يتحدث التقرير التالي عن استمرار لغة الاستفزاز في الإعلام المصري، ويرى أن (التطاول) سيضع حواجز كبيرة بين شعبي البلدين
ازدادت وتيرة المكايدات والتحركات الاستخباراتية المصرية في الآونة الأخيرة وبشكل متسارع تجاه السودان، فقد عملت على إطلاق السهام لتعكير الأجواء ومحاولة زعزعة أمن واستقرار السودان، سواء عبر الإعلام الموجه أو التحرك عسكرياً تجاه الشرق ودعم الحركات المتمردة بدارفور وجنوب السودان وليبيا.
ويرى مراقبون أن مصر تريد بهذه التحركات صرف الخرطوم عن القضايا ذات الارتباط المشترك خاصة (سد النهضة واحتلال مثلث حلايب)، وخير دليل على ذلك مطالبتها مؤخراً لإثيوبيا بإبعاد السودان من المفاوضات بشأن سد النهضة، وإشراك البنك الدولي كطرف محايد في التحكيم، وذلك وفقا لما ورد في صحيفة أديس فورشن الإثيوبية.
ويبدو أن مصر تتبنى استراتيجية لإضعاف السودان، باعتبار أنه إذا تطور فسيصبح عضوا فاعلا ومؤثرا في محيطه الإقليمي. كما أنها تريد ألا يستغل السودان حصته من مياه النيل، و”حتى الحصة التي منحت للسودان بموجب اتفاقية مياه النيل مصر تريد أن تستغلها لمصلحتها وهي لا تريد تنمية للسودان “.
وبحسب مراقبون فإن القاهرة تقود أيضاً مخططاً تريد من خلاله إشعال السودان شرقاً وغرباً وجنوباً، مدللين على ذلك بمشاركتها ودعمها للحركات المتمردة بمعدات عسكرية خلال الهجوم الفاشل على دارفور من ليبيا وجنوب السودان العام الماضي.
وقالوا إن مصر ترفض التحكيم في حلايب لعلمها بنتيجة التحكيم والتي ستؤكد سودانية حلايب. معربين عن امتعاضهم من تطاول الإعلام المصري والحديث السالب عن السودان ووصفوه بأنه أمر مؤسف، كما أنه ليس من مصلحة الإعلام المصري أن يواصل في هذا المسار خاصة وأن مصر تحتاج للسودان دوماً.
ووجهت قيادات سودانية انتقادات للغة التي يتحدث بها الإعلام المصري والمستفزة للشعب السوداني، مؤكدة أن هذا التطاول سيضع حواجز كبيرة بين شعبي البلدين ويعمل على تخريب العلاقة بينهما كما يمنع أي تقارب سياسي في المستقبل بين السودان ومصر.
فيما أعلنت قيادات بارزة في منطقة حلايب عن مخطط تقوده الحكومة المصرية لتسكين مجموعات من المواطنين المصريين بالمجمعات السكنية التي تم تشييدها مؤخراً في مناطق حلايب. وقال الفريق شرطة د. عثمان أحمد محمد فقراي محافظ حلايب الأسبق إن أهالي منطقة حلايب أكدوا رفضهم القاطع لكل المخططات المصرية لتغيير هوية سكان المنطقة الأصليين وعدم الاعتراف بأي انتساب لمصر، ودعا للتصدي لهذه المخططات والتصعيد لهذه التحديات في كافة الجوانب “القانونية والسياسية والدولية”، مؤكداً عدم التنازل عن أي شبر في المنطقة.
وكشف فقراي عن تهجير السلطات المصرية لعدد من المواطنين بالمنطقة، والعمل على تسكين مجموعات من المصريين للإدلاء بأصواتهم حال حدوث أي عمليات استفتاء بالمنطقة.
وتأكيداً لسودانية حلايب وجه السياسي التونسي المعروف الدكتور محمد الهاشمي، رسالة إلى النظام المصري مفادها أن منطقة (حلايب وشلاتين) المتنازع عليها هي منطقة تابعة للسودان، وقال إن هذا مثبت في كل خرائط العالم.
وفي مقطع مصور له نشره عبر صفحته الرسمية بـ(تويتر) ، قال الهاشمي تعليقا على الأزمة الأخيرة بين مصر والسودان ما نصه: “إلى حكومة مصر انظري في كل خرائط العالم تجدي أن حلايب وشلاتين تابعة للسودان فما هي مصلحتكم من إثارة فتنة بين الشعبين؟”.
وطالب الشعب المصري، بعدم الانسياق وراء افتعال مشكلة مع السودانيين. مضيفا “ولا تنخدعوا في الإعلام الهابط الذي يسب السودان ورئيسها”.
ودعا الهاشمي السودانين قائلا: “إن الحق معكم ولكن لا تردوا على الإعلام الهابط من نماذج أحمد موسى وغيره بمثله فأنتم من أرقى الشعوب في العالم ولا تسمحوا بزرع الفتنة والتفرقة بينكم فالأنظمة راحلة والشعوب باقية”.
فيما وصف المحلل السياسي د. ربيع عبد العاطي، النظام المصري، بأنه يعيش مرحلة قلق وإرباك سياسي فلذلك أصبح يخلط الأوراق، وزاد قائلاً “إن الحكومات القلقة دائماً ما تجمع قضايا ليس لها صلة ببعضها” وأكد أن هذا القلق أصاب الإعلام المصري أيضاً وهذا ما أدى إلى ربط حلايب بزيارة أردوغان وكذلك سد النهضة، وأضاف: السودان يرد بثبات وحكمة ولديه القدرة على التسديد والتصويب، وأيضاً الحوار للرد على هذه المواقف الاستفزازية.
اليوم التالي.