تحقيقات وتقارير

عشرة أيام مصيرية..العقوبات الأمريكية .. ترقب مشوب بالحذر

مرمى حجر مسافته بعدد الأيام لا تتجاوز العشرة, هي التي تفصل السودان من انقلاب كبير على مستوى علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية وعلاقاته الدولية بوجه عام، ترتبط تلك النقلة الكبيرة التي ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر بتوقيع يذيله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب,

بان ترفع العقوبات نهائيا أو تمدد بأجل كما فعل في يوليو الماضي أو تعاد إلى ما كانت عليه قبل الثالث عشر من يناير الماضي، فأي خيار يختار ترمب؟ واي موعد موعودة به الخرطوم ؟ إذاً على أحر من الجمر تنتظر الخرطوم وعلى رأسها مسؤول الدبلوماسية الأول إبراهيم غندور, أن تفرج واشنطون عن سراح السودان وترفع عنه عقوبة العقوبات الإقتصادية التي تطاول أجلها منذ العام1997 ، تعاد وتجدد في نوفمبر من كل عام، ولكن الثلاثة أعوام الأخيرة شهدت ارتفاع وتيرة التعاون بين البلدين، ووضعت واشنطون خمسة مسارات(سلام دارفور والمنطقتين ، ودعم السلام في جنوب السودان ومكافحة جيش الرب والحرب على الإرهاب) في علاقتها مع الخرطوم بغية الوصول لعلاقات طبيعية تؤدي لرفع العقوبات ورفع قائمة السودان من الدول الراعية للإرهاب، وترفيع العلاقات لمستوى السفراء عوضاً عن القائم بالأعمال السارى الآن .
ومن الأحداث الإيجابية وذات الصلة برفع العقوبات وفقاً للمراقبين رفع اسم السودان من قائمة الدول المحظور على مواطنيها السفر لأمريكا في الأسبوع الرابع من الشهر الماضي، وكان مواطنو السودان أدرجوا في القائمة في شهر يناير الماضي ضمن قائمة من الدول تضم سوريا والعراق واليمن ولبيبا والصومال وإيران لثلاثة أشهر ، وكانت تلك القائمة تأتي ضمن وعود ترمب الشهيرة في حملته الانتخابية الرئاسية والتي قضت بمنع دخول المسلمين لأمريكا وتم تعديل التسمية لاحقاً بعد فوزه بالرئاسة بحماية بلاده من الإرهابيين والمتطرفين , وهذا لا ينفي ان كل الدول المدرجة في الحظر دول مسلمة، وتأسفت الخارجية السودانية وقتها على القرار خاصة وأنه جاء عقب قرار الرئيس الأمريكي السابق أوباما برفع العقوبات جزئياً في الثالث عشر من يناير نفسه . ولما كان السودان يحظى باهتمام إعلامي كبير في أمريكا لم يكن مستغربا ان يواجه ترمب بالسؤال عن دواعي رفع اسمه من قائمة الدول المحظور مواطنوها من السفر, فقال ترمب ردا على سؤال الصحفي وهو في طريقه إلي طائرته المتوجهة إلى إنديانا, إنه يمكن بسهولة إضافة الدول وإزالتها من القائمة، وتحت وطأة إلحاح الصحفي قال ترمب سوف أراك في إنديانا وسنناقش بعض النقاط التي لم نتحدث عنها .هل ستذهب معنا؟ ردود ترمب تشير إلى ان خبر رفع السودان من قائمة حظر السفر ان الأمر ليس بالسهل، فكيف بقرار رفع العقوبات إذاً ؟
خاصة وأن هناك العديد من المنظمات واللوبيات التي تقود حراكا منظما ومناهضا للسودان . هذا التحفظ يقودنا لتقارير أمريكية أشارت إلى انه رغم المؤشرات الإيجابية بالقرار الأمريكي برفع اسم السودان من قائمة حظر السفر لأمريكا, إلا ان قضية رفع العقوبات بشكل نهائي يواجه جملة عقبات أبرزها الضغوط التي لا يزال يواجهها ترمب من الكونغرس وأزمة اسرته، ونقل موقع (العربي الجديد) عن مصادر أمريكية ان هناك تحركا إيجابية لاستصدار قرار إيجابي فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية ، وذكرت المصادر ان النقاش يدور حول إيجاد آلية تضمن عدم عودة السودان للمربع الأول متى ما رفعت العقوبات، وأشارت إلى ان المقترحات تصب في اتجاه تقييد رفع العقوبات بفترة زمنية محددة لمراقبة الخرطوم والتأكد من تنفيذ التزاماتها, لا سيما بشأن الإرهاب وتحقيق السلام في دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلاً عن التعاون مع دولة جنوب السودان ودعم جهود تحقيق السلام والاستقرار فيه, وكذلك في ليبيا، وذكرت المصادر نفسها ان الاجتماع الاخير الذي عقد في الخرطوم بين وزراء القطاع الاقتصادي في الخرطوم وجوبا والذي خرج باتفاقيات بإعادة التعاون التجاري والتعاون في مجال النفط ايضا ، قد تم بإيعاز من واشنطون . ولفتت المصادر إلي وجود تحركات أمريكية لطى الخلاف في منطقة أبيي المتنازع حولها بين البلدين، مشيرة إلى وجود جهود متواصلة في الوقت الراهن بين الأطراف المعنية من اجل إيجاد ورقة مشتركة لتأكيد التزامات الخرطوم بالاستمرار في إيجاد حل لأزمة أبيي ومسائل الحدود والعمل سويا فيما يتصل بتحقيق السلام في المنطقتين، نظرا للتأثير المباشر لجوبا على الحركة الشعبية قطاع الشمال، كما ان واشنطون أبلغت الخرطوم ان هناك عملا جارياً لإحياء اتفاقية السلام في جوبا وان هذه الخطوة تساعدها في رفع العقوبات في علاقتها مع واشنطون ومنذ اتفاقية السلام الشامل 2005 تلقت الخرطوم العديد من الصفعات من واشنطون التي لن تصدق في وعودها باستثناء قرار أوباما في يناير، والذي مدده ترمب في يوليو الماضي إلى الثاني عشر من أكتوبر, مما أغضب رئيس الجمهورية الذي أصدر قرارا بتجميد المفاوضات مع واشنطون لثلاثة اشهر ، ولكنه عدل عن القرار بعد تدخل المملكة العربية السعودية في الأمر ، الآن تبقت أيام قليلة لتعلي الخرطوم من سقف تعاونها مع واشنطون أو العكس، فرغم غلبة خيار الرفع, إلا ان التعامل مع امريكا يصعب التكهن بمآلاته وللخرطوم في ذلك تجارب مكرورة .

تقرير : ندى محمد أحمد
الانتباهة

‫3 تعليقات

  1. أنا لا أفهم لماذا يصر الصحفيين السودانيين علي أن ترمب سوف يوقع علي رفع العقوبات يوم 12 أكتوبر. العقوبات أصلا رفعها أوباما و لا تحتاج إلي رفع مرة أخرى, إنما كل المطلوب من ترمب أن لا يفعل أي شيء و سيكون رفع العقوبات ساري المفعول بنهاية المدة أي لن تكون هناك عقوبات بعد يوم 12 أكتوبر. أما إذا قرر ترمب أن يمدد سريان رفع العقوبات أو إلغاء رفعها أو رفعها قبل يوم 12 أكتوبر فممكن أن نقول أنه سيوقع علي القرار المعين. فالعقوبات أصلا مرفوعه بقرار أوباما الاول.

  2. تعليق محمد أحمد … و أنا أيضا محتار في عدم الدقة لتوصيف الحالة ، فالعقوبات كانت مرفوعة خلال الثلاث أشهر الماضية ، و لكن ليس عندنا ما نصدره ،