وعادت (لمياء متوكل) للمايكرفون، ودخلت اسماع الناس من بوابات القلوب
هي صديقة الحرف ، واخت البيان ، لم التقيها حتى اللحظة ، وان شخصت أمامي ، لوحا وضوء من إبداع وعزيمة ؛ هز أكتاف اغصان العسرة في مصابها فاسقط الرحمن عليها رطب العافية ، وانزل عليها تاج الجسارة ، إنها (لمياء) التي تكتمل في نقوش الاسماء بابيها (متوكل) ؛ عرفتها روحا تنساب من على لواقط إذاعة (البيت السوداني) انضمت عندي وعند الملايين لفضيلة ذاك الود الانساني بالغيب لاناس عرفناهم اسماء ، وربما لم نلتقيهم في قارعة طريق او مفترق دروب ، كان هؤلاء صف مديد من ملائكة الانسانية ؛ الاخفياء ؛ الاخفياء ، جون ورقة ؛ ورداني ، عبد العزيز إبراهيم الطاهر ، احمد سليمان ضو البيت ؛ جابر تكروني ، الاف بل ملايين ، تنعكس ظلالهم مجيئا وعودة على حوائط مدارس المليك ، واطلال الشارع المؤدي للاذاعة ، سكنوا الاضابير والاسلاك ، ورزم اوراق التسكين ، العمل والمشاهرة ؛ فيهم من غاب ومنهم من اغترب ومنهم من عبر برزخ الحياة للموت لكن باق معلقا كصوت ، في شريط او تسجيل او ذاكرة مواطن ربما يكون في صقع بعيد ، كانت (لمياء) من هؤلاء ومن بينهم ، وكانت بيننا كمستعين ، وكانت في وبداخلي نجمة وعلامة ، بذلت عليها غيب دعواتي الحارة وقنوت صلاة الموقن بالقبول ، لم اطلب رجاء لنفسي ، كنت ارجوه لها عافية وشفاء ؛ هاتفتها فغشيني منها ذاك الصوت المغمس في البهاء ، وجدتها انسانة ذات روح منيرة ؛ تضحك كأنها تنسج قول المغني (ما هامني شي ) تنصت برهة ثم تعود تثرثر كأن الدنيا بسطت لها ، تلمست ايمان مؤمنة قوية ساعد اليقين ، فصرت افقتد صوتها حتى اجده ، حثثتها على العودة للمايكرفون ، وطلبت منها فتح مغاليق العطاء والابداع ، لجمهور هو عندها حزب اغلبية لا تخون لان ولائه انتظم بالغيب فوق اطر مصلحة التكسب ، هو ولاء صحيح ، وعادت (لمياء) للمايكرفون ، ودخلت اسماع الناس من بوابات القلوب ، كان موعدي معها امس ، ان اشهدها غرسا ينبت الى جوار (دومة ود حامد) في مشيخة الطيب صالح ، الطيب الذي جاور النيل والتزمه حتى حينما تحول الى مناسبة إبداع كتابي ، قلت لها عودتك للمنصات كفاحا في حضرة هذا الاسم المبجل شهادة صحة لمحفل كريم ، عزمت ووعدت ثم اخلفت بطارئات (اثيوبيا) واستضافة تحت بروق الطمع والوجل لحدث لزاما ان ارمي فيه (ودعي) وعيدان ضرب على رمل لوح الحدث ، خجلت ان اعتذر لها او ارد الدعوة بعذر رصين ففي طبعي ذاك الطبع الفظ الجافل عن تسكين هفوات الوعود ، عفوا وليس قصدا ، وهكذا لم اجد سوى هذا الاقرار الجهير بالذنب يا لمياء متوكل ، ومرحبا بك قوية مهابة ، سيدة سودانية تمنح الناس في هذا البلد تمام الوعي وكل العافية ، وموعدي معك صباح الاحد ، اهبك اذنا صاغية ؛ اضعها على درج (إذاعة البيت) السوداني ، لا يضرني تمسك ضيفك بعبارة الوافدين اللزجة شكرا على إتاحة الفرصة ، سامسح تلك اللزوجة على جفني واشكرك على إتاحة الاستماع ..أنا
بقلم
محمد حامد جمعة