بعد القرار الذي أصدره البرلمان.. طالبات جامعيات يرفضن التدخل في الزي وأخريات يُؤيِّدن
بعض نواب تشريعي الخرطوم طالبوا المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد باقتحام الجامعات وإدخال مناهج للعمل الدعوي بها إثر تنامي ظاهرة الإلحاد داخلها، وأصدروا بياناً شددوا فيه على ضرورة التدخل في الزي الجامعي بعد أن وصفوه (بالخليع)، بقولهم: (البنات بقن يتبعن الموضة الغربية) مُضيفين إلى كل ذلك حلاً آخر (إذا احتشمت البنات احتشم المجتمع)، بالمُقابل انتشرت ظاهرة الميول للأزياء الغربية التي رفض المجتمع السوداني أن يقبل بها… (كوكتيل) استطلعت آراء عدد من الطالبات للتعرف على أصداء هذا البيان الصادر ومدى تقبل الطالبات له وخرجت بالحصيلة الآتية:-
(1)
(نحن إذا جينا لموضوع اللبس أصلاً هو حُرية شخصية)، عبارة بدأت بها طالبة كلية العلوم الرياضية بجامعة الخرطوم آلاء عبد البديع حديثها، متابعةً: (هذه قرارات لا أعتقد أنها بُنيت على أسس منطقية وهذا النوع من القضايا إن لم يصل إليه الفرد بقناعه شخصية لا يُمكن حله، وليس بالضرورة أن يؤثر الفرد من خلال لباسه على النسيج الاجتماعي بأكمله، ولكن عموماً إذا أرادت الدولة ضبط الزي عليها إصدار قرارات عن طريق الجهات المُختصة بهذا الأمر من داخل الجامعات)، وزادت: (إنّ هذه القرارات تعسفية في المقام الأول وغير مقبولة، وإنّ إدخال مناهج مُعيّنة، دينية كانت أو غيرها شئ لا دخل للطالب فيه، والمرء لا يفعل إلاّ ما يحلو له، وأغلب أنواع اللبس ناتجٌ عن قناعات فردية).
(2)
أراد زميلي أن يبعدها عن خط سير المواصلات فمدّت يدها وصافحته وعندما لمحت في عينيه الدهشه أجابته قائلةً: (أنا ما منقبة اخترت اللبس دا عشان راحة نفسي)، مُعللة بحديثها هذا أن على البنت الالتزام بسياسة وواقع المجتمع الذي تنتمي إليه وشريعته، هكذا قالت طالبة جامعة السودان تهليل الضو وواصلت حديثها مع (كوكتيل): (صفة الإلحاد التي تحدثوا عنها لا ترتبط بزي مُحدّد، فهي عبارة عن أفكار، أما التأثر بالحضارة الغربية فهذا أمرٌ ليس عليه خلاف، فجميع المجتمعات العربية انقادت خلف الثقافة الغربية، وإن إدخال مناهج للعمل الدعوي لن يحدث تغييراً كبيراً، فالطالبة الجامعية وصلت الى مرحلة تكوّنت فيها قناعاتها وتبلورت فيها أفكارها “مرحلة الوعي”).
(3)
موظفة الحرس الجامعي لجامعة الخرطوم ناهد عبد القادر قالت في حديثها لـ (كوكتيل): (اللبس بقى شاذ ويلفت أنظار الأولاد وما مُمكن البنت تجي لابسة لي جورسي خفيف وأدخِّلها)!!، وزادت: إنّ هذا الوضع يحتاج للتدخُّل، فبغض النظر عن الأسباب فالعقيدة الإسلامية لا تسمح بهذا الزي، (والغريب الواحدة لو سألتها تقول ليك أنا طلعت من بيت أبوي كدا ونحن من هنا بنلزم أيِّ أب أن يهتم بمنظر بناته ويراعي فيهن حُدُود الشريعة)، وتابعت: بما أنّ الدولة التفتت لهذا الجانب عليها أن تُسيطر قليلاً فيما يُباع بالأسواق، فالرقابة ليست أُسرية فقط، وختمت: (إن كثيراً من الفتيات لا يقبلن النصائح التي تقدم لهن.. ونحن دائماً في حالة مشاكل معهن في لبسهن)!!
(4)
عددٌ من الطالبات بجامعة النيلين أبدين إستياءً واضحاً من هذه التدخُّلات التي وصفنها بالزائدة عن الحد حول الأزياء الخاصّة بالفتيات الجامعيات، وأوضحن: البنت هي الوحيدة التي يحق لها أن تُحدِّد نوعية الملابس التي تريد الظهور بها على المُجتمع، وتحدّثن عن ضرورة اعتراف المُجتمع وسياسات الدولة بالحرية الفردية للمرأة، وإذا أرادت الدولة إدخال مناهج أو تغيير اتجاهات داخل الحرم الجامعي عليها أن تفرض هذا داخلها وليس الإفصاح عنه عبر وسائط خارجية، وختمن: إنّ المجتمعات تطوّرت وأصبح المظهر أداةً ثانوية للحكم على سلوك الفرد والعقل أصبح هو الحاسم الوحيد لهذه الفوضى.
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني