئا لذلك لابد أن تأتي الى الداخل مما يعطيها قيمة سياسية واجتماعية خاصة أن الميرغني رمزية تاريخية كبيرة.
وأضاف أن الميرغني مركز وروح الاتحاديين والحركة الاتحادية لذلك وجوده سيساعد في حلحلة قضاياهم ولم شمل الحزب بأسرع ما يكون، بجانب تسهيل التواصل بينه وبين الحكومة، وسوف يسهم في تحقيق الإجماع الوطني وإعطاء دفعة قوية للاتحاديين.
فقد شرعيته
حول الخلافات التي ضربت الحزب الاتحادي الأصل يرى المحلل السياسي بابكر فضيل خلال حديثه لـ (الإنتباهة), أن مشاكل الحزب ازدادت بسبب المشاركة في الحكومة الجديدة بعد استبعاد شخصيات معروفة, وأصبح هنالك صراع دائر أكثر مما هو عليه داخل الحزب الاتحادي، مما أدى الى مكايدات كثيرة غير لائقة بالحزب من ممثلين في الاتحادي. وأضاف ان هنالك مجموعة مفوضة من محمد الحسن الميرغني, وأخرى من الميرغني نفسه مما أدى الى تعقيد الأمور الى أسوأ حال. ويعتبر نجل الميرغني بانه سوف يسيطر على الحزب باعتبار أنه هو المكلف من والده والمسؤول عن الحزب في حال غياب والده, وهذا مما أدى الى ازدياد الصراع في الاتحادي بين المجموعات الداخلية والخارجية والولائية. مؤكداً ان الخلافات داخل الاتحادي ضربت في كل الاتجاهات والكيانات, وأصبح الأمر صعباً لا يمكن تداركه حتى بعد عودة مولانا الميرغني الى البلاد. لأن مولانا كان يصمت في كل الأحداث السابقة التي ضربت الحزب، وهو على علم وملم بكل تفاصيل القضايا التي تخص الحزب الاتحادي. وكشف فضيل عن أن الميرغني هو من أرسل خطاباً الى رئيس الجمهورية عمر البشير موضحاً فيه قائمة ترشيح المشاركة في حكومة الوفاق الوطني على المستوى الداخلي والولائي وعلى مستوى فروع الحزب في السودان، وهذا مما يؤكد ان الميرغني قريب جدا من حزبه. وقال هذا في تقديري حفاظ علي حزبه وهو بعيد منه. وكان غرض مولانا أن يبعد صراع المناصب والحفاظ على المصلحة الحكومية وعلى الحزب الاتحادي. وقال ان المصلحة الحزبية بالنسبة لأعضاء وقيادات الحزب ليس هدفهم بدليل ان الحزب تراجع كثيراً جدا وفقد جماهيره وأصبح ليس لديه وجود في الساحة السياسية وليس لديه شرعية وشرعيته غائبة ولم تعد الى هيبتها الأولى. وكشف عن أن الحسن الميرغني موقفه ضعيف جدا ويتمادى بصفته هو الممثل والمشارك في حكومة المؤتمر الوطني، لذلك وجد نفسه ضعيفاً جدا من أجل أن يقف مع مجموعته أو يترك حكومة الوفاق الوطني, وهذا قصد واضح لنجل الميرغني في حكومة الوفاق الوطني.

عوضية سليمان
الصيحة