كاميرون.. موظفاً
قالت الأخبار.. والعهدة على الراوي أن السيد كاميرون (رئيس الوزراء البريطاني السابق ) قد نجح أخيراً في إيجاد وظيفة للعمل كمستشار عند أحد الشركات.. يا حليلو.. أتاريهو كان بفتش لي شغل.. وأنا قلت مالو قاطع مننا كدي؟؟ كان يملأ الأسافير بتلك الصور التي تغظينا.. وكم مرة تساءلنا ما الذي يجعل رئيس وزراء دولة عظمى يستخدم المواصلات ويرتاد الأسواق كعامة الشعب..
هاهو شقي الحال.. يبحث عن وظيفة.. ويعمل موظفاً بعد أن كان رئيس الجماعة كلهم.. وإن دامت لغيرك ما أتت إليك.. سبحان من له الدوام. لكن بيني وبينك.. برضو الأنجليز أهلك ديل ما (عندهم عشرة) ولا يحفظون الجميل.. كيف يعني رئيس وزراء.. يرجع يشتغل موظف؟؟ كيف يتركونه يخرج خالي الوفاض هكذا.. يد ورا ويد قدام.. على الأقل كان ييطلع بي خميرة لا بأس بها يأسس ليهو شركة صغيرة كدا مع رجال أعمال كان قد تعرف عليهم أثناء العمل في الميري.. دعك من ذلك.. طيب كانوا يستعينوا بأفكار نيرة مثل التي تمارس عندنا بكثافة..
يعني المسؤول لا يتزحزح من كرسيه الا بعد ان تتم ترضيته بمنصب آخر في موقع تنفيذي مختلف.. أو.. حيث تتجلى العبقرية السودانية.. في حين عدم وجود منصب مناسب.. (خلي بالك من الكلام الجاي)..يتم اختراع.. نعم اختراع وظيفة من حيث لا نحتسب..
وعلى أساسها تكون هناك مخصصات وبدلات وحاجات وشنو وشنو . يعني فجأة كدا تسمع ليك بمجلس رعاية الابداع الحلزوني عند الفريق الأمازوني.. أو لجنة التوجه الحضاري عند ناس القماري.. المهم لجنة أو مجلس.. يعمل شنو؟ ما عارف.. يكون على قمته المسؤول الذي كان بالأمس في وظيفة مهمة.. يعني طلع بالباب ورجع بالشباك.. ومن ثم تجده في وسائل الإعلام يدلي بتصريحات..
وهاك يا صحف ومجلات.. ويعيش في تبات ونبات ويخلف صبيان وبنات.. ذلك أن المجالس أو اللجان الهلامية هذه ليست لها سن معاشية.. فيخلد أحدهم فيها ما شاء الله له.. إما الذين لا تلحقهم الترضيات ومجالس التسويات.. هؤلاء.. يملأؤن الدنيا صراخاً.. يقولون ما لم يقله شعراء الجاهلية.. يسردون قصص يشيب لها الولدان.. طيب كنت ساكت ليه يا أخينا.. لماذا لم تقدم النصائح وانت داخل المؤسسة المعنية؟؟ حنعمل شنو لما تحكي وتبكي.. غير نقول ليك (بعد إيه جيت تشكي)؟؟ عوداً على بدء.. يا صديقنا كاميرون.. أسفي عليك.. فقد كنت مسؤولاً عند هؤلاء الجاحدين..
الذين لم يوقروك وأنت مسؤول عنهم تركوك للمواصلات العامة.. والطيران بالدرجة السياحية.. وحتى عندما تركت رئاسة الوزراء.. أتوا بصور لك وأنت تأكل سندوتش في الطريق العام.. كما بقية خلق الله.. ولو كنت عندنا لما تركناك تتذوق ذل البحث عن مورد رزق.. وآخر المطاف تشتغل موظف.. .كان والله جهيناك تب وحفظنا ماء وجهك.. مكافآت نهاية خدمة ساااي كان اشتريت ليك قطعة في الوادي الأخدر بتاع محلية يورك.
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة