رأي ومقالات

الهندي عزالدين: زعامة “الصادق المهدي” للمعارضة.. أفضل الخيارات

لاشك أن اتفاق قوى المعارضة في تحالف (نداء السودان) على رئاسة زعيم حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” للكيان، خطوة مهمة في مسار تغليب الخيار (السياسي) على (العسكري).

فرق كبير بين أن يكون رئيس هذا التحالف “عبد الواحد نور” أو “مني أركو مناوي” أو “مالك عقار” وبين أن يكون رئيسه السيد “الصادق المهدي”.. اتفقنا أو اختلفنا معه.

فقادة الحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبة ظل خيارهم الأول هو العمل العسكري أو ما يسمونه (الكفاح المسلح)، وبالتالي فإن اتفاقهم على (رئيس واحد) هو في حد ذاته خطوة متقدمة، تليها خطوتهم بتقديم قائد سياسي يتزعم حزباً كبيراً كان يمثل حزب الأكثرية في آخر برلمان قبل مجيء (الإنقاذ) .

ويبدو أن أيادي غربية (بريطانية وفرنسية) ساعدت في الوصول لهذا الاتفاق بين المجموعات السياسية والمسلحة في اجتماع التحالف الأخير في “باريس”.

ثم انتقل السيد “الصادق” إلى “لندن” وقدم محاضرة عن السلام في السودان، في أحد أهم منابر (الانجليز) المتخصصة.. المعهد الملكي للعلاقات الدولية (تشاتام هاوس)، فيما كانت مسؤولة المعهد الدكتورة “روزالندا” المهتمة بالملف السوداني، حاضرة بكثافة في اجتماعات نداء السودان بالعاصمة الفرنسية.

إذن.. هناك مؤشرات لمشروع (غربي) يطبخ على نار هادئة في بعض مراكز البحوث الأوربية لترتيب أوضاع المعارضة السودانية وتنظيمها وتوحيدها، ثم الاتجاه ناحية الحكومة والضغط عليها في المرحلة المقبلة للقبول بتسوية سياسية غير واضحة المعالم حتى الآن.

كيفما تكون الخطة، فإن الحوار والتفاوض مع (سياسي) ذي خبرة وتجربة ورؤية، أفضل من الحوار مع (محارب)، لا يجيد لغة السياسة ولا يؤمن بمشتركات الوطن الجامعة.

ولهذا.. فإن أهم ما اقتلعه السيد “الصادق المهدي” من أسنان حلفائه في اجتماع باريس، أنه لا مجال للحديث عن (تقرير مصير) لأي بقعة من بقاع السودان، وهو خط مانع ورادع لكل عضوية (النداء)، يجب أن نحيي عليه السيد الإمام.
السياسة هي طريقنا للحل الشامل.. وليس العنف.. ليس السلاح.

الهندي عزالدين
المجهر