رأي ومقالات

عماد الدين حسين: مصر والسودان .. والعجز عن إدارة الخلافات

أليس غريبا أن نتغنى فى مصر والسودان دائما بالعلاقات الأزلية والأبدية والمصير والشعب الواحد، ثم نفشل دائما فى إدارة أى خلاف ينشأ بيننا حتى لو كان صغيرا؟

أليس عيبا أن يحدث خلاف بين حكومتى البلدين، فالخلافات تحدث داخل البيت الواحد، فما بالك بعلاقات متشبعة لدولتين كبيرتين؟

العيب الأكبر أننا لسنا قادرين حتى الآن على كيفية التعامل مع هذه الخلافات وطرق حلها بصورة متحضرة.
وليس سرا أن هناك خلافًا بين الحكومتين هذه الأيام، والأسباب شبه معروفة للجميع. مصر تشكو من أن السودان وقف مع إثيوبيا ضدنا فى قضية سد النهضة، وأنه ينسق مع قطر وتركيا لابتزازنا، ويستضيف العديد من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان، فى معسكرات تدريبية لتنفيذ أعمال إرهابية، وصار يتفنن فى البحث عن كل ما يستفزنا، وآخرها وقف استيراد السلع والبضائع والخضراوات المصرية بحجج واهية.

فى المقابل يشكو السودان من أن مصر ترفض الاستماع إليها فى قضية حلايب وشلاتين، وأنها ترفض تطبيق ما فعلته مع إسرائيل فى طابا، أو مع السعودية فى «تيران وصنافير». كما يشكو من المشروعات المصرية التى تم تدشينها فى حلايب الأسبوع الماضى.

مساء الخميس الماضى أعلنت السودان استدعاء سفيرها فى القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم، إلى الخرطوم للتشاور، وبعدها أعلنت الخارجية المصرية، أنها ستقوم بإجراء تقويم للأمر لاتخاذ الإجراء المناسب.

السؤال الجوهرى: إذا كنا غير قادرين على حل أى خلاف فعلى الأقل علينا ألا نزيده اشتعالا، وهذا الاتهام موجه بوضوح إلى بعض وسائل الإعلام فى البلدين، التى تنفذ حملات كراهية تتجاوز السياسيين إلى الإساءة للشعبين.

تقول بعض وسائل الإعلام المصرية إن السودان قدم شكوى ضدنا فى مجلس الأمن بشأن حلايب وشلاتين، والأدق أنه لا توجد شكوى جديدة بل هى شكوى قديمة تتجدد سنويا، لأنها لو مضى عليها ثلاث سنوات من دون أن يناقشها المجلس، ومن دون أن تقدم الدولة صاحبة الشكوى ما يؤكد أسبابها، فإنها تسقط آليا من جدول الأعمال، علما بأن المجلس لا يناقش القضية منذ تقديم أول شكوى عام ١٩٩٦.

ليس عيبا أن ينتقد الإعلام المصرى سياسات الرئيس السودانى عمر البشير، وبعضها من وجهة نظرى يتعمد استفزاز مصر والتنسيق مع خصومها ــ لكن ليس من حقنا بالمرة إهانة الرئيس السودانى شخصيا، هو أو أى مواطن سودانى وفى المقابل لا يمكن قبول أى إهانات من وسائل إعلام سودانية بحق المسئولين المصريين.

الذين يفعلون ذلك لا يعرفون أن مثل هذه الشتائم والإهانات لا تنسى وتظل جرحا غائرا فى نفوس الجميع، علما أن هناك حساسيات كثيرة فى علاقات البلدين منذ ١٨٨٩ حينما قمعت الحكومة المصرية بالتعاون مع الاحتلال الإنجليزى الحركة المهدية، وبعض الإخوة فى السودان لهم ملاحظات كثيرة على نظرة بعض المصريين لهم تبدأ من صورة السودانى فى الدراما والسينما المصرية، نهاية بالتعاطى مع ملفات العلاقات الراهنة.

خلاف الحكومتين سوف ينتهى إن أجلا أو عاجلا، لكن حساسيات الشعوب تظل قائمة، وبالتالى علينا ألا نسقط فى هذا الفخ أو تلك الدوامة الجهنمية.

وبحسبة منفعية وعملية بسيطة نسأل: ماذا سنجنى بعد أن يتهجم بعض الإعلاميين على البشير وتتدهور العلاقات؟!.
نعم هناك أخطاء كارثية وقع فيها البشير بحق مصر فى السنوات الأخيرة، بحكم تعاطفه هو وغالبية مساعديه مع جماعة الإخوان، لكن هل من مصلحتنا أن ندفعه للسقوط التام مع كل خصومنا الحاليين والمستقلين؟

أليس من الحكمة البحث عن طرق وأساليب وأدوات تجعلنا نقلل الخلاف مع السودان وألا ننفخ فيه،شرط ان يكون المعيار الاساسي هو امننا ومصالحنا القومية،التي لا ينبغي التفريط فيها تحت اي مسمي.

هل سنكون سعداء ونحن نرى البشير ينسق مع إثيوبيا ضدنا فى سد النهضة ومع أردوغان وتميم فى ليبيا بحيث تتحول كل حدودنا إلى جزام من نيران معادية؟!!!.

علينا أن نبحث عن أفضل طريقة ملائمة لحماية مصالحنا وأمننا القومى بعيدا عن الملاسنات والشتائم، وهو ما ننصح به الاخوة فى السودان ايضا.

عماد الدين حسين
*كاتب مصري
الشروق المصرية

‫9 تعليقات

  1. انتم لاتعرفون غير الردح والنتيجه سحب السفير فبلاش توزيع الادوار والشعب السودانى يفهم ذللك

  2. في كل مرة تقرا كلام مصري تقول دا اعقل من اخوانو تلقاهو مصاب بنفس المرض..الناس ديل مشكلتهم عويصة شديد.

  3. صورة عصمان النوبي في الدراما المصرية لا تهمنا في كثير او قليل لان السودانيين ليسو نوبيين وهم جزء من النسيج المجتمعي المصري فبتعمدكم الاساءة اليهم وتحقيرهم وتهميشهم لا تسيئون الينا بقدر ما تسيئون لانفسكم.وهم اولى بالدفاع عن كرامتهم وعزتهم ان ارادوا. والبشير رمز لنا ولم يقم الا بما تمليه عليه وطنيته . لم نعتد على مصر يوم من الايام ولكننا ضحينا من اجلهم والحصاد والمقابل .. اساءات وتطاول على السودان واحتلال ارضه وتقسيمه وتأليب الجيران عليه ولكن الان حصحص الحق وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

  4. أنا استعجب من شئ : مصر تريد ان تتدخل فى ليبيا بل تدخلت وتشن غارات وغارات على المدنيين ، أما السودان فلا يحق له الدفاع عن حدوده مهما كان الخطر الذى سيأتي من ليبيا على السودان ، مصر تتعاون مع الإمارات فى مشاريع عدة ، أما السودان فلا يحق لهم التعاون مع قطر أو تركيا ،، ويوضع مباشرة فى خانة الخيانة والتآمر ………….. عجبٌ عجب ٌ
    والله يا ريت الحكومة تخطو خطوة أخرى وتقطع العلاقات نهائياً مع مصر وتطرد السفير المصري بالسودان ، السودان على مدى التاريخ لم يستفد من مصر مطلقاً فى أي شئ ، اقل الضرر هو حق الجوار ، لم نجد غير ألأذى .

  5. ماذا عن اغراق حلفا واربعين قرية وتهجير ٥٠ الف من الحلفاويين من ارضهم. وماذا عن مذبحة النساءوالاطفال فى ميدان مصطفى محمود. وماذا عن تعذيب السودانيين فى مراكز البوليس المصرى. وماذا عن قتل اللاجئين السودانيين فى سيناء. وماذا عن سجن المعدنين السودانيين ومصادرة معداتهم. وماذا عن حلايب وشلاتين ونتوء حلفا وماذا عن الاهانة التاريخية والمستمرة للسودانيين فى الاعلام المصرى الرسمى وغيره؟؟؟
    لا احد يتغنى بالعلاقات “الازلية” فى السودان هذه اوهامكم، اما نحن فنعرف ان مصر هى عدونا التاريخى فلا يكون عندكم اى اوهام

  6. المصرين مشكلتهم انهم لا يريدون خيرا للسودان ولا يمكن للسودان إلا أن يكون تابعا لهم. ..ناسين انو الزمن اتغير والأجيال اتغيرت السودانين الان حاكمين ومحكومين لا يتفقون في شيء إلا أن مصر هد عدوة السودان الاولي. ..فصل الجنوب ثم نايا حرب دارفور بعد أن تأكدوا أن دارفور أصبحت خاليا من التمرد انجهوا شرقا عبر إريتريا فالحمد لله انو تسأل اي سوداني عن مصر يقول ليك هي لا تريد للسودان خيرا .انتهي الدرس يا مصريين فالامة السودانية لم تعد كما كانت من قبل

  7. تتكلمون عن الاخوان وحضورهم في السودان لماذا لا تتكلمون عن قرن لماذا لاتتكلمون عن الحركات التي تدعمها مصر بحضورها بمكاتبها وجلوسها في مصر من قبل انفصال الجنوب وحتي الان

  8. أليس غريبا أن نتغنى فى مصر والسودان دائما بالعلاقات الأزلية والأبدية والمصير والشعب الواحد، ثم نفشل دائما فى إدارة أى خلاف ينشأ بيننا حتى لو كان صغيرا؟

    أليس عيبا أن يحدث خلاف بين حكومتى البلدين، فالخلافات تحدث داخل البيت الواحد، فما بالك بعلاقات متشبعة لدولتين كبيرتين؟

    العيب الأكبر أننا لسنا قادرين حتى الآن على كيفية التعامل مع هذه الخلافات وطرق حلها بصورة متحضرة.

    اولا: خلافنا ليس صغيرا بل اكبر خلاف
    لكونك تحتل جزء من اراضينا
    السودانيين لم ولن ينسوا حلايب.

    ثانيا : اذا فعلا العلاقة ازلية كما تزعمون
    فلماذا تتطاولون علي السودان؟

    لماذا تحتلون ارضنا؟
    كان لكم ان تتجاوزوا هذا الخلاف بسحب قواتكم من المنطقة

    ثالثا : العيب وعدم الاستيحاء في انك تحتل ارض جارك الذي قدم لك
    بكل روح اخاء اعز م عندو وجزاء الاحسان يكون هكذا
    نعم كونوا متحضرين واسحبوا قواتكم واعتزروا للشعب السوداني عما بدر منكم

    اما عن حديثك عن استعمار مصر للسودان تعال ادرسك تاريخ
    مصر لم تحكم السودان ولو لثانية واحدة
    ومصر لم تحكم نفسها علي مدي التاريخ
    والكلام عن ان السودان ومصر كانت دولة وحدة
    نعم صحيح تحت الاحتلال والاستعمار الالباني فاروق
    ملك مصر والسودان
    طالما هو ملك مصر والسودان فهذا يعني ان السودان
    لم ولن يكون له علاقة بمصر
    للاسف الكاتب يفتقر المعلومات عن الدولتين لذلك
    نعزره كما تعودنا دائما من الكتاب المصريين الذين لا يفقهون شيئا
    ويدعون

    معلومة ربما غائبة عنك
    ان السودان حكم مصر اكتر من 100 سنة
    ترهاقا و بعانخي
    ومصر علي مدي العصور لم تحكم نفسها

  9. لماذا انتم تقيمون العلاقات والمشاريع مع الدول ونحن حرام علينا نعمل ولماذا تشاركون فى ليبيا بدعوى الدفاع عن الحدود ونحن مشاركتنا تعتبر عداء يجب ان تعرفو اننا دولة ذات سيادة وليس تابع لكم وكما انتم احرار فى سياستكم الخارجية كذلك نحن احرار حسب مصالحنا عشان كدة لو دايرين علاقة حسن جوار يجب ان تتركو النظرة الاستعلائية وتوقفو اعلامكم البذئ الذي اصبح مخجلا ينقل لنا شتائم الكابريهات مما يؤكد انهم فعلا تربية كابريهات