إبنة أبو عركي البخيت تدافع عن والدها: يسألني الكثيرون لماذا توقف عركي عن الغناء؟
إجابتي كانت دائماً تملؤها صيغة المتحدث عن واقع الحقيقة المعاشة .. أقولها بكل الصدق أن عركي لم يتوقف يوماً عن الغناء ولن يتوقف ..
فمنذ بداية عهد الإنقاذ لم تنفك الجهات الامنيه عن ملاحقة عركي ومحاولة ايقافه في حفلاته العامه ودعوته الي مكاتبهم واستجوابه، وأحياناً تجاهله حتي ساعات متأخرة دون سؤال .. ورغم ذلك لم يتوقف عركي عن الغناء ..
وعندما لاذ الكثيرون من الفنانين والشعراء والسياسيين بالخروج من البلاد تحت القمع الذي تعرضوا له من النظام آثر عركي البقاء علي ارضه مع شعبه رغم الضغط الذي مارسه النظام بمنعه عن الغناء في المسارح.
في هذه الفتره اعتزل عركي الغناء، ودائماً ما كنت اسمعه يقول إنه ينتمي لهذا الشعب ولهذه الارض ولا يستطيع أن يعيش بعيداً عنها رغم الاقتراحات المستمرة من بعض الجهات والاصدقاء أن يغادر البلاد ..
وعندما أوقف الشاعر هاشم صديق أشعاره المعروفة جداً بأمر من المحكمة .. والتي كانت من ابرز الأغاني التي تغني بها عركي في تلك الفتره – إحدي عشر عمل غنائي-
تلك الأغاني الملحميه التي كانت تمثل الملاذ والمُتّكأ للجمهور ، لم يتوقف عركي وشرع في كتابة وتنفيذ الكثير من الاعمال منها:
تعالو نغني
بستنشقك
احذروا اللصوص
حال الدنيا
نظرات عيونك
بتغطي بيك
البعد صعب
وهج الحريه
توالت الضغوط علي عركي عندما لم يتم تصديق الحفل الذي كان سيقام بتاريخ ٢٦ فبراير ٢٠١٥
في مسرح حديقة القرشي
وتم إلغاء الحفل في عصر ذلك اليوم .. ومنذ ذلك التاريخ وحتي الان لم يغني عركي في اي حفل عام .. ولم يصدر اي رد من الجهات المعنيه رغم التساؤلات الكثيرة والمُلِحّه من كبار الصحفيين في الصحف والمعجبين في مواقع الاتصال الاجتماعي وهذا شيء يدعو للغرابه .
ولكن منذ أن تم إيقافه
قمنا نحن كأسره بإستئناف وإستلام زمام الورشه التي كان قد بدأها محمد عركي قبل سفره الي امريكا
وكانت ثمارها مجموعة كبيره من الاعمال منها :
ناكر الهوي
انا باقي ليك
ست التوب
بستنشقك
يوم رحيلك
انتي نيل
جاني هاتف
قمنا بالتسجيل والبث بمواقع التواصل الاجتماعي الذي اصبح المنبر الوحيد الذي لن يمنعك احد من الإدلاء برأيك فيه .. تحولنا الي ورشه فنيه؛
العمل الأساسي يقوم به عركي في كتابة الألحان وتوزيعها ..
وامتداد لهذه الورشه
د. عفاف الصادق
وهي السند الحقيقي لعركي علي مدي مشواره الفني والحياتي والعمود الفقري لهذه العائله ..
رغم البعد المكاني لسفرها الي السعوديه لدعم هذه العائلة .. ولكنها لا تزال تشاركه الرأي والكلمات وتغسل دواخل عركي بكل ما تمتلك من وعي وحكمة وحب ..
رد الله غربتها التي ملأت اغنيات عركي بكثير من الثراء الفني.
اقوم انا وسيبويه الذي يعزف علي آلة الباص جيتار بنقل كل الاعمال الموزعة علي الاَلات الموسيقية وإدخالها في برنامج يحول الأصوات المكتوبة الي مسموعة .. سماهر تعمل في برنامج هندسة صوتيه لإخراج العمل النهائي بجودة صوتيه عاليه وذويزن كعازف كمان يساعد كثيراً وكذلك سيرام وسيزار ..
لدينا مجموعة من الأصدقاء المبدعين الذين ساعدوا في اخراج معظم هذه الاعمال الاخيرة بمشورتهم ومساعدتهم في فهم الكثير الغائب عنا في برامج الهندسة الصوتيه ..
قدمنا مجموعة من الاعمال منها :
لا لقهرهن
مما يحدث
وطن نجمه
ما اريد ان ألقي عليه الضوء هو أن عركي لم يتوقف عن الغناء .. ولكن آخر عمل تم تسجيله (حالة البلد) قد أوحي الي الكثيرين بذلك:
الآن انا ما عندي احساس بالغُنا
رغم الغنا الجواي كتير
وساكن الروح والزفير
حالة البلد بي وضعها الراهن
ومعاناة شعبها
بِحتّم علي ادسو غناي
جوه حشاي
وما امرق على الناس الرهاف وحُنان
واعكس ليهم الجواي ..!
اظنها كلمات بسيطه تشرح ما يدور بخلد عركي في ذلك الوقت .. من هذا الوضع الذي وصل اليه السودان من تدهور في كل مناحيه من؛ الصحة، التعليم، حرية الرأي، حرية الصحافة .. وأظن انه من الجيد أن يستطيع اي شخص في أن يُوصِل ما بداخله حتي ولو كان احباطاً بالطريقة التي يجيدها،
وهي الكتابه والغناء بالنسبه لعركي ..
وأنا اعرف (أبي) جيداً، وأقول أبي لأَنِّي سأتحدث عن الأب في هذا الرجل ..
عركي لكل من يعرفونه هو الأب للجميع ..
الصديق لمن يحتاجه ..
الأخ لمن يبحث عن سند ..
لن اتحدث عن جوانبه الإنسانيه مطولاً لأَنِّي لا احتاج .. ولكن ما ترونه في هذا الرجل من إحساس ورفق وحب واهتمام ونُبل أراه مضاعفاً آلاف المرات في حياتي اليومية في ابسط التفاصيل ..
فلكم أن تُقدِّروا مدي حزنه لرؤية شعبه ووطنه يتهاوي في كل يوم .. ورؤية انعدام ابسط الحقوق لهذا الشعب الذي طالما عاني وهو لا يستحق غير التكريم والاحترام .. وانا أرى الحزن في عينيه كل يوم لكنه لم يتوقف .. دائماً ما اجده بين أوراقه يكتب نوتاته الموسيقية ويترنم بأصابعه علي البيانو يحسب لكل آلة حروفها الموسيقية ..
عندما وجدته في تلك الحالة والظرف النفسي الذي يعيشه اقترحت عليه ان يبدأ بكتابة احدي أعماله القديمه غير الموزعه التي تغني بها بالعود في عهد الحكم الديكتاتوري العسكري الثاني وهي
“سقوط دبشليم”
كلمات الشاعر محمد الفيتوري،
وقد تحمس للفكرة وهو الان قد انتهي من توزيعها مويسيقياً
واقوم حالياً بالعمل علي نقلها لتحويلها الي صوت لتسجيلها قريباً ..
العمل الذي سيتم تقديمه هو “قوس قزح”
كلمات الشاعر الراحل علي عبد الْقَيُّوم،
قمنا بتسجيله بنفس الاليه التي نعمل بها.
كان بُعد عركي عن الساحه يؤرق عازفي الأوركسترا التي تعمل معه. وفي زياره خاصه لعازفي الكمان لعركي بالمنزل وهم:
وليد الجاك
حسام عبد السلام
وليد عبد الله
ابراهيم جبريل
مصطفي مأمون
عصام محمد الأمين
وكانوا يحملون آلاتهم تم عمل بروفه لأغنية قوس قزح وحقيقةً كان التنفيذ متقن لأبعد الحدود وقد أسعدنا جميعاً ذلك الأداء وأدخل روح الفرح في المنزل، بعد ذلك استمعوا الي التسجيل الذي قمنا به بـ sequencer وعزفوا معه وكان قد اقترح حسام أن يتم عمل ميكس للأصوات في استوديو قباني ..
بعد مغادرتهم تحدث عركي كثيراً عنهم وعن مدي سعادته بحرفية ادائهم لأنهم بمثابة إمتداد لبصمه تركها عازفون مثل
محمديه وميرغني الزين وماهر تاج السر واحمد باص ومجدي العاقب وميكاييل وميليجي واخرون
ذهب عركي لاستوديو قباني للمره الاولي لعمل الميكس الذي اقترحه حسام، وفي زيارته الثانيه لسماع الميكس فوجئ بقيام حسام وزملائه بتسجيل حي لأصوات الكمان first and second وتسجيل البيز للعازف سيبويه ابوعركي في استوديو الاستاذ عبد الله قباني وقد اسعد ذلك التسجيل عركي سعادة كبيره فهي المره الاولي لتسجيل أصوات كمنجات حيه في أغاني عركي منذ اكثر من عشرين عاماً في التسجيلات التي تمت بالقاهره لشركة حصاد .. والتي يعتقد عركي انها بداية للأغنية السودانيه الحديثة من ناحية توزيع وأداء وتقنية في التسجيل.
ما لا أستطيع ان اكتبه في كلمات هو ما اتعلمه في كل يوم من هذا الرجل .. عن صموده في كل شيء عن رحابة قلبه لكل من يطرق بابه عن حبه للحياه والتزامه التام لمبادئه .. عن حبه للغناء وحبه الأكثر لوطنه ولأبناء شعبه .. وسننشر كل ما نستطيع ان ننشره من اعمال ليصل صوته إلي أقصي البقاع .. سنواصل علي هذا المنوال .. وسيغني عركي ولن يتوقف ..
………….
“ﺃﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻕ ﻟﻢ ﻧﻐﺎﺯﻝ ﺷﻤﺴﻬﺎ
ﻭﻧﻤﻴﻂ ﻋﻦ ﺯﻳﻒ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺧﻤﺎﺭﻫﺎ
ﺃﻯ ﺍﻟﻤﺸﺎﻧﻖ ﻟﻢ ﻧﺰﻟﺰﻝ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﻗﺎﺭﻫﺎ
ﺃﻯ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺸﺪﺩ
ﻷﻋﺮﺍﺱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﺑﺸﺎﺷﺔ ﺃﻭﺗﺎﺭﻫﺎ
ﻧﺤﻦ ﺭﻓﺎﻕ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ
ﻧﺒﺎﻳﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﺍ ﻭﻭلدا
ﻧﺒﺎﻳﻊ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻰ ﻗﺎﺋﺪﺍ
ﻧﺒﺎﻳﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺒﻌﺎ ﻭﻣﻮﺭﺩﺍ”
هذه الكلمات الملحميه التاريخية
للشاعر الراحل علي عبد الْقَيُّوم
تغني بها الموسيقار محمد وردي
احتفاءاً بثورة أكتوبر في ١٩٦٤
سوف تُبث اغنية قوس قزح
لإحياء ذكري الشاعر الراحل علي عبد الْقَيُّوم
في يوم ١٢/١٩ ، تزامناً مع اعلان الاستقلال من داخل البرلمان.
بقلم
نيلوفر ابوعركي البخيت
إبنة تكتب هكذا وليس (إبنت) صحي القلم ما بزيل بلم
أبو عركي البخيت قامة لا يعلي عليها رائع مبدع رقيق وحساس وكريم ، هذه أقل صفات يتسم بها أبو عركي .
أبو عركي هرم من أهرامات السودان لا يتزحزح عن مبادئه وحبه للسودان وشعب السودان لا يمالق ولا يتمالق ..
اللي يتابع الشيوعيين يتوقف عن النفس ذاتو.
للأسف هذا الفنان عجز عن إعطاء الفئة القليلة التي يغني لها ما يروي ظمأها من العبارت العبسية التي يغرد بها لهذه القلة .
في النهاية مصير كل من يتصور او تصور له نفسة أنه مخلص الشعوب ! واهم.
أذن لامعني له اذا حضر وغاب .. اليس كذلك
الرجل فنان وقامة فى الوطن السودان ماذا قدمت انت للسودان يا ود بنده هو سوف يذكر دائما طال ما بقي هذا الوطن
لكن انت ماهو الشئ الذي سوف يخلد اسمك
إن الأوطان لا تبني بالهرطقه الحمراء – هذا الون الغير مريح أبدا شكلا ومضمونا يا جميل يا مدلل !
غياب عركي عن الساحة لن يطمس هويته الفنية قامة عركي وقامة د عفاف الصادق متلازمتين قدموا الكثير فلا تحزني على ابيك فهو ملك للشعب والشعب يعرف قيمته نحن نحبه لأنه أعطانا فناً وألحاناً فهو في وجداننا لن يؤثر غيابه في قامته , المحزن هو ان الساحة الآن تعج بنوع من الفن خرج عن الزوق الفني ناس فلانة وعلانة فن للكسب المادي فقط فن لن يدوم في ذاكرة الشعب الفن الأصيل لن يبلى و ابوعركي دعامة لن تنحني ساهم في اسعاد الشعب بفنه وفنه باق لن يندثر , نحن في بلد يعادي الفن بسبب السياسة ولكن طالما انتاج الفانانين العظما في ذاكرة ووجدان الشعب فلا خوف سوف يأتي يوم يسود فيه أبوعركي ساحة الفن لأنه يمتلك كل المقومات ويمتلك جمهور التحية لك ولأبوعركي ولجمهوره والتحية لجيل الفن المحترم
هههههههاي والله كلام يضحك كل من مسك المايك يقال لة قامة وملك وشمسون الله طممتو بطننا بلاعركي بلاش كلام فارق
هههههههاي والله كلام يضحك كل من مسك المايك يقال لة قامة وملك وشمسون الله طممتو بطننا بلاعركي بلاش كلام فارق
بس عاوز اعرف اسمها او بالاصح ترجمة اوتفسير
(نيلوڤر أبوعركي) كل فتاة بأبيها معجبة !
كثيرون يصنعون لأنفسهم هالة ، ما هي إلا فقاعة هواء (أو هوى ) ، كالهر يحكي ، انتفاخا ، صولة الأسد .
على كل حال ، شكراً للباشكاتب ( أبو اللمين )