رأي ومقالات

كاتب مصري: مصر منحت البشير وسام «نجمة سيناء» عام 2016.. نغضب من تحرك «أردوغان» ونعرب عن امتعاضنا من استقبال السودان له، بالذمة دا كلام؟!

مشكلتنا مع السودان

زيارة الرئيس التركى «أردوغان» إلى السودان، والخطبة التى ألقاها فى البرلمان السودانى، قوبلتا بغضب مصرى واضح.

سر الغضب معلوم بالضرورة فعلاقاتنا مع الدولتين متوترة لأسباب مختلفة. فمصر تتهم تركيا بدعم الجماعات الإرهابية التى تعمل ضد الدولة، وقد ردد أردوغان مؤخراً فى أحد خطاباته جملة اعتراضية لكنها دالة، تحدث فيها عن عناصر «داعش» التى انتقلت إلى سيناء عقب هزيمتها فى العراق وسوريا.

أما التوتر فى العلاقات المصرية السودانية فمرده إلى أطماع السودان فى حلايب وشلاتين، وموقفه غير المتوقع من حق مصر فى حصتها التاريخية من مياه النيل، وتراخيه فى دعم الموقف المصرى فى مفاوضات سد النهضة. «أردوغان» تحدث فى الزيارة عن مشروعات للتعاون العسكرى مع السودان. والسودان وافق على قيام تركيا بإعادة تأهيل جزيرة سواكن -على البحر الأحمر- وإدارتها لمدة زمنية معينة.

مبدئياً، لا يستطيع أحد أن يصادر على حق أى دولة فى السعى نحو تحقيق مصالحها، وكذلك يفعل «أردوغان». هذا التركى العتيد يعرف كيف يكسب «بضاعة» من العرب مقابل «كلام».

قبل قرار «ترامب» بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أعلن «أردوغان» أنه سيقطع علاقاته مع إسرائيل إذا فعلها «الديك الأمريكى»، صدر القرار ولم يفعل «الديك التركى» شيئاً. «أردوغان» حقق مكاسب عديدة من زيارته للسودان، ولم يدفع مقابلاً لها سوى «الكلام». السودان لم يكسب شيئاً اللهم إلا مناكفة مصر والمصريين. ربما كان هذا الهدف لدى الرئيس عمر البشير أهم من إنجاز نتائج حقيقية على الأرض. فكل طرف وله حساباته، لكن يبقى سؤال حول أسلوب مصر فى إدارة علاقتها بهذا القطر الذى يمثل عمقاً تاريخياً وجغرافياً بالنسبة لنا؟

واقع الحال أن ثمة خللاً فى إدارة ملف العلاقات المصرية السودانية، أول مظاهره يتعلق بحالة التسامح التى أبدتها مصر فى إدارة ملف ترسيم الحدود مع عدد من الدول المجاورة لها، رغم ما واجهه من تململ شعبى، وهو التسامح الذى خلق لدى السودانيين طمعاً فى مثلث حلايب وشلاتين التابع لمصر، المظهر الثانى يتعلق بالإهمال الحكومى فى شأن هذا الجزء من التراب المصرى، حيث تسجل العديد من التقارير الإعلامية وجود تقصير حكومى فى تزويد أهالى حلايب وشلاتين بما يلزمهم من خدمات، وهو أمر يؤدى إلى الحيرة عند النظر إلى التمسك الرسمى المطلوب بالأرض مقابل الإهمال الواضح فى حقوق من يعيشون فوق ترابها!

التاريخ يقول إن السودان كان جزءاً من مصر، ولكن بعد خروج الاحتلال الإنجليزى من القطرين، حدث الانفصال. وعبر عقود عديدة لم يفرق صناع القرار فى مصر بين مفهوم الاستقلال والانفصال، السودان استقل عن مصر، لكنه لم ينفصل عنها، لأن لمصر مصالح مزمنة مع هذا القطر يدعمها تاريخ وجغرافيا، ونيل يجرى ما بينهما. ماذا فعلنا للسودان.. ما الجهد الذى بذله نظام مبارك على سبيل المثال للحيلولة دون انفصال جنوب السودان عن شماله؟

لا شىء. وخلال السنوات الماضية كل ما فعلته السلطة فى مصر أن منحت البشير وسام «نجمة سيناء» عام 2016. وبدلاً من أن ندير ملف علاقاتنا بالسودان بدرجة أعلى من الحرفية والكفاءة، نغضب من تحرك «أردوغان» ونعرب عن امتعاضنا من استقبال السودان له. بالذمة دا كلام؟!

د. محمود خليل
الوطن المصرية

‫3 تعليقات

  1. البشير حارب معاكم في حرب اليهود
    والحكومه السودانيه ادتكم وثائق طابا
    وأدعوكم عشرات الكيلومترات في حلفا
    وهجرو ليكم النوبه وبنوا وامنوا ليكم السد العالي
    وادوكم سنو عشر الف من نسبه مويه النيل
    واسي جاي محوص تقول لي نجمه
    نجمه طيزك يامغلبن شوف بواقي الكرته ده بالله
    ياناس الادارة بالله ختونا منشورات الغجر ديل
    القرّاء سودانيون وليس اولاد كبريهات

  2. يلا يا سيدى حرك الجيوش وتعالو للسودان
    يا اولاد الرقاضات

  3. لماذا لم ينبح الاعلام المصري عن زيارة رئيس وزراء تركيا للسعودية؟؟؟؟!!!!!!