“أردوغان” في الخرطوم.. حكايات لم تلتقطها الكاميرات الرسمية
الرئيس التركي يقف إجلالاً للعلم السوداني.. وقصص ود تركية سودانية
على طول الطريق من البوابة الشمالية لمطار الخرطوم الدولي مروراً بشارع النيل وحتى كوبري أم درمان عند مدخل المجلس الوطني، احتشد الآلاف من المواطنين يرحبون بزيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للبلاد وهم يلوحون بالعلمين السوداني والتركي.
على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن تبادل التحية مع “أردوغان”، كانت رغبة الجالية التركية بالسودان الذين حضر العشرات منهم أمام البوابة الشمالية منذ وقت مبكر، واتخذوا موقعاً يمكنهم من تحية الرئيسين.
لأكثر من ساعتين، ظل الترقب سيد الموقف، حتى لاحت العربة الرئاسية للسيدة الأولى بالسودان “وداد بابكر” مع زوجة الرئيس التركي “أمينة غولبران” التي أصبحت لاحقاً “أمينة أردوغان”.. خففت السيارة من سرعتها، ابتسمت “أمينة” ورفعت يدها للجمهور.
ولدت “أمينة” في يوم 21 فبراير 1955 في إسكودار بإسطنبول التركية، وتنحدر من قومية عربية، وهي الابنة الصغرى لعائلة مكونة من خمسة أبناء.
ولـ”أمينة” التي تزوجت “أردوغان” وهي في سن (23) عاماً- ولدان وبنتان، هم “براق” و”بلال” و”إسراء وسمية”، وهذه الأخيرة تزوجت في مايو 2016 من الشاب “سلجوق بيرقدار” الذي يعمل في مجال صناعة الطائرات من دون طيار.
التحقت “أمينة” بكلية (مدحت باشا أقسم) للفنون، وتركت الدراسة بإرادتها قبل التخرج.
توجهت “أمينة” بعد تركها الدراسة إلى العمل الاجتماعي، والتحقت بجمعية النساء المثاليات التركية، وفي إحدى فعالياتها التقت “أردوغان” لأول مرة عام 1977، وبعد عام وبالتحديد يوم 4 فبراير 1978 تم عقد قرانهما.
{ “البشير” و”أردوغان” في سيارة رئاسية
ظهر الرئيسان “عمر البشير” و”رجب طيب أردوغان” في عربة رئاسية فخمة، تتشابه لدواعي التأمين الرئاسي مع عربات أخرى بذات التفاصيل.. هدّأت العربة من سرعتها وألقى الرئيسان “البشير” و”أردوغان” نظرة قبل أن تزيد سرعة العربة وتتجه إلى شارع النيل في طريقها للقصر الجمهوري.
واحتشدت الشوارع بعدد كبير من السودانيين والأتراك الذين كانوا يحملون أعلام البلدين ويلوحون بهما، ويظهر التناغم واضحاً بين الشعبين، وأدار الاثنان حواراً مجتمعياً عن كثير من القواسم المشتركة التي تجمع البلدين.
{ علم تركيا.. خلفية تاريخية
علم جمهورية تركيا، أحمر اللون في وسطه هلال أبيض ونجمة. تصميم العلم قديم وهو ذاته تصميم العلم العثماني الخاص بالإمبراطورية العثمانية الذي تم اعتماده في 1844، في حين تم اعتماد الأبعاد الهندسية للعلم التركي الحالي في 29 مايو 1936. تاريخياً كان الهلال مرتبطاً بالقسطنطينية حتى على زمن “فيليب المقدوني”. بينما غالباً ما ترمز النجمة التي كثيراً ما تشاهد بالقرب من القمر إلى كوكب الزهرة. في سبعينيات القرن العشرين أصبح رمزاً مرتبطاً بالإسلامية والجماعات والأحزاب المرتبطة بها، كما استخدم في أعلام مثلتها، ومنها أمة الإسلام في الولايات المتحدة.. يستعمل أيضاً أسلوب النجمة والهلال واللونين الأحمر والأبيض في علم تونس.
الخرطوم – طلال إسماعيل
صحيفة المجهر السياسي