(الرجل البمبان) يتحول إلى أيقونة المعارضين في السودان
تحولت صورة لرجل ستيني وهو لا يأبه لانفجار قنبلة غاز مسيل للدموع اطلقتها الشرطة تحت أقدامه في احتجاجات الغلاء بالخرطوم، إلى أيقونة للمعارضين، وسط احتفاء لافت من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
وفرقت الأجهزة الأمنية وقفة احتجاجية دعت لها قوى المعارضة بميدان المدرسة الأهلية بمدينة أم درمان، يوم الأربعاء، ضد غلاء المعيشة.
وأظهرت مجموعة صور، ملتقطها مجهول، يعقوب محمد مصطفى عضو المكتب السياسي في حزب الأمة القومي، ورئيس الحزب بمحلية السلام أم بدة، وهو صامد رغم اشتعال عبوة الغاز المسيل للدموع التي فيما يبدو أحرقت جزءا من جلبابه.
ولم يكن الرجل مهتما بالغاز المنبعث بكثافة من حوله، لكنه أبدى انشغالا أكثر بمواصلة هتافه ضد الغلاء وهو رافعا كلتا يديه العاريتين.
وطبقا لوكيبيديا تتكون الغازات المسيلة للدموع من جزئيات صلبة متناهية الصغر تتحول عند إطلاقها في الجو إلى غازات، تتسبب في إصابة مستنشقيها بأعراض تتراوح بين السعال واحتراق الرئتين ودموع العينين، وتؤدي أحيانا للإصابة بحروق أو بالعمى المؤقت، وتقود في حالات نادرة إلى تقيؤ متواصل يفضي إلى الموت.
وألهمت الصورة الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وحصدت الكثير من التعليقات في “واتساب” و”فيسبوك”، بينما اجتهد هواة الرسم والتلوين في محاكاة صور “الرجل البمبان” التي يبدو أنها ألهمت المعارضين.
ووضعت عدة مجموعات على تطبيق التراسل الفوري (واتساب) صورة يعقوب محمد مصطفى كبروفايل.
وقال أحد الناشطين: “صورة عم يعقوب شعار الثورة.. إلتقط علبة البمبان ووضعها في جيبه وتوجه بها نحو الشرطة، وهو يهتف ويسير بهدوء”، وأكد أن هذه الصورة تشكل “فيلم رعب”.
ودون الكاتب والمخرج المسرحي عبد العظيم حمدنا الله على (فيسبوك): ” كان لي عظيم الشرف أن أرى خالي يعقوب محمد مصطفى شقيق أمي آمنة محمد مصطفى وهو يشق غبار البمبان الهايف المايع… ولعلمي أن خالي يشق جبالا من الرصاص بكيت وعضيت يدي.. ياريت لو كنت معاكم كنت بقيت النار وكنت بقيت الضي”.
وكتبت الصحفية عفاف أبو كشوة على (فيسبوك): “عم يعقوب الأنصاري المعتق الجسور الذي لم يتزحزح، حيث كان البمبان يحيط به من كل الاتجاهات حتى اشتعل في جلبابه وهو يمشي مثل الأسد في منظر مهيب.. يا للشجاعة والجسارة.. هو أيقونة يوم ميدان الأهلية بلا منازع”.
ودون الصحفي السوداني بقناة العربية خالد عويس: “البسالة تمشي على قدمين”.
وسألت صحفية، بعد الحادثة، يعقوب محمد مصطفى، عما إذا خاف من الغاز المسيل؟، فرد قائلا: “نا يا بتي ما بخاف من الرصاص، أخاف لي من بمبان ؟”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن منظمات حقوقية تنصح الراغبين في التظاهر، بالوقاية من تأثيرات الغازات المسيلة للدموع باستخدام أقنعة واقية أو وضع منديل مبلل بالماء والخل على الأنف، أو غسل الوجه مسبقا بالماء وصابون زيت الزيتون أو بمادة الديفوتيرين وعدم لمس العين عند الإصابة.
سودان تربيون.
سعوط طراشووون … والحلقة 36 من الفيلم الواقعى ( اوهام البطولة ) …