الاسثتمارات التركية.. الدخول بقوة للسوق السوداني
تتجه تركيا إلى لدخول في سوق التجارة السوداني بقوة وذلك عقب زيارة الرئيس التركي رجب اردوغات التاريخية السودان ديسمبر الماضي، وتأكيدا لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين أبدى الجانب التركي عن نيته لارسال وفد من رجال الاعمال يضم أكبر الشركات التركية لوضع خارطة استثمارية يتم انفاذها خلال خمس أعوام.
ويبدو أن العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا تمضي بجدية تامة استنادا على بدء انفاذ الاتفاقيات والتي بلغت حوالي (22) اتفاقية تم التوقيع عليها بحضور رئيسي الدولتين، ولان الاتفاقيات تحتوى عدة مجالات كان لابد من وضع مصفوفة زمنية تضمن انفاذها في الفترة المحددة ، وبحسب رؤية المراقبين فإن العلاقات الاقتصادية وعمليات التبادل التجاري تحكمها قواعد ذات اطر وسياسات مشتركة، بجانب متابعة القطاعات التنفيذية والاقتصادية والجوانب الدبلوماسية من البلدين، الأمر الذي يتوجب تبادل الزيارات بين المسؤلين بالبلدين سواء كان على مستوى القطاع الخاص أو العام.
ويحسب تصريح د عرفان أوغلو سفير تركيا بالسودان أن هناك ترتيبات لزيارة وفد من القطاع الخاص التركي للسودان يضم كبرى الشركات التركية في عدد من المجالات الزراعية والمعدنية والبترولية، اضافة إلي المواني والمناطق الحرة بغرض الاسثمار والتبادل التجاري، مبينا ان الزيارة تعتبر فتحا كبيرا في المجال الاقتصادي وخدمة المصالح المشركة بين البلدين، واشاد بالتوجيهات التي اصدرها الرئيس التركي رجب اورغان بتوجيه القطاع الخاص التركي للتوجه للسودان للاستفادة من خيرات السودان.
ويقول دكتور يوسف الكردفاني سفير السودان بتركيا إن الوفد التركي يضم أكثر من (30) رجل أعمال وشركات كبرى وسيصل خلال الايام القادمة، ويضيف أن الهدف من الملتقى هو زيادة التعاون الاقتصادى والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة فى السودان وتركيا بجانب تمكين القطاع الخاص فى البلدين للتعرف على تلك الفرص، وفي ذات الوقت توقع ارتفاع حجم الاستثمارات التركية بالسودان خاصة وأن تركيا تمتلك الامكانيات الكبيرة التى تمتاز بها، بجانب رغبتها فى دخول الاستثمار، ويشير الى ان الشراكة الاقتصادية تتطلب رؤية استراتيجية من الدولة والقطاع الخاص السودانى لتطوير هذه الشراكة مجددا لاهمية الاستفادة من تركيا كمدخل للسودان إلي الدول الأوربية.
و في حديث صحفي سابق أكد هارون ماسيت رئيس اتحاد رجال الاعمال الاتراك أن السودان يحتاج لاستثمارات بحوالي 500 مليار دولار في مختلف المجالات، ويضيف ان السودان يعد ضمن اكبر ثلاث دول في افريقيا في احتياطات الذهب والنحاس، مشيرا إلي رجال الاعمال الاتراك يمكنهم ان يلعبوا دور كبير في صناعة التعدين بالسودان وتابع بالقول تم الاتفاق مع الجانب السوداني على العمل في خمس مجالات وهي (الانشاءات واطاقة والتعدين والزراعة والصناعة وتم توقيع اتفاقيات بين الجانبين بقيمة 1.2 مليار دولار) واشار ان النتائج الحقيقية لهذه الاستثمارات الضخمة ستم انجازها خالاة فترة خمس سنوات
وقال رئيس الاتحاد التركي لرجال الاعمال انهم يعملون ايضا على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين وصولا للهدف الذي تم تحديده ب (10) مليارات دولار من طرف الرئيس رجب اوردغان.
ولعل أبواب السودان اصبحت مفتوحة لكافة الاستثمارات والمستثمرين لاسيما أنه يذخر بمجالات الزراعة والثروة الحيوانية والنفط والمعادن الأمر الذي يتطلب تكثيف جهود الدبلوماسية السودانية في الاستمرار نحو الانفتاح الخارجي.
ويبدو أن مناخ الاستثمار في السودان بات خصبا وجاذبا للاستثمارات الأجنبية وهناك بوادر انفتاح في الاقتصاد الوطني تقوده للاندماج في الاقتصاد العالمي، مما جعل تركيا تدخل بقوة في سوق التجارة والاستثمار بالسودان بالمجالات المتعددة والتي شرعت فيها بصورة فاعلة، ولا شك ان وجود تركيا بالعمليات التجارية تشكل أهمية كبيرة يمكن أن تدفع بعجلة منظومة الاقتصاد القومي وتعافيه، ولكن هذا الامر يتطلب المزيد من اللقاءات والاجتماعات التي تضمن انفاذ الخطط والمشروعات في الفترة المحددة دون عوائق.
تقرير: الطاف حسن الجيلي
smc