تحقيقات وتقارير

تغييرات كابينة الجيش .. بين الروتين وتجديد الدماء

لم يختلف الميقات الزماني ولا المكاني كثيراً حينما اعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير البشير في سبتمبر من العام 2016م عن تغييرات في كابينة القيادة العسكرية والتي قضت بذهاب بعض الجنرالات

وجاءت بآخرين جدد وقد شكلت وقتها حدثاً اعتبره الكثيرون حدثاً مهما يستوجب الوقوف عنده بيد إن بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة حينها وصفه بالأمر الروتيني.
تغييرات جديدة طرأت على قيادة القوات المسلحة بعد أن أصدر المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عدداً من القرارات تم بموجبها إجراء تغيير محدود فى رئاسة أركان القوات المسلحة وترقية عدد من الضباط إلى رتبة الفريق أول والفريق ، حيث تم تعيين الفريق دكتور ركن كمال عبد المعروف الماحي رئيساً للأركان المشتركة خلفاً الفريق أول مهندس ركن عماد الدين مصطفي عدوي ، وترفيع الفريق الركن على محمد سالم وزير الدولة بوزارة الدفاع إلى رتبة الفريق أول ، وترفيع الفريق ملاح توجيهي ركن عصام الدين المبارك حبيب الله إلى رتبة الفريق أول وتعيينه نائباً لرئيس الأركان المشتركة خلفاً للفريق أول ركن يحي محمد خير أحمد ، وترفيع الفريق الركن السر حسين بشير حامد إلى رتبة الفريق أول وتعيينه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة. في ذات السياق تم تعيين الفريق الركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيساً لأركان القوات البرية ، وترفيع اللواء طيار ركن صلاح الدين عبد الخالق سعيد إلى رتبة الفريق وتعيينه رئيساً لأركان القوى الجوية ، وترفيع اللواء بحري ركن عبد الله المطري الفرضي إلى رتبة الفريق وتعيينه رئيساً لأركان القوات البحرية خلفاً للفريق بحري ركن فتح الرحمن محيي الدين صالح ، وتعيين الفريق الركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر رئيساً لهيئة العمليات المشتركة خلفاً للفريق مهندس فني ركن سعد محمد الأمين الحاج ، وترفيع اللواء الركن أدم هارون إدريس إلى رتبة الفريق وتعيينه نائباً لرئيس أركان القوات البرية عمليات ، وترفيع اللواء الركن محمد منتي عنجر إلى رتبة الفريق وتعيينه نائباً لرئيس أركان القوات البرية إدارة ، وترفيع اللواء الدكتور عثمان محمد الأغبش يوسف مدير الإدارة العامة للتوجيه والخدمات إلى رتبة الفريق.

عبدالمعروف وهجليج

الفريق أول ركن كمال عبدالمعروف الماحي رئيس أركان القوات المسلحة الذي تم تعيينه أمس لهذا المنصب كان قد شغل العديد من المواقع العسكرية المهمة فقد سبق له أن تسنم قيادة الكلية الحربية وغيرها من المواقع الاخرى بيد إن إرتباط أسمه بعمليات تحرير هجليج عقب عملية الاحتلال والتخريب التي تعرضت له من قبل الجيش الشعبي هو ما جعل صيته يعلو على النحو الذي عرفه به الكل ليدخل من بعدها في كابينة قيادة القوات البرية ومن ثم في أعلى هيئة عسكرية وهي رئاسة الأركان المشتركة التي شغل فيها منصب المفتش العام للقوات المسلحة حتى قرار تعيينه أمس رئيساً لأركان القوات المشتركة وترفيعه لرتبة الفريق أول. ويقول عنه بعض المقربين إنه يتمتع بصفات القائد المحنك ويعول دائماً في أفكاره على الترتيب والتقويم الجيد للأشياء.

سالم وعصام

ويضيف بعض العسكريين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لـ(الانتباهة) أن الفريق أول ركن علي محمد سالم شغل من قبل مواقع كثيرة أيضاً في إطار العمل بالقوات المسلحة إلى أن تقلد منصب مدير الاستخبارات العسكرية وجاء منها لوزارة الدفاع وزيراً للدولة حتى لحظة ترقيه للفريق أول ركن وإبقاءه في موقعه وزيراً للدولة بوزارة الدفاع. وفي ذات السياق تجدر الإشارة أن نائب رئيس الأركان المشتركة الفريق أول مراقب جوي ركن عصام الدين مبارك حبيب الله قد تدرج في سلك القوى الجوية حتى أصبح رئيساً لأركانها ومن ثم تم ترفيعه لرتبة الفريق أول ليصبح نائباً لرئيس الأركان المشتركة وثاني قادة القوى الجوية من الذين شغلوا منصب نواباً لرئيس الأركان المشتركة بعد أن سبقه إليه الفريق أول طيار ركن أحمد علي الفكي.

إجراءات دورية

وقال العميد د.احمد خليفة الشامي الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إن هذه القرارات تأتي في إطار الإجراءات الدورية الراتبة والتغييرات في هيئة القيادة وفقاً لقانون القوات المسلحة لسنة 2007 م تعديل 2013م . ويؤكد على ذلك سعادة اللواء ركن يونس محمود محمد، حين قال لـ(الإنتباهة) بأن تصريحات الناطق الرسمي هي الأساس لجهة أنها ليست جديدة وأنما على مر السنين سنة راتبة في القوات المسلحة ومسيرة ماضية منذ أن أسست وإلى ما لا نهاية. وأضاف يونس بأن هذه التغييرات تحدث في صفوف القيادة العامة في مدى زمني متفق عليه «كل عامين» بعد أن يتشاور الرئيس مع السيد وزير الدفاع في امر الإحلال والإبدال مؤكداً بأن كل الضباط الذين وصلوا لهذه المناصب هم أكفاء ومؤهلين من خلال الدورات التي نالوها زائداً بأن رتبة اللواء تعبر رتبة قيادية وأن كل ضابط وصل إليها هو مشروع قائد.

أداء ممتاز

و حول أداء السابقين من القيادات المحالة للتقاعد يقول يونس بأن كل القادة السابقين أدوا أداءاً ممتازاً بدليل أن السودان جيشه صار متماسكاً ولم ينهزم البتة طيلة مسيرته الماضية ولم يحدث به ما حدث بجيوش دولاً كثيرة بالجوار. وبالتالي يرى يونس إن القادمين أيضاً سيمضون على ذات النهج وسيعملون بجد لتكون الراية عالية خفاقة معرباً عن ثنائه للسابقين عماد عدوي ويحي محمد خير وآخرين على ما بذلوه وتمنى للأخ كمال عبدالمعروف والقيادة الجديدة بأن تكون مسيرتهم عامرة بالنجاح والتفوق. ويقول سعادة اللواء يونس محمود أن الجيش منظومة متكاملة ومتناسقة الأداء وذلك أن كل القيادات والألوية ووزارة الدفاع كل منهم يتقن لوحه جيداً وان العمل داخل الجيش ليس به تعقيدات إذ أنه يعرف بالتعاون التام بجانب إنضباط منظومة العمل في المؤسسة العسكرية وبفعالية تامة، مستبعداً وجود إشكالية في أن يتعلق الجيش بشخصية قائد محدد إذا ذهب ذهبت معه منعة وقوة القوات المسلحة.

الانتباهه.