مقالات متنوعة

رشاقة إجبارية للشعب

(1)
ماهو السبب الذي يجعل المسؤولين كبارهم وصغارهم مشهورهم ومغمورهم يظهرون عبر الفضائيات الخاصة والفضائيات شبه الحكومية؟ ويتحاشون الظهور في الفضائية الرسمية الحكومية تلفزيون السودان إلا بعد جهد شديد؟ علٌ المانع خير.

(2)
عقب الاعتداء الغاشم على الأستاذة هنادي الصديق صاحبة القلم الشجاع وابنة الصديق الصادقة
في أراءها والتي لم تخذل القارئ يوماً ما كنت أظن سذاجة مني بأن السيد نقيب الصحفيين الأستاذ الصادق الرزيقي سيخرج الى الملأ في كامل زينته ويشجب ويدين ويستنكر ولو (على خفيف) الاعتداء الغاشم الذي تعرضت له الأستاذة هنادي الصديق بل ويقول أن أي إعتداء على أي صحفي هو إعتداء على كل الصحفيين ويحذر الجهات الأمنية من مثل هذه التصرفات ويطالب بالتحقيق مع المعتدين وتحويلهم الى العدالة لكن سذاجتي كانت في محلها بل ولم يخيب ظني المتراكم فيه وفي نقابته وهم لا يملكون من أمرهم شيئاً ويميلون مع الريح الحكومية حيث مالت وهكذا هو حال النقابات التي تأتي بها الأنظمة الشمولية لتُجمل بها وجهها أمام الرأي العام المحلي والدولي ويا سيد الرزيقي لو ضميرك (لسه صاحي) فاعطه حبة (فاليوم) حتى يواصل النوم وشكراً الرزيقى واعضاء نقابته أنتم معذرون فكيف ينطق من في فيه ماء؟ وهو السؤال الذي يجب أن يجاوب عليه السيد الصادق الرزيقي.

(3)
تتهرب الحكومة من أداء مهامها ووظائفها عندما تحدثنا في الطالعة والنازلة عن التقشف (الذي لا تقربه هي وكأنه رجس من عمل الشيطان) وتطالبنا عند كل أزمة وفي كل محنة بشد الحزام ولكن مش الأول لما تشترى لينا الحكومة الحزام؟ وثانياً نربط الحزام على شنو؟ أين هي البطون التي تستدعي شد الحزام؟ والحكومة سيدة العارفين أين توجد البطون والأفضل الكروش الكبيرة والسمينة والتي تحتاج الى أحزمة وليس حزام واحد فمعظم الشعب السوداني قتلته الرشاقة الاجبارية التي فرضتها عليه السياسات الاقتصادية العرجاء لحزب المؤتمر الوطني.

(4)
الاسماك كائنات سريعة النسيان وأحياناً تلف وتدور وترجع الى ذات السنارة التي فلتت منها قبل دقائق وبذات الطريقة صار أنسان السودان سريع النسيان فقد نسينا حكاية الكوليرا أو كما تسميه الحكومة الاسهالات المائية برغم أن قصتها لم تنته بعد ونسينا حكاية الفساد في وزارة كذا وأصاب التلف الملف وما عدنا نجيب سيرته ونسينا حكاية الأراضي التي باعوها كلها ولم (نحُكها حتى تجيب الدم) ونعرف من البائع ومن السمسار؟ وبحمدالله تم التستر على الموضوع ثم نسينا حاويات المخدرات ومن صاحبها الرسمي؟ ومن المستفيد منها؟ ونسينا أن نسأل هل نحن في حاجة الى مخدرات مستوردة؟ ويكفينا تبريرات المسؤولين ووعود الحكومة فهي أفضل المخدرات!بل أن المخدرات المزروعة محلياً تكفينا وزيادة وأمس الجمعة 15 سبتمبر 2017 القت شرطة مكافحة المخدرات القبض على عصابة وبحوزتها 13 جوال حشيش ونسينا فوبيا الاختطاف وبيع الاعضاء وعادت الناس الى ممارسة حياتها العادية وكأن شيئاً لم يحدث وهنا لا بد أن نحمد الله على نعمة النسيان والتي بفضلها ما زلنا أحياء نمسح وننسى أحداث ووقائع لتحل محلها أحداث ووقائع أخرى جديدة.

(5)
الأسد أسد في غابته وعرينه وعندما يدخل الى حديقة الحيوان أو إلى السيرك فيصبح لا فرق
بينه وبين القط، واللهم فك أسر وحظر دكتور زهير السراج والأستاذ عثمان شبونة وعجل لهما
بالنصر وبالفرج وردهما سالمين غانمين الى القراء والمحبين.

ماوراء الكلمات – طه مدثر
صحيفة الجريدة