تحقيقات وتقارير

الأحزاب وقوى المعارضة…كيف ترى القرار الأمريكي


إرهاصات عمت فضاء الخرطوم قبل يومين متوقعة إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بشكل كلي قبل الموعد المحدد في الثاني عشر من أكتوبر الجاري، إرهاصات عضدها حديث مسؤول كبير سرب ما يدور في ردهات البيت الأبيض – لصحيفة (واشنطن بوست)- إزاء السودان ليكون تأكيد القرار الذي سيسري اعتباراً من (12) من أكتوبر كآخر يوم في عمر الحصار الأحادي المفروض منذ العام (1997) طبقاً للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية ، القوى السياسية في الخرطوم تباينت ردودها حول القرار وما يمكن أن يسهم فيه على الساحة السودانية.

الاتحادي يرحب
الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بارك للشعب السوداني فك الطوق عن كاهله واعتبر الأمر درساً ينبغي الاستفادة منه حيث قال القيادي بالحزب محمد المعتصم حاكم لـ(السوداني) أمس إن رفع الحظر محطة مهمة يتوجب الاستفادة منها وتوظيفها للعمل في تشييد الدولة السودانية الحديثة التي يسعى الناس إلى بنائها عبر الحوار متمنياً أن يتوصل إلى وفاق كامل يمكن من العبور بالبلاد في كافة المناحي بما فيها علاقة السودان الخارجية وبالأخص مع الولايات المتحدة ، حيث طالب حاكم باستثمار التقارب لتحقيق انفراج اقتصادي بفتح أبواب البلاد مشرعة أمام الاستثمار الذي من شأنه الدفع بعجلة الإنتاج لصالح الشعب الذي صبر طويلاً .

الأمة يرحب ويتساءل
لكن حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي لا يبدو متفائلاً حول إمكانية انعكاس قرار إدارة ترامب على واقع الحياة السودانية رغماً عن تجديد الترحيب بالقرار على لسان نائب رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر في حديثه لـ(السوداني) أمس. برمة يبرر عدم التفاؤل بسؤاله عن مدى التأثير الذي من الممكن أن يحدثه فك الحظر على واقع الشعب السوداني مؤكداً أنه وإن كان سيحمل بين طياته فوائد إلا أنه لن ينقذ الاقتصاد السوداني المتأزم معتبره فرصة لبداية مرحلة تراعي مصالح الشعب السوداني بانتهاج سياسات مغايرة عما كانت عليه في السابق لكنه أي برمة استبعد أن يكون لسريان القرار في الثاني عشر من الشهر الجاري انعكاسات على محور الاقتصاد السوداني الفقير بسبب السياسات الاقتصادية ويجب أن تتغير تلك السياسيات وتتجه الدولة إلى الإنتاج الحقيقي.

ستبقى قاتمة
ترحيب الحزب الشيوعي السوداني جاء منطلقاً من رأي أن ما يعرف بالدول العظمى لا تمتلك الحق في فرض العقوبات على الدول الأخرى كما يقول عضو مركزية الحزب الشيوعي يوسف حسين لـ(السوداني) إن ما جرى للسودان وغيره من الدول ظلماً بيناً لأنه ليس من حق أمريكا أو غيرها إيقاع أي عقوبات بحق دولة أخرى في ظل وجود المؤسسات الدولية المنوط بها معاقبة الدول المخالفة للقواعد، ويمضي حسين في القول إن الصورة رغماً عن القرار قاتمة خصوصاً في المحور الاقتصادي المتضرر بسبب السياسات الحكومية التي يراها منبع الأزمة فضلاً عن الحروب المستمرة والتي تستنزف الخزينة العامة، حسين استبعد كذلك حدوث تحسن البيئة السياسية على اعتبار أن الحكومة لن تنصاع لمطالب الأحزاب والمطالب الخارجية بإشاعة الحريات والعمل على تحقيق ممارسة ديمقراطية دون أي مضايقات.

رصد سابق :
لم تتمكن الصحيفة من الوصول إلى حزب البعث، إلا أن (السوداني) رصدت تصريحاً سابقاً لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي شدد فيه على أن القرارات الأمريكية برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، لن تحل الازمة الاقتصادية بشكل نهائي، وتوقع أن تساهم في حلها.
وتمسك رئيس الحزب التيجاني مصطفى ، بضرورة أن تصاحب القرارات الأمريكية، بمعالجات من جانب الحكومة السودانية بإيقاف الحرب، وإطلاق الحريات.
وقال مصطفى (لابد من انتهاج الحكومة سياسات اقتصادية متوازنة، لأن القرارات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً بتحرير سعر صرف الدولار، ألقت بظلالها على المواطن)، ولفت إلى تخصيص الأراضي إلى مستثمرين أجانب، بسبب تحطم كل مجالات الإنتاج مع الزيادة الكبيرة في الإنفاق، وأشار لأهمية وضع الأراضي في أيدٍ وطنية، وعدم الاعتماد على الضرائب وتبديل المنهج السياسي.

جوبا على الخط
دعاش الخرطوم لا بد له أن يغشى جوبا التي رحبت بقرار الإدارة الأمريكية القاضي بإخراج الخرطوم من عزلتها الاقتصادية وباركت للشعب السوداني، حيث رحب السفير الجنوبي للسودان ميان دوت بقرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ميان في حديثه لـ(السوداني) أبدى ارتياحه لما صدر بحق الدولة الأم التي عادت لمنظومات الاقتصاد العالمي بعد (20) عاماً مؤكداً أنهم ظلوا يدعمون خط رفع العقوبات عن السودان منذ الانفصال لما له من فوائد ستستفيد منها بلاده ذات الصلة الوثيقة بالسودان متمنياً التقدم للشعب السوداني.

الخرطوم : شهدي نادر
صحيفة السوداني