الحكومة دايماً متعودة!!
(1)
أسوأ الصحف تلك الصحف الكواذب التي ترى السودان عالماً جميلاً لا فيه أمراض ولا كوارث ولا مصائب وإذا ولا قدر الله نظر القارئ الى خطوطها العريضة وإلا أُصيب بـ(الطمام) وأفضل الصحف تلك التي يُطالعها القارئ غير مكره من الغلاف والى الغلاف فعندها الخبر اليقين والتحليل الصادق والحوار الجرئ والصورة الحقيقة للواقع
(2)
عزيزى القارئ لا تحن رأسك لمخلوق عدا الخالق، بل إن الطاغية وبقدرته القوية على الطغيان والتكبر والتجبر لا يملك إلا أن ينحني (لحلاقه الخاص) ويسلمه رأسه طائعاً مختاراً.
(3)
عودتنا الحكومة أو(دايماً متعودة)وعند حدوث الكوارث والمصائب والأزمات على تشكيل وتكوين وإنشاء لجان لتقصي الحقائق ومعلوم مثلاً أن انزلاق الطائرات بمطار الخرطوم (دا مرض جديد يُضاف الى ناس الانزلاقات القضروفية)حدث من قبل ويحدث من بعد وبدلاً من تشكيل لجان لتقصي الحقائق الأفضل تشكيل لجان لمواجهة الحقائق ولا شنو الفهم؟
(4)
كل من أقابله من أعضاء المؤتمر الوطني يطالبني أن أكون مثله وأسأله (متلك في شنو؟)فلا أجد إجابة تشفى العليل ومسؤولين من الخير هل الذين ينتمون الى حزب المؤتمر الوطني هل ينتمون اليه فكرياً؟ أم سياسياً؟ أم اقتصادياً؟ أم إن المعايش جبارة؟ ولو كان كل الناس مؤتمر وطني لخرب السودان أكثر مما هو خربان الآن وكُلنا سودانيون حتى يثبت التاريخ أننا أصبحنا كلنا مؤتمر وطني.
(5)
أحسب أن الجميع يعلم أن باريس تُسمى عاصمة النور وأن لندن تُسمى عاصمة الضباب وعلى الجميع أن يعلم أن العاصمة السودانية الخرطوم تُسمى عاصمة الذباب فقد كشفت(بالله شوف هذا الكشف العظيم)وزارة الصحة في ولاية الخرطوم وجود أكثر من 91 ألف موقعاً لتوالد الذباب (يعني ناس الخرطوم ديل أكليين جنس أكل واحد) وصدق من قال مصائب قوم عند قوم فوائد وهذا التوالد الكثيف للذباب يؤدي الى انتشار ونقل الأمراض وأكثر المستفيدين من ذلك هم المستثمرون في المجال الصحي وأصحاب المستشفيات والمستوصفات الخاصة لذلك لا تعشموا أن يتم القضاء التام والنهائي على مملكة الذباب لأنه ليس في مصلحة المستثمرين الصحيين والحانوتين!!
(6)
قبل عدة أيام وصحيفة من الصحف الأمريكية الكبرى وعلى صدر صفحتها الأولى تصف رئيس الولايات الأمريكية السيد ترامب بأنه قوي وكاذب وأبله ويعني شنو؟ وأنا شخصياً ممكن أن أصفه بتلك الصفات وأزيد عليها صفة(ديك العدة أو أبوجهل) ولكن (التي ما دخلت في شئ إلا شانته)وللأسف الطويل والأهبل لا أستطيع أنا أو غيري أن ننشر مثل هذه الصفات عن أي حاكم أو رئيس أو ملك أو أمير أو صاحب سمو وفخامة في الصفحات الداخلية دعك من الصفحة الأولى ومن يفعل يلقى آثاماً وستقوم الدنيا(الأصلها قائمة)ولن تقعد إلا إذا أُهدر دم الكاتب الذي تطاول على الذات الرئاسية أو الذات الملكية أو الذات الأميرية ويجب أن يكون الكاتب عبرة وعظة لمن أراد العبرة والعظة وأظنكم عرفتم أن الفرق بين الديمقراطية والديكتاتورية فرق شاسع لذلك من حقك أن تُذهب الى الديمقراطية وتأتي بها ولا تنتظرها أن تأتي اليك.
(7)
لا أملك من الدنيا إلا حريتي أكثير أن يملك أحدنا حريته؟ فالحرية ليست من كماليات الحياة إنها ضرورة لكي تسير الحياة في طريقها الصحيح ودون حرية تفسد الحياة واللهم فك أسر وحظر دكتور زهير السراج والأستاذ عثمان شبونة وعجل لهما بالنصر وبالفرج وردهما سالمين غانمين الى القراء والمحبين.
ماوراء الكلمات – طه مدثر
صحيفة الجريدة