رأي ومقالات

المغترب السوداني

اغلب الذين جربوا الاغتراب يعيشون فى الغربة بعقلية سوف أجمع المال لاستمتع به عند عودتى للوطن ، تجدهم يسكنون أكثر الأحياء تواضعا ويستخدمون أدنى أنواع الأساس المستعمل ويركبون اردىء وآسوا أنواع السيارات والموديلات القديمة المهترئة وحتى أساس المطبخ وغرفة النوم يجيئون بها من الحراج وهو مكان بيع الأساس المستعمل القديم والخرد .. وحتى الملابس يشترون لذويهم الأغلى ويلبسوت ويرتدون الرخيصة الجاهزة ، العذابة اكلهم كفاف والعوائل يعتمدون على الثلاجات وألاكل البايت ، وجبة الفول هي وجبتهم الاشهى فى العشاء ، وهل يفطرون ؟ لا لا لا يفطرون إلى بعض الظهر هم الغلابا الجائعون .. ولربما اكلوا سندوتشا وبماء البلدية المالح ملأوا البطون ..

من منهم لم يرسل لوالده أو والدته للحج .. ومن منهم لم يرسل عقد عمل لأخيه أو زيارة أو شيك عمره لقريبه؟ والدلاقين شنط دلاقين والمواد الغذائية بالبراميل ، نأكل ونشرب ونتبخبخ فى الإجازة بالعطور الباريسية الغالية ونشق الحلة .. دون أن نضع خطة واحدة للعودة خبط عشواء ، ولا أن نضع حساب لليوم الأسود ، وهكذا يتسرب العمر ويتبخر الشباب .
واليوم تتكشف الأوراق تماما ودول الخليج جلها تتخذ قرارات التوطين ويتساقط الأجانب المستوظفين ، معادلة صعبة جدا فالبحر خلقى والعدو امامى والطريق قدامنا أصبح لونه ضبابى إن لم يكن ظلامى .. إلى أين المنعطف والعمر لم يبق منه إلا القليل عمر المشافى والتداوى .. لم نحيا ونعيش اللحظة ونستمتع بحياتنا كبقية البشر ولكننا عشنا بعقلية غذا القاك … وتناسينا وتجاهلنا ليس لدينا عمرين لنحرق الصبابة والشباب فى محرقة الغربة ولهيبها القاتل ونحتفظ بالآخر فى الدولاب مع بدلة السفر والجواز وأوراق وارانيك السفارة . ويا خسارة.

ومن ناس ديلا وا اسفاي .. والمغترب ظل يدفع ويدفع ولا أحد له يشفع ولا عين عليه تدمع، بقرة حلوب عليها أن تدر وتدر دون أن ترعى ودون أن تعلف ، ومتى ما جف الضرع عليها الرحمة والمغفرة .
اليوم قابلت الكثير من أبناء الوطن وهم يحزمون امتعنهم القديمة إلى أرض الوطن ومنهم من لا يملك ثمن إصدار الخروج والعودة وتذاكر السفر ومنهم من لا يملك غرفة واحدة فى البلد ، ومنهم من عجز عن تسديد السكن بعد أن توقف عن العمل ومنهم من عاد مريضا ولا يملك حتى ثمن الطبابة والدواء ….

وقصص كثيرة محزنة تدمى الفؤاد ..
وأخيرا غصبا عنا سنعود مهما اشتعلت نيران الغلاء فى الوطن ولو اتحرق الجنيه وبقه نار .. لأننا فقط لا نملك الخيار .. ولكن سنعود مرضى أو شيوخا نتوكا على العصى إن وجدنا مكانا للتسكع فى الطرقات والحارات ..
اعاننا الله وإياكم على مكاره الدهر وتقلبات الحياة .

بقلم
أحمد بطران

‫8 تعليقات

    1. ههههههههه .. ضحكتني يا بروف بعد ما نكد علينا صاحبك اب دقن ..

  1. اتمعن فى صورة كاتب المقال جيدا قبل قراءته وحتعرف المقال حيكون شكله ايه

  2. الحقيقه اصلا بتوج ومقال الراجل كله صح ودا واقع معاش ( وليه بنهرب من مصيرنا ؟؟ ) هههه انا بعرف نماذج كثار وامثله في مقال الكاتب ….. اصلا المقال ينطبق علي 80% من المغتربين ؟؟

  3. المقال مقتبس وسبق تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي …

    ثقافة الإغتراب ما عاد كما كانت عليه في السابق .. الآن المغترب يعود واللا يقعد في الإغتراب الناس بقت ما شغاله بيهو لأنو أصلا من عندو شيء يلفت النظر

    كان يمكنك الكتابة عن مآسي الإغتراب من واقع الأعباء المالية الجديدة … ومعاناة المغترب في لملمة أطرافه للعودة للوطن وما يقابله من مشاكل بدءا من نقل أمتعته والحصول على السكن في السودان ورسوم مدارس وجامعات العيال الكبرت … ألخ ووضع خارطة طريق تساهم في خروجه من المحنة بأقل الخسائر …

    في رأي الضعيف كتابتك سطحية وأسلوبك ركيك وموضوعك دا بعتبر مضيعة للوقت (وبربرة ساكت على قولة السعوديين)…