حزب السحالي السوداني
وأنا أقلب في أضابير الاسافير (حلوة أضابير دي).. صادفتني صورة تظهر فيها مجموعة من السحالي وهي (تقالد) بعضها البعض.. بطريقة شديدة الشبه بسلامنا السوداني العادي.. وقد علق عليها أحدهم بأن السحالي تسلم على بعضها البعض على طريقة السودانيين.. واضعاً علامات للتعجب.. وخلانا نحن مرة نسرح ومرة نمرح ومرة تغلبنا القراية… بقي أن نقول إن تلك السحالي التي تشاركنا عملية السلام.. تعيش في قارة آسيا.. وانه ليس هناك تفسير علمي للموضوع. إن صحت الصورة ولم تشبها شائبة (فوتوشوب).. أو شبهة (مؤامرة) من دول الاستكبار.. فإن ذلك يعني بالضرورة البحث في الأمر.. بالله زول (يتاقي) لينا البروفسور محمد عبد الله الريح.. (يتاقي دي من يعمل تاق وكدا.. طبعاً حقوق الطبع محفوظة لينا) البروف محمد عبدالله الريح سيدلي بدلوه في هذا الأمر.. وأكيد سيأتي بالقول الفصل.. لكن لمبة عبقرينو وفي انتظار تفسير البروف أرادت أن تذكر لنا بعض انواع التشابه بينا وبين السحالي.. غير طريقة السلام طبعاً.
أولاً: سلام السحالي الآسيوية هذا أوجد تفسيراً لذلك الاتجاه شرقاً الذي أتعبنا طويلاً.. كثيراً ما تساءلنا ما الذي يربطنا بتلك الدول في القارة الجارة.. ونترك (الجيش والمماليك ) وقارتنا التي ننتمي اليها دماً ونسباً وشكلاً ومناخاً.. ونصر إلحاحاً على التواصل معهم.. طلع هناك علاقة وطيدة.. فما الذي يجعل سحالي آسيا (تقالد زينا) كدا..؟؟.
ثانياً: أوجد تفسيرا لحالة (الزوغان) الرسمي التي تمارس علينا.. يتم افتتاح مشروع.. يأتي المسؤول ويهلل ويكبر.. .ويلقي بالوعود.. وحنبنيهو البنحلم بيهو.. ووو بس خلاص.. يزوغ زي أي سحلية.. ولا تجد المشروع.. ولا تلقى المسؤول.. .وحتى لا نظلم إخوتنا في الحكومة.. الزوغان صار سمة لكل مؤسسات المجتمع السوداني.. تعلن اتحادات أو نقابات.. عن توزيع أراضي وشقق.. يتزاحم الناس على التقديم.. أدفع الرسوم.. أعمل كم صورة للمستندات.. أقيف في الصف.. وهوبا.. تحصل الزوغة.. وتلاقي عضو لجنة الاتحاد.. يقول ليك (أها بالله لسه ما أدوكم؟؟).. ما أدونا .لكن تقول شنو.. .سحالي وكدا.
ثالثاً: أوجد تفسير لحالة (السحلبة).. وهي المرحلة ما بعد الزهللة.. وقبل الجنون بقليل.. يعني تجد الشخص متذبذب.. الشبكة غير مستقرة.. .تمشي وتجي.. يتعرف عليك ويبدأ حواراً معك.. ومن ثم فجأة ينظر إليك ويسأل (إنت منو؟).. حالة السحلبة يمر بها تقريباً كل موظفي الخدمة المدنية بعد المرور بمنعطف سن الخمسين.. وظهور شبح الستين في الأفق.. والمعاش يغمز له قائلاً (قرب تعال ما تبتعد).. وذلك يعني انك ذاهب لا محالة الى مرحلة الجلوس أمام باب البيت وممارسة سلام السحالي للمارة.. عسى أن تجد بينهم من يشاركك الحديث (المسحلب). رابعاً: السيد داروين دا لما كتب نظرية النشوء والارتقاء.. ما جاب سيرة السحالي دي أصلاً.. قعد يقول القرود.. والشمبانزي.. وحيوانات المرتبة العليا.. كدي خليهو يفسر لينا سر السلوك المتشابه.. الظهر لينا مع السحالي ديل.. هو ذاتو ناشر الصورة الوداهو يفتش شنو.. قالوا بس شقي الحال بيقع في القيد.
خامساً: كان لابد من الاستفادة من هذه الظاهرة الكونية المتفردة.. ولأن نفسي كانت تحدثني بانشاء حزب أسوة بالناس (كوللللها).. وكنت محتارة في الاسم.. اذ لم يترك أصحاب الأحزاب من متردم الأسماء شيئاً.. لذلك ومن هذا المنطلق واستناداً على كل ما سبق.. أعلن عن تكوين حزب (السحالي السوداني).. وانتظرونا عما قريب لإعلان البروتوكول.. وفتح باب العضوية.. وووو (لا سلام منك وما منك تحية).
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة