رأي ومقالات

لماذا لا يتم التوثيق لعظماء مثل بروفسور عبدالله الطيب وانتاج مسلسلات درامية تحكي عنهم ؟


سلام عليهم في الخالدين
اتابع للمرة (الكم ما عارفة )..مسلسل (ام كلثوم) على احدى القنوات المصرية ..لا يصيبني الملل من تكرار المشاهدة ..ذلك ان المسلس ذاخر بشخصيات معروفة ..احمد رامي ..السنباطي ..محمد عبد الوهاب ..حتى الشخصيات السياسية ..لم يبخل المسلسل بذكرها ..وبالرغم من ان كاتب المسلسل ..صور أم كلثوم بطريقة ملائكية لا تخطئ ..لكن ذلك لم يخصم من جمال الفكرة نفسها..فكرة التوثيق لعظماء وضعوا بصماتهم على تاريخ الشعوب ومضوا الى الدار الاخرة تاركين عطرا يدوم عبر الازمان .

قرأت عبر تطبيق الواتس حادثة تنسب للبروفسور الراحل عبدالله الطيب ..في مجمع اللغة العربية ..وانه تحدث بلغة لم يفهمها احد ..ويجري سرد لكلمات قيل انها لغة عربية قديمة ..حاولت قراءتها وفشلت ..سألت عنها في ذات القروب ..هل من احد فهم ما قاله البروفسور ؟ فتطوع احد الاصدقاء ليقول ان هذه (خزعبلة ) وان القصة موضوعةو لا أصل لها ..فهالني حينئذ ..ان الكذب قد بدأ باكرا على البروفسور ..فما زالت زوجته حية ترزق ..وهي تشارك في اغلب الأنشطة الثقافية في البلاد ..ولم يذهب اليها احد ليستوثق من القصة ..عندها فكرت بصوت عال ..لماذا لا يتم التوثيق لعظماء مثل بروفسور عبدالله الطيب ؟ لماذا لا يتم انتاج مسلسلات درامية تحكي عنهم وعن حياتهم ..يحشد لها كاتبي الدراما السودانيين ..دراما تلفزيونية وسينمائية ..تعرف الأجيال عن اشخاص قل ما يجود بمثلهم الزمان؟

الطيب صالح ..تساءلت مرة ..لماذا لا يتم ادراج قصصه القصيرة في المناهج الدراسية ؟ .. مثلا (دومة ود حامد) ..او (نخلة على الجدول).؟؟ .ها انا اليوم اضيف تساؤلا جديدا ..لماذا لا يجتهد أصحاب الشان في وزارة الثقافة ويقنعوا زوجته (جولي) بالخروج عن صمتها ..ويخرجون منها حكايات عن الطيب صالح الزوج والاب ..ويتم انتاج دراما عن حياته ..الطيب صالح شخصية قومية ..ويجب ان يعرف عنه ابناء هذا الجيل والاجيال القادمة ..انه احد اهرامات هذا البلد ..ليست كل الاهرامات حجارة متراصة فوق بعضها البعض ..هناك اهرامات من لحم ودم ..

.لماذا لا يجري التوثيق ..على سبيل المثال وليس الحصر لهؤلاء .. خليل فرح ..ابراهيم الكاشف ..عائشة الفلاتية .. محمد عثمان وردي ..شعراء الحقيبة ..التشكيلي ابراهيم الصلحي ..الشاعر محمد المكي ابراهيم ..محمد مفتاح الفيتوري ..اسماعيل حسن ..والكثير من الاسماء التي شكلت الوجدان السوداني ..واهدتنا ابداعا شامخا خالدا عبر الزمان ..لو كان الامر بيدي ..لرصدت ميزانية المهرجانات والاحتفالات التي تقام كل يوم في مكان ما ..بأغراض ما انزل الله بها من سلطان ..ودفعت بها لانتاج دراما سنوية تبث في رمضان ..تحكي عن شخصية سودانية أثرت سماء الفن والابداع ..وتركت تلك البصمة التي لن تتكرر حتى نهاية العالم.

حتى ذلك الحين ..ارفع القبعة تحية لكل المبدعين الذين بين ظهرانينا ..سامحونا على التقصير ..فلو كنتم في شعوب اخرى لتم الاحتفاء بكم كما يجب .. .اما الذين تقبلهم الله فيمن عنده ..فليس لي الا ان أقول لهم (سلام عليكم في الخالدين).

ناهد قرناص


تعليق واحد

  1. والله يا استاذه ما قلتى الا الحق ولكن من يسمع حتى رجال الاعمال ممكن يدفعوا لكرة القدم
    لكن لن يدفعوا لعمل اذا كتب دارميا استفاد منه الكثير من الشباب فى هذه البلاد