شباب عازفون عن الزواج بسبب ارتفاع الأسعار
عبر كثير من الشباب عن خيبة أملهم في تحقيق زواج مستقر بسبب التكاليف المالية، ومن خلال التقرير التالي قال عدد من الشباب إن أجمل سنوات عمرهم تنقضي في البحث عن عمل وتوفير المال الكافي لتلبية احتياجات الزواج، واتهموا البنات بأن أحلامهن كبيرة ولا تتناسب مع الواقع المادي الذي يعيشه كثير من الشباب.. فإلى متى تستمر هذه المشكلة وما هي سبل حلها؟ هي أسئلة نطرحها أمام القارئ والرأي العام للمساعدة في تسهيل الزواج.
{ الذهاب إلى المجهول
يؤكد “أحمد عبد الباقي” (خريج علوم إدارية) أن الضغوط الاقتصادية هي السبب الرئيس لعزوف الشباب عن الزواج، وتجعلهم أمام خيارات صعبة لأن كل شاب يرغب في الزواج وتأسيس منزل لكن بعد التخرج لا يجد حتى عملاً ليتمكن من الصرف على نفسه ناهيك عن تأسيس مؤسسة زوجية، هذا الأمر جعل كثيراً من الخريجين يعملون أعمالاً هامشية يكون مردودها المادي ضعيفاً بالكاد يكفي قوت يومه، والبعض الآخر يعمل في مجالات ليست من اختصاصه. ويتابع حديثه: (80% من خريجي الجامعات في سبيل سعيهم للزواج وتلبية الاحتياجات المادية ذهبوا للمجهول حيث ذهب كثير منهم إلى مناجم الذهب بحثاً عن الغنى السريع وتوفير المال وأنا واحد من هؤلاء الشباب، وهناك وجدت خريجين من مختلف التخصصات الزراعة، الهندسة، القانون وغيرها يعملون في هذه المهنة الشاقة لجني المال ثم العودة للزواج بعدها.. البعض الآخر من الشباب اختار طريق الهجرة للعمل في الخارج لكنه أيضاً طريق مجهول وربما يقود للموت، وغير سريع، حيث يحتاج الشباب لثلاثة أعوام أو أكثر حتى يتمكن من توفير متطلبات الزواج). وزاد: (نتمنى أن ينصلح الحال خاصة بعد رفع العقوبات لتجنيب الشباب الكثير من المهالك وتحقيق أمنياتهم بالزواج). وحول وضع البنات وموقفهن من أوضاع الشباب المادية يقول “أحمد”: (كل البنات حين يتم سؤالهن عن الزواج يقلن إنهن يردن السترة، لكن عندما يتقدم الشباب لخطبتهن تتوالى الأسئلة ذات العلاقة بالمال على شاكلة أنت شغال شنو؟ وراتبك كم؟ والصالة وين؟ مع العلم أن تكاليف الزواج العادي في الصالات تكلف ما يقارب الـ40 مليوناً). وأضاف: (مشكلة البنات أنهن أصبحن يحضرن المسلسلات الهندية والتركية ويعشن في واقع مختلف عنهن، وهي مجرد أحلام يقظة ويجب عليهن إذا كن حقاً يطلبن السترة كما يقلن أن يرضين بالقليل ويقدرن حال الشباب).
{ حاجات غريبة
يتفق جميع الشباب الذين تم استطلاعهم على أن الأوضاع المادية هي وراء عزوف الشباب عن الزواج، وفي ذلك يقول “نصر الدين عبد الباقي” (طبيب): (الوضع العام بقى صعب بالنسبة للشباب ولا يجدون من يساعدهم والدولة غائبة عن دعمهم فلا توفر لهم مشاريع إنتاج لينخرطوا في العمل بالمصانع والمشاريع، ولا يجد الشاب اليوم ما يكفي حاجاته ومتطلبات أهل منزله لذلك لا يفكر بالزواج). وأوضح: (دخلت على المجتمع عادات غريبة لم تكن موجودة من قبل مثل الشبكة التي أصبحت بأسعار غالية وتكون البنت محتاجة لتجهز للزواج شنطة تكلف الكثير من المال، وتطلب بعض البنات سيارة وبيتاً جاهزاً “تمليك”.. بالدارجي البنات بقن بطلبن حاجات أكبر من رأسهن).
{ الفاتورة غالية
(الحياة بقت صعبة وإذا لم يجد الشباب عملاً هذه الأيام بمرتب عالٍ فإن فرص الزواج تتناقص وتؤجل إلى ما بعد الأربعين وكل يوم يتأخر فيه الزواج تكبر فاتورته لأن الأسعار في تزايد مستمر).. هكذا بدأ الشاب “أحمد السيد أحمد” حديثه ليكمل قائلاً: (البنات هذه الأيام لا يردن الزواج حسب السنّة وأولياؤهن يسألون عن المرتب والدخل المادي قبل كل شيء وكأن العرس بقى تجارة، حيث يأخذ الفتاة من يدفع فيها مبلغ أكبر، لذلك توجه كثير من الشباب للزواج من الخارج، من إريتريا على سبيل المثال حيث تكاليف الزواج زهيدة).
{ لا زواج
يقول “محمد العبيد” (طالب): (العامل الاقتصادي هو السبب الحقيقي لعدم زواج الشباب لأن التكلفة أصبحت عالية وطموحات البنات كبيرة لأنهن يردن أن يضمن حياة جيدة وهي لا تتحقق بدون مال، لذلك هاجر معظم الشباب لتكوين أنفسهم ويعودون للسودان بعد أن يقاربوا سن الأربعين وهم في طريقهم للخمسين وهي نهايات العمر وبذلك تنتهي أجمل سنوات الشباب بدون زواج)، ويضيف: (الانفتاح الثقافي لم يستفد منه السودانيون حيث قلدوا المظاهر السالبة التي أثرت في الزواج الذي لم يعد بسيطاً كما كان في الماضي بل أصبح يعني تصوير الـ”آوت دور” حيث يكلف أكثر من مليون، إضافة للمصاريف المدفوعة في حنة العروس وفطور أم العريس والماكياج وغيرها من التفاصيل غير المهمة.. زمان كان أجدادنا يكملون مراسم الزواج بقولهم “شلنا الفاتحة” ويدفعون مبلغاً رمزياً وينتهي الأمر).
الخرطوم – مروة التجاني
صحيفة المجهر السياسي