تحقيقات وتقارير

بعد إغلاق الحدود مع إريتريا التهريب .. ابتكار أساليب جديدة

ظلت ولاية كسلا تعاني لفترات طويلة من تهريب السلع الأستهلاكية عبر الحدود الى دول الجوار مما أثر سلباً على الأوضاع داخل الولاية قبل أن تقوم حكومة الولاية في الخامس من يناير الماضي بإغلاق جميع المعابر الحدودية مع دولة إرتريا عقب إعلان حالة الطوارئ التي قررتها رئاسة الجمهورية ، ونشر قوات الدعم السريع على الشريط الحدودي لجمع السلاح والحد من تجارة البشر والتهريب،

الى جانب التحسب لأي تهديدات أمنية تستهدف الشرق عقب كشف الحكومة لمخطط يستهدف أمن واستقرار الجبهة الشرقية من داخل الأراضي الإريترية ، وكانت إريتريا تعتمد اعتماد مباشر على السلع التموينية المهربة بعد أن أصبح التهريب مصدر رزق لكثير من المواطنين ، وإغلاق الحدود الذي حد كثيراً من تهريب المواد التموينية وكان له الأثر الواضح على مواطني كسلا الذين رحبوا بالخطوة ،ولكنه انعكس سلباً على مواطني في الجانب الآخر حيث أنهم كانوا يعتمدون بشكل مباشر على المواد التموينية التي تهرب اليهم والتي لم تستثنى الخبز والبيض و (الطعمية).

إبتكار طرق

وكشفت بعض المصادر عن اتجاه السلطات هناك لأتباع إجراءات لتسهيل عمليات تهريب السلع التموينية عبر الحدود ،بعد تردي الأوضاع بعد إغلاق الحدود بحسب إفادات بعض المواطنين هناك لذويهم بكسلا، الخطوة لم يستبعدها مديرعام شرطة ولاية كسلا اللواء يحى الهادي الذي أكد اتساع رقعة الحدود مع دولة إريتريا و كشف لـ(آخر لحظة) عن اتباع المهربين لطرق جديدة لتهريب البضائع لافتاً الى أنهم أصبحوا يستخدمون الدواب والدرجات البخارية و(التكتك) عبر بعض المنافذ التي تقع بعيداً عن المعابر الحدودية التي تسيطر عليها القوات السودانية موضحاً إنهم يستخدمون (الخيش) ليخبأون في البضائع خاصة المواد البترولية ، بالإضافة لاستخدام المراكب في منطقة ود الحليو، بيد أن اللواء يحى أكد أن السلطات تقف لهم بالمرصاد ودائماً مايتم القبض عليهم وضبط المواد المهربة مؤكداً أن عمليات التهريب انحسرت بصورة كبيرة.

تحذيرات

الى جانب ذلك نجد أن الخطوات التصعيدية من جانب اريتريا تجاه السودان قوبلت بالرفض من قبل بعض الأكاديميين الأريتريين الذين حذروا حكومة بلادهم من اتخاذ أي خطوات تصعيدية تجاه السودان، معتبرين أن الأمن القومي للسودان خط أحمر، ودعوا للمحافظة على وحدة وسيادة أريتريا وعدم التورط في إستراتيجيات بعض الدول التي تهدف لتقسيم الدولة، ودعا المهندس سليمان دارشح الحكومة الأريترية لإدراك أن الشعب الأريتري بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية والدينية يكن للشعب السوداني الكريم كل احترام وتقدير ومحبة لتلك المواقف التاريخية الثابتة تجاه بلاده، مضيفاً أن الشعب الأريتري يرفض أي عمل عسكري عدواني موجه من أريتريا ضد السودان.

فيما قال المحلل السياسي أحمد نقاش إن علاقة الحكومة في أسمرا مع الخرطوم تكتيكية وليست إستراتيجية متهماً مصر بممارسة الضغط على السودان من خلال إثارة مشاكلات مع دول الجوار في الشرق عبر دولة أريتريا، ومن الجنوب والجنوب الغربي عبر دولة جنوب السودان مؤكد أن أريتريا في أمس الحاجة للسودان باعتباره الرئة الوحيدة التي تتنفس عبرها حكومة أسمرا اقتصادياً وتجارياً منذ العام2006م.

ضغوط للتراجع

المحلل الخبير والمحلل السياسي والقتصادي النور جادين قال إن اريتريا الآن في موقف صعب بعد أن استقلتها دول بعينها لزعزعة أمن السودان متناسية أن مصالحها الاستراتيجية التي تربطها بالسودان ودخلت في أزمة بعد تراجعت مصر عن موقفها العدائي تجاه السودان في القمة الأفريقية بأديس أبابا ، وأضاف إن التقارير التي وردت من هناك تؤكد أنها تعيش في مجاعة بعد إغلاق الحدود ، ولم يستبعد جادين أن تواجه الحكومة الأريترية بضغوط داخلية من أجل التراجع عن موقفها تجاه السودان، ووصف جادين قرار إغلاق الحدود لمنع التهريب بالحكيم والذكي من الحكومة السودانية .

اخر لحظة.