«البُستى»: تفسير للقرآن شاهد على «تنقيط» الأحرف العربية
كانت الأحرف العربية تُكتب دون نقاط، قبل أن يدخل «أبوالأسود الدؤلى» التنقيط في اللغة العربية، واختلفت الروايات حول أسباب تنقيط اللغة، وأحدها كما تشرح سلمى وحيد، مرشد متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، تسهيل قراءتها لغير العرب.
«تفسير البُستى»
ويمكنك هنا في المستوى الأول لمكتبة الإسكندرية، مشاهدة أقدم مخطوط ضمن مقتنيات المتحف، تفسير للقرآن الكريم عن طريق أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام، للإمام البُستى، يرجع تاريخه للقرن العاشر الميلادى، تحديداً سنة 978 ميلادية، تخطى عمره الألف عام، ليكون شاهداً على بداية تنقيط أحرف اللغة العربية، ومكتوب بالخط الكوفى.
المخطوط مصنوع من ألياف القطن، و«الخرق القديمة»، فلم تكن صناعة الورق معروفة وقتها، ولا استخدام ألياف الخشب، كما تقول «سلمى». قبل أن تقودك قدماك إلى باقى المتحف الواقع على مساحة 400 متر مربع، حيث ما يقرب من 180 كتاب ومخطوط نادر، يضمها المتحف ضمن قسم الإرشاد المتحفى، التابع لقطاع التواصل الثقافى في المكتبة، وتم تأسيسه عام 2002 بقرار جمهورى.
تتجول بين أقسام المتحف المختلفة، في ضوء خافت، وتعليمات صارمة بعدم استخدام «الفلاش» لتصوير المخطوطات، لما يشكله ذلك من خطورة عليها.
«آخر ما تبقى من مكتبة الإسكندرية»
تقودك قدماك إلى قسم «مصريات»، حيث نسخة طبق الأصل من البردية الوحيدة المتبقية من مكتبة الإسكندرية الأصلية، يرجع عمرها إلى عام 235 قبل الميلاد، باللغة اليونانية القديمة، فيما تُعرض النسخة الأصلية من البردية في المتحف القومى للبرديات في فيينا.
البردية كما تقول نادية محمود، رئيس قسم الإرشاد المتحفى، والبردية فهرس لـ200 لفافة كانت موجودة في مكتبة الإسكندرية القديمة، المكتبة التي احترقت تاريخياً مرتين، سنة 48 قبل الميلاد، و391 ميلادية. ووجدت البردية بمحض الصدفة داخل إحدى المومياوات في الفيوم في القرن الثامن عشر.
تستمر جولتك بين أقسام إسلاميات، ويهوديات، ومسيحيات، بين مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات النادرة، لعل أبرزها سنن ابن ماجة، والمدونة في فقه المالكية، والكواكب الدرية في مدح خير البرية، ومسالك الأبصار في في ممالك الأمصار.
«المنمنمات الروسية»
تضم قاعة العرض أصغر نسختين للمصحف، والإنجيل، ضمن مجموعة من المخطوطات المنمنمة «صغيرة الحجم»، أهدتها المكتبة الوطنية في روسيا إلى مكتبة الإسكندرية، وعددها 182 كتاب، تجدها في الجزء الشرقى من القاعة التي تزينت جدرانها بصور لمخطوطات ووثائق نادرة للغاية.
مخطوطات قرآنية نادرة ترجع للقرنين السادس عشر، والسابع عشر، تظهر لك كيف كان يتم نقش وتزويق المخطوط العربى بماء الذهب والأحجار الكريمة المطحونة، ونسخ من الإنجيل لعل أبرزها نسخة طبق الأصل من أول إنجيل لجوتنبرج.
«هنا مارتياليس»
هنا تجد مخطوطات نادرة تصنف تحت مسمى «Incunabl»، وتمثل مرحلة ما بين المخطوطات، والكتاب المطبوع المتعارف عليه الآن، كما توضح «نادية»، حتى تصل إلى أقدم كتاب موجود في مكتبة الإسكندرية، وهو شرح لقصائد الشاعر اللاتينى ماركوس مارتياليس، مطبوع سنة 1482، أي 25 سنة بعد اختراع آلة الطباعة.
تضم القاعة كذلك قطعتين من كسوة الكعبة المشرفة، ونسخة طبق الأصل من حجر رشيد يتقدم قاعة العرض، وقبل مغادرة الجانب الشرقى من القاعة تستطيع الاطلاع على كافة المخطوطات المحفوظة إلكترونياً، وتصفحها بكل يسر.
المصري لايت