حوادث وأحداث
لقاء الجنينة
> بعد أيام ربما الإثنين المقبل، تنعقد قمة سودانية تشادية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وهي ثاني قمة تنعقد خلال ثلاثة أشهر، ففي مفتتح ديسمبر الماضي، هبط الرئيس البشير العاصمة أنجمينا مشاركاً تشاد احتفالاتها بعيد انتصار ثورتها،
وجرت مباحثات ثنائية ثم اجتماع مغلق بين الرئيسين البشير وإدريس دبي، ووضعت ترتيبات جديدة لملف الحدود وتطوير تجربة القوات المشتركة وزيادة عددها وتنويع مهامها وإعادة انتشارها وكيفية الاستمرار فيها، وضبط ما يجري على هذه الحدود، بالإضافة إلى هموم اقتصادية وتجارية وأمنية وسياسية.
> يتجدد اللقاء في الجنينة، وزارت أنجمينا العديد من الوفود السودانية خلال الأيام الفائتة، لتعزيز التعاون وتوثيق عرى العلاقات المتطورة مع الجارة تشاد التي يرتبط أمنها بأمن السودان واستقرارها باستقرار بلادنا، ولا يمكن تصور هدوء على جبهتنا الغربية دون أن تكون العلاقات جيدة بين البلدين، وينتج التنسيق المشترك ثماراً يستفيد منها الطرفان، بجانب ذلك لا بد أن ننظر إلى ما تم إنجازه في مجال الطرق البرية التي تربط بين البلدين، حيث وصل طريق الإنقاذ الغربي إلى الحدود، وتعمل تشاد على وصل منطقة (أدري) بطريق بري داخلي يربطها بمدينة (أبشي) كبرى مدن الشرق التشادي، وهناك مشروعات للسكك الحديدية والموانئ الجافة ومناطق التجارة الحرة، وكل التسهيلات التي تمكن تشاد من تصدير صادراتها وتوريد وارداتها عن طريق ميناء بورتسودان، بالإضافة إلى مشروعات أخرى مهمة في المجالات التعليمية والثقافية والإعلامية ستقوي بلا شك الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين اللذين لا يمكن الفصل بينهما.
> لقاء الجنينة سينظر كذلك إلى قضايا المنطقة، ومنها الأوضاع في ليبيا، إذ يعاني السودان وتشاد من انهيار الدولة الليبية والصراع الدائر فيها وظلاله ومضاعفاته عليهما معاً ووجود المجموعات المعارضة والمرتزقة من البلدين في صفوف المجموعات المتقاتلة في ليبيا خاصة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فالوضع في ليبيا شديد التعقيد والحل غائب، ولا يمكن حل الأزمة الليبية من دون جارين من أهم جيرانها هما السودان وتشاد.
> ولا يمكن إغفال دور الخرطوم وأنجمينا في تهدئة الأوضاع في إفريقيا الوسطى التي تعيش وضعاً مخلاً (دولة بنظامين) بعد التسوية السياسية التي تمت فيها، فدعم الاستقرار في إفريقيا الوسطى وتقليل احتمالات المواجهة والتدخلات الأجنبية هدف لا بد من السعي في سبيله وتحقيقه.
ثقة في المحيي.. المميت
> خبر صغير نشرته الصحف أمس لم يأبه له الناس كثيراً، هو ما تفضل به سعادة اللواء حاتم النور عبد القادر مدير الإدارة العامة للسجون، عن وجود تسعة (9) من المحكوم عليهم بالإعدام ضمن الـ (220) نزيلاً بسجون السودان جلسوا لامتحان مرحلة الأساس، وقد لا تكون هذه هي المرة الأولى للمحكومين بالإعدام يجلسون فيها لامتحانات المراحل المختلفة أو للشهادات العليا، لكن أن يكون هناك أشخاص بهذه الثقة والتشبث بالحياة يجلسون لامتحان شهادة الأساس التي لا تعني الكثير في مضمار التعليم النظامي، فإنه أمر لا بد من التوقف عنده وسبر أغوار النفس البشرية وقوة إيمانها ويقينها بأن المحيي والمميت هو الله، وأن الفرج قريب مهما سدت الأبواب والنوافذ أمام الأمل ليضيء الحياة من جديد.
> قد يكون هؤلاء التسعة من محكومي الحق العام يتوقعون بطبيعة مثل هذه الأحكام والحالات فرجاً ما، وقد يكونون من محكومي الحق الخاص الذي تتضاءل فيه فرص النجاة من حبال المشانق، لكن مهما كان فإنهم حالات تستحق التدقيق في مبعث هذا الطموح والأمل، فالمحكوم بالإعدام عادة يكون قد استيأس من الدنيا ويبقى مغموماً مهموماً، أو يجتاحه شعور عدمي مر لا يحس معه بأية بارقة نجاة أو رغبة في الحياة، فهؤلاء التسعة قد ينفذ في بعضهم الحكم قبل ظهور نتائج الامتحانات، وقد لا يستفيدون من جلسوهم للامتحان على الإطلاق، لكن المضغ التي في صدورهم وقر فيها إيمان راسخ بأن الحياة والموت بيد الرحمن الرحيم .. عاشوا بأمل وجلسوا للامتحان على رجاء ووعد غير مكذوب إن قدره الخالق البارئ المصور الباعث القابض المبدئ المعيد.. سبحان الله.
الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة