المفصولون سيتأخرون لمدة عام.. جامعة الخرطوم.. الحياة تعود في خط (شمبات)
قرر مجلس عمداء مجمع كليات شمبات بجامعة الخرطوم في اجتماع استثنائي ضم مدير الجامعة بروفيسور أحمد محمد سليمان، ومجلس عمداء المجمع، بجانب عدد من المسؤولين في الجامعة العريقة، استئناف الدراسة بمجمع كليات شمبات نهاية ديسمبر المقبل بعد تعليق للدراسة دام نحو عام.
وعلقت الجامعة الدراسة في مجمع شمبات منذ يناير الماضي لأجل غير مسمى بقرار من مدير الجامعة ومجلس العمداء، استناداً على توصيات لجان التحقيق ومجالس المحاسبة التي تم تكوينها على خلفية احتجاجات طلاب المجمع.
وتتهم لجان التحقيق طلاب المجمع بالتورط في التعرض للأساتذة بالإساءة والاعتصام عن الدراسة مع رفض الجلوس للامتحانات احتجاجاً على قرار إدارة الجامعة بفصل عدد من زملائهم، وحرمانهم من الدراسة لمدة عام بعد مشاركتهم في الاحتجاجات التي شهدتها الجامعة أبريل العام الماضي على خلفية تسرب أنباء عن بيع مباني الجامعة.
مدة كافية
قال الناطق الرسمي لجامعة الخرطوم بروفيسور عبد الملك النعيم إن قرار استئناف الدراسة حدد له السابع من يناير القادم على أن يكون بداية الامتحانات لكليات الزراعة والغابات والإنتاج الحيواني باعتبار أن طلابها قد أكملوا المقررات الدراسية، وأضاف النعيم أن طلاب هذه الكليات سيسمح لهم بالبقاء في الداخليات ابتداء من (24) نوفمبر للاستعداد للجلوس للامتحانات مؤكداً أن فترة الشهرين كافية للتجهيز للامتحانات.
وأكد بروفيسور النعيم في حديثه مع (الصيحة) أن طلاب كلية الطب البيطري سينخرطون في الدراسة باعتبار أن لديهم كورسات لم تُكمل على أن تبدأ الامتحانات في (21) يناير، بعد إكمال المقررات الدراسية.
احترازات
عن الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الجامعة لضمان استمرار واستقرار الأوضاع، قال عبد الملك إن إدارة الجامعة قامت بعدد من الإجراءات في فترة توقف الدراسة لأجل تقليل احتمالات تكرار الأحداث بداية من عملية (التسوير) التي تمت لبعض الكليات، بجانب توجيه أمانة الشؤون العلمية بتوفير البطاقة الجامعية لأي طالب لضبط عملية الدخول والخروج ولمنع وجود أي أشخاص ليسوا طلاباً مسجلين للسنة المحددة ولن يسمح لهم بالدخول كما اهتمت الإدارة كثيراً بتحسين البيئة الدراسية.
وأشار النعيم إلى توجيهات صادرة من إدارة الجامعة بأن يكون لمجلس شؤون الطلاب وعمادة الطلاب مواقع داخل المجمع بدلاً من أن تكون ممركزة في مجمع الوسط (السنتر) وذلك لتسهيل عملية حصول الطلاب على خدمات عمادة الطلاب في مكان واحد مثل الرسوم الدراسية وعمادة الشؤون الصحية والثقافية وتمت تسمية نائب عميد في كل المجمعات لينوب عن العميد المعني بالخدمة لحل كافة المشكلات وتقديم الخدمة.
صلاحيات
وعما إن كان هناك تعديل شمل اللوائح المنظمة لنشاط الطلاب داخل الجامعة لمزيد من الضبط والسيطرة أشار عبد الملك لتعديل تم في اللوائح المنظمة لسلوك الطلاب ونشاطهم بتنقيحها وإصلاحها بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، نافياً أن يكون التعديل الذي تم في اللوائح جاء خصماً على الطلاب وإنما قصد التركيز فيه بإلزام الطلاب بالانضباط بهذه اللوائح التي تنظم كافة الأنشطة بمختلف مسمياتها داخل الجامعة بما فيها دار الاتحاد، ومنعاً للاعتداءات التي شهدها الحرم الجامعي على الأساتذة ومنع زملائهم من دخول قاعات الدراسة والامتحانات وهذه جميعها مسائل تنظيمية وموجودة تم تفعيلها
وما استحدث في جهة توسيع بعض صلاحيات عميد شؤون الطلاب بالتصرف في بعض الحالات الطارئة مثل تشكيل اللجان ورفع التوصيات، وكل ذلك لتسهيل الإجراءات بحل مشكلات الطلاب في السقوف الإدارية الأدنى في الكليات بدلاً من رفعها للإدارة.
وقطع بروف عبد الملك بأن قرارات مدير الجامعة بشأن الطلاب الخمسة الذين تم فصلهم من الدراسة لعام بأنها لا تزال نافذة ونهائية ولا رجعة فيها وأشار إلى أنهم سيتأخرون عن دفعتهم بعام دراسي حسب العقوبة، وأرجع تكرار الأحداث في مجمع شمبات إلى أنه مفتوح لكن بعملية التسوير هذه توقع أن تقل هذه الظاهرة، وأشار إلى أن عمادة شؤون الطلاب تعمل على تنظيم دور اتحاد الطلاب وساحات النشاط .
اعتيادي
من جانبه توقع أستاذ العلوم والدراسات الاستراتيجية بجامعة الزعيم الأزهري د ـ آدم محمد أحمد بأن ينخرط الطلاب في قاعات الدراسة والامتحانات بكل سلاسة ولن تكون هناك ظلال وتأثيرات لفصل الطلاب الخمسة قياسًا بعدم تأثير رصفائهم الذين فصلوا في جامعات أخرى مثل بخت الرضا وبحري، وأشار د. أدم في حديثه مع (الصيحة) إلى أن التجربة أثبتت أن الطلاب دائماً ما يتناسون الأحداث التي سبقت تعطيل الدراسة وتلجأ إليها المؤسسات الجامعية كنوع من العقوبة التي تصل لفصل بعضهم.
وعن الإجراءات الاحترازية لمنع تكرار الأحداث قال إنها أصبحت شرطية بعد تكوين الشرطة الجامعية التي أصبحت واقعاً تعايش معه الطلاب، وأصبح وجود رجال الشرطة في مداخل الجامعات لا يسبب أي حساسية لدى الطلاب كما في السابق بعد أن صارت أمرا واقعاً ومألوفاً للطلاب وغير مستفز لهم.
خلفية
سبق في مايو 2014 أن صدر قرار من مجلس عمداء جامعة الخرطوم في اجتماع طارئ إغلاق جزئي لجميع كليات مجمع شمبات وتعليق الدراسة لأجل غير مسمى، وذلك نسبة للاعتصامات وأعمال العنف التي صاحبت تلك الأحداث.
الخرطوم: الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة