الأسود يليق بغيابك!
الأسود ليس مجرد لون .. إنه حالة من الاكتئاب المقيم تخيم على وجداني حالماً لفك الغياب بأستاره .. أو قل إنه حجاب كثيف يسدله الأسى على المشهد العام لحياتي، فلا أعود أرى من خلاله، وأكتفي بالإنغلاق على روحي في انتظار نور إيابك السافر! * وكلما عمدت للرحيل بعيداً، أطلقت خلفك العنان لظنوني وهواجسي.. واستسلمت طوعاً لسطوة أشجاني ووحدتي.. وأقلعت عمداً عن ممارسة طقوسنا اليومية الحميمة التي ارتبطت في خاطري بوجودك النبيل!* كيف لى أن أحتسي قهوتي الصباحية دون جنزبيل ضحكتك العميقة التي تجلجل بالإبتهاج؟!….وكيف لى أن أتصفح الصحف اليومية دون أن تزاحمني على الأنباء وتحلل لي الأحداث وتبادلني وجهات النظر؟!
* وكيف لى أن أختار ثيابى للخروج دون الاستعانة برأيك وذوقك الجميل؟!…وكيف أستشعر وجودي ككائن حي وفعال دون أن أعتنى بتفاصيلك، وأهيء أشياءك، وأرتب برنامجك، وأصلح ياقتك وألمع حذاءك؟!* إنني بدونك ياسيدي امرأة عاطلة عن العمل…مرفوعة عن خدمة وجودها لحين عودتك.. تتمرغ في رتابة أيامها، وتتسكع فى زوايا المنزل الساكن بهوائة الثقيل، وجدرانه الكالحة !!!.. فهل تعلم أن غيابك فرصة لاكتشاف كل مظاهر القبح في حياتي؟!.. تلك التي لايسمح لي وجودك بالالتفات لها أو رؤيتها!! وقد يدفعني الفراغ لمحاولة الاجتهاد في إصلاحها وصيانتها، لا لشيء إلا تجنباً لوقوع عينك عليها يوماً .. فلا أريد لعينيك أن تلتقط قبحاً ما في محيطنا على صعيدي المباني والمعاني!ثم أننى أحاول أحياناً أن أوظف غيابك لصالح حياتي الإجتماعية والعملية…أفكر في القيام ببعض الواجبات الإنسانية التى تساقطت يوماً أمام انشغالى بحضورك الطاغي .. أو أن أمارس بعض النشاطات وأشارك في البرامج التي تعيدني لمسرح الفعالياتالثقافية.. ولكني أعترف بأنني أظل ذاهلة عن كل ماحولي .. أعاني من الخمول والكسل…. وأكتفي فقط بانتظارك!
* فيا أيها الغائب الحاضر ..تفتقر ألواني لزهوها دونك.. وتفتقر أجوائي لعطرك المنعش وأنفاسك الدافئة..وتفتقر حياتي لمضامينها الحيوية .. وتفتقر أيامى لدوافعها الإيجابية .. وأفتقر لذاتى!
* إن الأسود يليق بغيابك .. بمنظارى الداخلي لتفاصيل الحياة..بالعنوان الرئيسي لصحيفة أنبائي .. بالثوب المفضل الذي أختاره .. وبالحبر الداكن الذي أكتب لك به رسائل الولع والأشواق!* الأسود يليق بغيابك….مثلما يليق الأخضر بإيابك….فلا تتأخر على تلك البيادر الظامئة حتى لا يجف زهرها البري.
* تلويح:مابين الغياب والإياب…فرصة لاحتدام الشوق ..وانتخاب جديد للوئام.
اندياح – داليا الياس
صحيفة آخر لحظة
يا سلاااام عليك يا استاذة والله كتاباتك فيها معاني تتحرك بداخلنا و حولنا ،،،
زيدينا إندياحاً على إندياح في كل مساء و صباح
يا استاذة ماااالك ؟المقال دا قبل ولا بعد الشربوت