تحقيقات وتقارير

المؤتمر الوطني والتطبيع مع إسرائيل.. (إن في الصمت كلام)

دعوة مبارك الفاضل، حفيد محمد أحمد المهدي، مؤسس الدولة المهدية في السودان، نائب رئيس الوزراء ووزير الاسثمار الحالي، لتطبيع علاقات السودان مع إسرائيل، التي ثارت (الدنيا السودانية) في وجهها، وقابلتها الأحزاب السياسية المعارضة والمتحالفة مع الحكومة بالرفض والاستهجان، وجدت على ما يبدو من يؤازرها ويقف إلى جانبها صراحة من بين السياسيين السودانيين، ومن يطبق الصمت لتركها تمر.. ليرى إلى أين تتجه مآلاتها؟ وكان مبارك ذكر الأسبوع الماضي في برنامج تلفزيوني شهير، أنه لا يرى مانعاً يقف بينه وبين دعوته لتطبيع العلاقة مع إسرائيل، لأن أهل فلسطين أنفسهم فعلوا ذلك (الفلسطينيون باعوا أراضيهم»، بل ذهب أكثر من ذلك عندما قال إن أهل السودان متمسكون بمعاداة إسرائيل لأجل الفلسطينيين، والفلسطينيون يعملون ضدهم (إنهم يحفرون للسودانيين في دول الخليج.. وهذا ليس سراً.. الجميع يعرف ذلك.. أي مؤسسة في دول الخليج مديرها فلسطيني يحفر للسودانيين.»ما قاله مبارك فتح الباب أمام مناصريه قبل أعدائه في تصويب النيران تجاهه دون استثناء، بيد أن يوسف الكودة، رئيس حزب الوسط الإسلامي، وقف إلى جانبه، بل وضع يده بيد مبارك للعمل من أجل تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل، وأكثر من ذلك دعا صراحة في مقال نشر بصحيفة آخر لحظة (الأحد)، إلى إعادة النظر في الموقف السوداني التاريخي الرافض لأي تقارب مع إسرائيل.دعوة الفاضل للتطبيع مع إسرائيل التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، وسط الساحة السياسية والمجتمعية والدينية في السودان، تتماوج وكأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم غير معني بها، فهو الحزب الوحيد الذي لم يدلُ بدلوه تجاه القضية بخلاف التصريحات التي تمثل الحكومة وصدرت من النائب الأول لرئيس الجمهورية، أكدت أن الفاضل يمثل نفسه، الأمر الذي جعلنا نتساءل عما وراء هذا الصمت؟*رأي شخصي قال عضو المكتب السياسي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي إن ما صرح به مبارك الفاضل مُجرد رأي شخصي (لا علاقة للمؤتمر الوطني به)، منوهاً عبر حديثه لـ(آخر لحظة) بضرورة الفصل بين الوزير وشخصه، إذ يحق لأيّ شخص قول ما يُريد، لافتاً إلى أن المؤتمر الوطني لم يصمت ولكنه ليس معنياً بالرد على تصريحات فردية، قائلاً: (المؤتمر الوطني غير معني بما قاله مبارك الفاضل)، مُضيفاً ما لم ينسب قوله هذا للحكومة، فإن حديثه يُعبر عنه.*نقاشات الطاولة المستديرة وعلى عكس حديث (عبد العاطي)، علل نائب أمين أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني سابقاً زهير حامد صمت المؤتمر الوطني عن تصريحات وزير الاستثمار بقوله (المؤتمر الوطني لا يتعجل في إصدار بياناته)، ثم عاد ليُؤكد في حديثه لـ(آخر لحظة) إنه بالفعل خلف هذا الصمت كلام، حيث تدور الآن ما أسماها بالنقاشات، تجري في طاولة الحزب المُستديرة لإلقاء الضوء على ما جادت به قريحة (الوزير)، مُضيفاً صدور هكذا تصريح من وزير بالدولة حتماً له مدلالاته، ويصف (الحاج) الوقت الذي صدرت فيه تصريحات مبارك الفاضل بغير المناسب البتة، فالمسجد الأقصى مُحاصر، وإسرائيل تُكثف من حِدة قسوتها في التعامل مع الشعب الفلسطيني بالقتل والتشريد، عطفاً إلى أنّ الأُمة الإسلامية تعيش مرحلة معقدة، ضارباً بأزمة قطر والسعودية مثالاً، إضافة لكل ما ذكرت ـ والحديث يعود لـ(حامد) هناك قانون صادر من الحكومة السودانية لمُقاطعة إسرائيل، ولم تكتفِ بذلك، حيث حظرت السفر بجوزاتها لإسرائيل، والخرطوم التي أقامت مؤتمر (اللاءات الثلاث) لن تقبل التطبيع مع إسرائيل.*تصريح غير مقبول من جانبه قلل القيادي بحزب المؤتمر الوطني د.إسماعيل حاج موسى ما بدر من مبارك الفاضل قائلاً: (لسنا في حاجة لمثل هذه التصريحات)، ثم أضاف ما الفائدة المرجوة من إسرائيل؟ ونحن نعلم أنّ أمريكا مواقفها محددة ولا تتقبل الوسيط سواء كان إسرائيل أو غيرها، مُردفاً هذا بالطبع إن كان (مبارك الفاضل) يعتقد أنّ كسب ود إسرائيل من شأنه التأثير على أمريكا، ويُشير (موسى) في حديثه لـ(آخر لحظة)، إلى أننا كعرب في حالة (قطيعة) أزلية مع إسرائيل، ويكفي أنها منعت المصلين من دخول المسجد الأقصى قبيل أشهر .*(حفر) إسرائيل في مطلع حديثه رفض د.قطبي المهدي نسبه للمؤتمر الوطني، إلا أنه عاد ليؤكد رفضه القاطع لما بدر عن حفيد المهدي ووزير الاستثمار مبارك الفاضل، مُعللاً رفضه هذا بقوله: إن كان الشعب الفلسطيني (يحفر) للسودانيين في دول المهجر، فإن إسرائيل التي يدعو للتطبيع معها (تحفر) للسودان بأكمله منذ أمد بعيد، وكافة الأزمات التي تعاني منها البلاد من تضييق وحصار اقتصادي تقف وراءها، يكفي الاعتداء على الخرطوم وبورتسودان، لذلك يُحتم على «مبارك الفاضل» أن يسأل نفسه (من يحفر للآخر؟!)، مردفاً: أعتقد أن الإجابة بائنة. *مصالح (سراب)يضيف (قطبي المهدي) مُعقباً على تصريحات وزير الاستثمار أن الشعب الفلسطيني لم يبع أرضه، لأنه في العام (1948) أفتى علماؤه بتكفير كل من يتنازل عن أرضه مقابل مال، ثم أنه كيف لإنسان باع أرضه عن رضى أن يدافع عنها لاحقاً بماله وعِرضه وولده، متسائلاً (أين يعيش مبارك الفاضل؟ وكل ما يحدث في فلسطين ألم يسمع به؟)، مُتابعاً أما إن كان تصريحه من أجل مصلحة البلاد ـ كما قال ـ فعليه الإجابة على السؤال التالي، ما هي المصلحة المرجوة من إسرائيل؟، دولة تبيع كل من ينضوي تحت لوائها، وكل من حاول استمالة ودها لم يجد غير الذلة والإهانة، ووصف (قطبي) تصريحات مبارك الفاضل بالمؤسفة وغير المنطقية وليست سوى رغبة منه للتعامل مع دولة معادية، قائلاً: (لا يمكن أن يصدر تصريح كهذا من مسؤول بالدولة) .

تقرير:سلمى عبدالعزيز
اخر لحظة

‫2 تعليقات

  1. انظروا لما قاله الفلسطينيون عن ووصفنا بأننا عبيد .اذا نحن عبيد في بلدنا الحبيب فهم عبيد لليهود في إسرائيل. العبد السوداني يحمل جواز سوداني وله وطن يسمى السودان .هل يحمل الفلسطيني جواز باسم دولة فلسطين .

  2. الحمد لله ما قاله مبارك الفاضل كان استفتاء للشعب السوداني والحمد نتيجة كانت نعم للتطبيع مع إسرائيل بنسبة ٩٠ في المائة.
    كلنا مع مع السيد مبارك الفاضل فيما ذهب إليه.