بالأرقام: متحف السودان.. يشكو قلة الزوار
حتى وقت قريب كان المتحف القومي قبلة للزوار من السودانيين ومن السياح، ولا تخلو قاعاته الواسعة وحدائقه من زائرين، والمتحف منتجع تاريخي يحكي السودان ما قبل التاريخ وحتى عقود قليلة مضت، وكغيره من متاحف العالم التي تزين جيد المدن، يعد متحف السودان حافظاً لكنز التاريخ الذي يحكي عن عظمة وقيمة الإنسان ويعبر عن حضارات السودان، وظل رغم ما اعتراه واجهة حضارية مشرقة وملمحاً جمالياً فريداً يحق للخرطوم أن تفاخر به المدن الأخرى، وفي نفس الوقت هو مصدر أساسي لتدفق العملات الصعبة التي تساعد في انتعاش ميزانية الدولة من خلال الخدمة السياحية الجذابة التي يقدمها للعديد من السياح.
المتحف الآن فقد الكثير من بريقه ولم تعد صالاته وحدائقه تعج بالزوار كما كانت في عقد السبعينيات، يعاني التراجع والتردي وحتى الاهمال. اطلعت (آخر لحظة) على كشف يضم عدد زوار المتحف على مدى عقد ونصف، ورأت كيف تراجعت أعداد الزوار، ففي العام 2000 زار المتحف 19875، بينما نقص عدد الزوار في العام 2001 حيث وصل إلى 11349، وفي العام 2002 وصل العدد إلى 12785، وتواصل النقص في العام 2004 إلى 492 لتسجل الأعوام 2005- 2012 ارتفاع العدد ما بين (13386- 25525) وفي العام 2013 بلغ (30895) زائراً، وشهدت الاحصائيات ارتفاعاً في 2015 بـ(44860)، أما العام الماضي هبطت الأرقام بصورة لم تحدث من قبل حيث قاربت الـ(34) ألفاً ليصبح الزوار 11289.
الزائر مصعب حسب الرسول قال لـ(آخر لحظة) إن المتحف يعاني من عدم تنظيم وإن المعابد الخارجية لا يوجد بها اهتمام ورقابة، حيث يقتصر ذلك على الصالات الداخلية دون غيرها مما جعل المعابد تشكو من الرسومات الفوضوية على جدرانها من قبل الزوار.من جانب آخر قالت موظفة بعد أن رفضت ذكر اسمها: لا توجد صيانة دورية للمتحف، كما أنه لا توجد شركة نظافة تختص بالنظافة، والقطع الأثرية الموجودة بالصالات لم يتم تغييرها منذ فترة طويلة، مع العلم أن المخزن مكتظ بالتحف الفنية التي لم تعرض من قبل مما جعل زوار المتحف يشعرون بالملل عند دخولهم المتحف لأكثر من مرة. وقال عضو اتحاد الكتاب الجزائرين مس عود غراب الذي كان في زيارته الأولى للمتحف القومي:
أعبر عن سعادتي وامتناني لوزارة الثقافة والإعلام وللشعب السوداني ككل، ونحن هنا بصدد المشاركة في ملتقى القصة العربية بالخرطوم، والمتحف جميل جداً ومعبر عن الثقافة.حارس بالمتحف قال: أعمل لأكثر من 20 عاماً، ولاحظت أن عدد الزوار لم يعد كما كان في السابق، كما لاحظت تعطل بعض المكيفات بالصالات الشيء الذي يجعل المتحف خالياً من الجمهور وقت الظهيرة.
وحسب رأيه فإن قلة الزوار ترجع إلى افتقار المتحف لأبسط أنواع الخدمات الملازمة مثل الكافتيريا والاستراحات، الشيء الذي يجعل الزوار منهكين جداً عند زيارتهم للمتحف، كما أن المتحف ينبغي أن ينطبق عليه اسم الهيئة حتى يستوعب عدداً كبيراً من الكوادر المؤهلة للارتقاء بالسياحة من جميع الجوانب.وأضاف زميل له أن الإدارة غير مهتمة بعوامل الجذب السياحي من ترويج وإعلام وإنما تركز فقط على مصلقات توضيحية باهتة للتعريف بالقطع الأثرية، إضافة للإضاءة الضعيفة داخل المتحف.
وفي ختام الجولة طرح مدير هيئة المتاحف والآثار الدكتور عبد الرحمن على صورة مخالفة لما قاله الآخرون، وقال لـ (آخر لحظة) إن عدد الزوار من بعثات وطلاب ووفود في تزايد مستمر، وأضاف أن السنوات الماضية شهدت حراكاً غير مسبوق، لجهة الطفرة الكبيرة التي شهدتها البلاد والاهتمام المتعاظم من الدولة بالآثار والحضارة، نافياً تناقص الزوار وفقاً لإحصائيات الهيئة العامة.
صحيفة آخر لحظة
متحف السودان يحتاج إلى تأهيل وتنظيم حتي يجذب الزوار .. بدل الانفاق الشخصي على افراد الحكومة ..
الشعب السوداني مخدر بالعقوبات والحظر الاقتصادي الامريكي رغم نتاج الكيزان الظاهر على ارجاء الخرطوم من عربات فخمه وفلل فخمه وثروات داخلية وخارجية واحتكار لسوق العمل السوداني ..
لابد ان تغير الحكومة سياساتها وان تبتعد عن تخدير طيبة المواطن السوداني بالشعارات المزيفة ..