بعد اختياره رئيساً للوزراء في إثيوبيا أُبي أحمد.. ملفات ساخنة في الطريق
كانت أثيوبيا على موعدٍ مع التاريخ بعد اختيارها رئيساً – للمرة الأولى- من أغلبية (أرومو) المسلمة. حيث توافقت الجبهة الشعبية الديمقراطية الثورية التي تضم (180) عضواً على اختيار أبي أحمد رئيساً للوزراء الأثيوبي خلفاً لهايلي مريام ديسالين الذي غادر موقعه بالاستقالة في فبراير المنصرم.
الأغلبية الصامتة
ينحدر أبي أحمد من أغلبية الأرومو ذات الكثافة السكانية الأكبر في أثيوبيا وهي المرة الاولى التي ربما يصل فيها أحد المنتمين للأرومو لموقع رئيس الوزراء.
لكن انحدار أبي من الأرومو يضعه في عدة مطبات أبرزها علو سقف طموحات الأرومو، والتعامل بشفافية مع كل المكونات الإثنية داخل أثيوبيا لتفادي خلق شرخ داخل النسيج الاجتماعي.
ويقول المختص في الشأن الأثيوبي عبده إدريس لـ (الصيحة) إنه يتوقع أن يكون أبي أحمد منفتحاً على الأغلبية المسلمة وسيكون لديه تفهم لقضايا المسلمين ولكن من دون أن يكون متعاطفاً معهم لحد كبير نتيجة عوامل متعلقة بالبيئة التي ينحدر منها.
أبرز التحديات
تحديات كثيرة تنتظر خليفة ديسالين أبرزها ملف سد النهضة الأكثر تعقيداً عطفاً على العلاقات مع دول الجوار مثل مصر والسودان وإريتريا وهي ملفات تتطلب أن يتعامل معها الوافد الجديد بنوع من الحكمة والعقلانية حتى تتمكن اثيوبيا من المحافظة على موقعها في صدارة الدول الأفريقية استقراراً وتنميةً.
يقول الصحافي الأثيوبي أنور إبراهيم إن من أهم التحديات التي تنتظر رئيس الوزراء أبي أحمد هي قضية سد النهضة بالإضافة لقضية المعارضة الأثيوبية الموجودة بالخارج في كل من مصر وإرتريا عطفاً على قضايا مكافحة الفساد وتوظيف الشباب ومحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
ويضيف أنور في حديثه لـ (الصيحة) أن أبي تنتظره مهمة التأسيس لحكم رشيد.
في السياق يرى عبده إدريس أن من أبرز التحديات التي تنتظر أبي أحمد هي إدارة ملف العلاقات مع دول الجوار مثل السودان ومصر وإريتريا والصومال بالإضافة لملف المياه، مشيراً الى أن الرجل مُجابَه بصعوبات لا يمكن أن يتجاوزها وحده، وتقتضي وضع سياسات من قبل المجموعة الحاكمة للعبور بإثيوبيا إلى بر الأمان.
سد النهضة
يجمع مراقبون على أن ملف سد النهضة بالغ التعقيد سيكون من أبرز التحديات التي تواجه أبي أحمد خاصة في ظل الرفض المصري لقيام السد الذي تعول عليه أثيوبيا كثيراً في إنعاش وضعها الاقتصادي، بالتالي يصبح ملف سد النهضة المحك الحقيقي أمام رئيس الوزراء الجديد.
يقول عبده إدريس إن مصر طالبت سراً بوساطة أمريكية، ولكن أتوقع أن يعمل أبي أحمد فيما يخص سد النهضة، حيث ترى المجموعة الحاكمة أن من الصعوبة أن يدير شخص واحد مثل هذه الملفات المعقدة، ولكن يظل ملف السد من أبرز الملفات التي تنتظره.
خلفية أمنية
ما لا يعرفه كثيرون عن أبي أحمد أنه رجل عسكري من طراز فريد، حيث عمل بوزارة الدفاع الأثيوبية حتى وصل إلى رتبة المقدم، وعمل نائب مدير إدارة الأمن والمعلومات، لذا يتوقع البعض أن يتعامل أبي أحمد مع الملفات الحساسة بعقلية أمنية، غير أن للصحافي أنور إبراهيم رأياً آخر حيث يقول إن الخلفية الأمنية قد تفيده في عمله نسبة لموقف إثيوبيا ووضعيتها في المنطقة والتحديات التي تواجهها خاصة الملفات التي تربطها بدول الجوار مثل الإرهاب والحدود المفتوحة .
العلاقة مع السودان
ظلت علاقات السودان وأثيوبيا تشهد استقراراً على كافة المستويات، وذلك منذ سنوات وهي علاقة عمق جذورها رئيس الوزراء الراحل مليس زناوي في آخر سنوات حكمه، ومضى خلفه ديسالين في ذات الطريق.
وعقب وصول أبي أحمد إلى سدة الحكم في أثيوبيا بدأ البعض يتساءل عن مستقبل علاقات أديس أبابا والخرطوم. عند هذه النقطة يقول المختص في الشأن الأثيوبي الصحافي خالد ثابت إنه لا يتوقع أن تتراجع العلاقات الأثيوبية مع السودان بعد وصول أبي لكابينة الحكم.
مضيفاً في حديثه لـ (الصيحة) بأن اثيوبيا تعمل في ملف العلاقات الخارجية وفق خطط مدروسة تقوم على التعاون والتكامل الاقتصادي، لذا سيمضي أبي أحمد في ذات طريق أسلافه.
مشيراً إلى أن اثيوبيا تسعى للوصول إلى مرحلة التكامل الاقتصادي مع السودان وستشهد علاقات البلدين دفعة جديدة إلى الأمام بعد وصول أبي للحكم خاصة أن هنالك كثيرا من الملفات الاقتصادية تجمع الخرطوم وأديس أبابا مثل سد النهضة وميناء بورتسودان، عطفاً على العلاقات الشعبية الأزلية التي تجمع البلدين.
الخرطوم.. عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.