القلوب الاصطناعية بين التطور والحاجة
أعلنت منظمة القلب العالمية، عام 1999، عن تأسيس يوم القلب العالمي الذي يصادف، 29 سبتمبر من كل عام.
وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض المسببة للموت انتشارا في العالم، رغم أن حصتها انخفضت في الآونة الأخيرة إلى حد بعيد.
ويعمل العلماء والمهندسون بمختلف تخصصاتهم على تصميم نموذج قلب الاصطناعي آمن. فلماذا لم يتمكنوا حتى الآن من تصميم مضخة دم فعالة تحاكي عمل القلب داخل جسم الإنسان؟
حاول مصمم القلب الاصطناعي الروسي، والجراح المتخصص في زراعة القلب ألكسندر تشيرنيافسكي الإجابة على هذا السؤال في حديث أدلى به لوكالة “نوفوستي” الروسية.
وقال تشيرنيافسكي إن هناك مئات شهادات براءة الاختراع للمهندسين والعلماء والأطباء، مصممي القلوب الاصطناعية أو أجزائها، لكن هناك عددا محدودا لعمليات زراعة القلوب الاصطناعية، ولا يمكن مقارنته بآلاف العمليات الجراحية التي كان الأطباء قد أجروها في العالم بأسره لزراعة أجزاء من القلب كالبطينات. وبذلك يمكن القول إنه لا يوجد في الوقت الحاضر تصميم هندسي يمكن أن يحل مكان القلب الطبيعي.
يوجد في العالم حاليا عدة تصاميم اصطناعية، ومن أكثرها تقدما قلب “SinCardia” الهوائي من تصنيع شركة “CardioWest” الأمريكية. وقد تم تصميمه منذ فترة، ويخضع للتطوير باستمرار.
ويعد النموذج الأخير أكثر إتقانا لصغر صمامه الهوائي. وهناك أيضا نموذج ناجح أمريكي آخر من طراز “Jarvik 7”.
وأثار قلب “Carmat” الفرنسي ضجة مدوية في الآونة الأخيرة، بصفته أكثر القلوب الاصطناعية تطورا. لكنه لا يزال يواجه مشاكل تقنية وطبية كثيرة.
أما روسيا، فشهدت إلى الآن تصميم البطين الاصطناعي الأيسر للقلب من طراز “آ في كا سبوتنيك”.
من المعروف أن المريض يواجه مشاكل بعد زراعة قلب اصطناعي، ومنها مضاعفات متعلقة بالعدوى وضرورة شحن البطاريات الخارجية أو الداخلية.
ولم يجد الأطباء والمهندسون إلى الآن حلا لتلك المشكلة التقنية، ولا تزال أساليب وطرق شحن البطاريات عبر الجلد موضع البحوث العلمية.
وكانت هناك اقتراحات بنصب مفاعل نووي حراري مصغر في جسم المريض ليولد الطاقة الكهربائية. إلا أن العلماء تخلوا عن هذا الحل الخيالي منذ وقت بعيد. ولا يزال أي قلب اصطناعي مزروع يشحن بواسطة بطارية خارجية تستبدل بعد 8-10 ساعات. وهناك مشاكل أخرى لا بد من حلها.
وقال ألكسندر تشيرنيافسكي: “إذا ألقينا نظرة إلى الماضي فيمكن أن نلاحظ تقدما كبيرا في مجال زراعة القلوب الاصطناعية والمتبرع بها. كما نلحظ تطورا في مدة بقائها في جسم الإنسان وتكيفها على بيئته، علما أن متوسط عمر القلب الدخيل في جسم الإنسان يبلغ الآن 3 أعوام، الأمر الذي كان لا يمكن تصوره منذ 10 أعوام”.
وأعرب تشيرنيافسكي عن أمله بأن يعيش الإنسان في المستقبل مدة طويلة باستخدام القلب الاصطناعي، وقال إن “القلب يجب أن يمتلك بطارية أزلية”.
روسيا اليوم