تحقيقات وتقارير

بعد تفجر الخلافات داخل أحزابه عمومية الحوار الوطني .. جدلية التغييروالتعديل

تفجرت الخلافات داخل أحزاب الحوار الوطني عقب دعوة رئيس الجمهورية لانعقاد الجمعية العمومية لأحزاب الحوار الوطني للنظر في إجازة الدستور الدائم للبلاد بواسطة البرلمان الحالي ، وكان أن حذّر القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر من مغبة تعديل مخرجات الحوار أمس ووصف الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية للحوار بالفضيحة. فيما يلي أجرت “الصيحة” المواجهة التالية حول مآلات الجمعية بين القيادي بالمؤتمر الوطني محمد الحسن الأمين ونائب رئيس حزب “الإصلاح الآن” حسن عثمان رزق فكانت الحصيلة التالية :

القيادي بالمؤتمر الوطني محمد الحسن الأمين:

لو أردنا الالتفاف على الحوار لما دعونا الآخرين

الجمعية لها حق تعديل المخرجات وهي صاحبة القرار

الدستور سيكون فرصة أخرى للتوافق السياسي

*كيف تنظر إلى دعوة رئيس الجمهورية لعقد الجمعية العمومية لأحزاب الحوار الوطني للنظر في إجازة الدستور الدائم ؟

– نحن مهتمون بمقررات الحوار الوطني ومن ضمنها الدستور والذي يشترط أن ينظر بلجنة خاصة تتم أجازتها بواسطة الجمعية العمومية ، والآن الرئيس قدم مبادرة رئاسية بوضع دستور للبلاد حتى تتشاور فيه جميع القوى السياسية ويتم الاتفاق عليه قبل انتخابات 2020 مع رؤية ما تم الاتفاق عليه سابقًا، وهذه رؤية جديدة حتى يتم النظر فيها كمبادرة لابد من انعقاد الاجتماع العام للجمعية العمومية وهذا الطرح غير ملزم للجمعية العامة للحوار الوطني لكن هذا يعتبر طرحًا جديداً يقدمه رئيس الجمهورية باعتبار أن البرلمان الحالي يضم عددًا كبيرًا من الأحزاب.

*هل الجو العام مؤاتٍ الآن لهذا الأمر؟

– نعم الجو السياسي مؤاتٍ أكثر وستكون النتيجة التي ستخرج منها الجمعية التأسيسية الجديدة غير معروفة وغير معروف النتيجة التي ستترتب عليها ومن الذي سيشارك فيها لذلك فنحن مع هذه الدعوة ونعتبرها تحولًا إيجابيًا لمزيد من الحوار حول الدستور واعتبر أن المدة كافية حتى 2020.

* القيادي بالشعبي كمال عمر اعتبر دعوة رئيس الجمهورية لانعقاد الجمعية العمومية لإجازة الدستور الدائم هي محاولة للالتفاف على مخرجات الحوار ؟

– أبدًا لو أراد الوطني الالتفاف على الحوار الوطني لما كان دعا الآخرين وكان سيلزمهم بطرحه ، ولكن المؤتمر الوطني الآن يدعو الأحزاب لطرح إيجابي فإذا قبلوا فسيتم تغيير المخرجات بمبادرة رئيس الجمهورية وإذا أرادوا الاستمرار على الرأي السابق فهو معهم.

*ولكنهم يقولون إن إجازة الدستورالدائم هو محاولة للتمديد لرئيس الجمهورية لفترة انتخابية قادمة ؟

– اذا كان لدينا رغبة –نحن كمؤتمر وطني – للتمديد لرئيس الجمهورية فهناك أكثر من طريقة لذلك ومنها تعديل الدستور فتعديل الدستور مثله مثل التعديلات الجارية الآن والتعديل لن يأتي على مخرجات الحوار لأن الانتخابات القادمة ستجري وفقًا للدستور الحالي – بحسب المخرجات – وهذه المخرجات ليس فيها إعداد دستور قبل 2020العام ، أي بمعنى أن مخرجات الحوار ليس فيها دستور جديد قبل فترة الانتخابات القادمة والتي فيها جمعية تأسيسية وبرلمان جديد ويمكننا أن نستمر على هذا أو نعدله من داخل البرلمان الحالي بما يمكن رئيس الجمهورية من الاستمرار وهذه النقطة أخف وطأة من الإجراء الحالي والذي يتم بمبادرة جديدة وحوار قادم.

*ولكن كمال عمر ومن معه يصفون أي حزب يشارك في تعديل مخرجات الحوار بأنه (خائن ) ..فما قولكم ؟

– (متسائلاً) وهل الخيانة يحددها كمال عمر ؟ الوطني سيكوّن اجتماع الجمعية العمومية وسيأخذ رأيها والجمعية العمومية رأيها ليس (قرآنًا ) فلو رأت رأيًا اجتهاديًا في وقت معين وظروف معينة والآن تستدعى لاجتماع جديد في ظروف معينة وطرح جديد فإذا قبلت أو رفضت فسنخضع لرأيهم وهذا ليس (قرآنًا ) حتى نقول بأنه لن يتغير.

*ليست (قرآنًا ) ولكنهم كمشاركين في الحوار الوطني يعتبرون مخرجات الحوار (مقدسة) ؟

-أليسوا هم ذاتهم نفس المشاركين الذين قدسوها فليأتوا ثانية بتقديسهم هذا ويصروا عليها ونحن لن نتخطى كلمتهم هذه ، نحن كنا معهم في ذات الرأي ولكننا وجدنا أنه من الأفضل أن نجري تغييرًا فاإذا وافقوا عليه فأهلًا وإذا لم يوافقوا فسنتركهكم، كان فقط مجرد محاولة.

*ولماذا لا يشارك الجميع أحزاب الحوار الوطني وحتي الأحزاب المعارضة في إعداد الدستور ؟

– نعم سندعو الجميع إلا من أبي ،سندعو كل المعارضين بشيوعييهم وحزب الأمة وغيرهم وسيكون الدستور فرصة أخرى للتوافق السياسي والذي يقبل ستكون له فرصة للمشاركة في الآلية ولن يرفض لأي معارض سياسي بأن يشارك.

*المطالبون بانعقاد الجمعية العمومية هؤلاء هل لديهم الحق في تعديل المخرجات ؟

-الجمعية عندها الحق ولكن المطالبين ليس لديهم الحق والجمعية عندما تأتي فأنها ستكون صاحبة القرار وليس كمال عمر أو غيره ويكون صاحب القرار هو الذي أنشأه وله الحق في تعديله أو ألغائه.

================

نائب رئيس الاصلاح الآن حسن رزق:

(العمومية) غير معنية بتغيير أي توصية من الحوار

(الوطني) يستخدام أغلبيته الميكانيكية لإجازة ما يريده

الذين أداروا الحوار هم أناس غير موجودين الآن

*نريد أن نعرف رؤيتك لدعوة رئيس الجمهورية لعقد الجمعية العمومية لأحزاب الحوار الوطني للنظر في إجازة الدستور؟

– رؤيتي أن الحوار الوطني لم ينص على أن تنعقد الجمعية العمومية لتغيير أي توصية من توصيات الحوار الوطني أو تعدل فيه خاصة بعد أن انتهى الحوار ومضى على مخرجاته الجميع، لذلك لا ينبغي أن يعدلوا في مخرجاته لأن ذلك يقود لتراجع كل من لا تعجبه توصية سيسعى لأن تعقد الجمعية العمومية كي يعيدوا النظر في نقطته.

*هل تعتبر هذه النقطة بمثابة التفاف لتمديد ولاية الرئيس مرة أخرى ؟

– نعم ..هي محاولة للتمديد للرئيس ..وهي محاولة للالتفاف فلماذا يجتمعون إذن ؟وهي محاولة ترويض لإنجاز أشياء أخرى.

*الوطني يقول إنه ليس هناك شيء يدعوه للالتفاف على مخرجات الحوار لأنه لو أراد شيئًا فهو قادر على إلزام الأخرين بقبوله ؟

-هذه هي أس المشكلة ، لأن هذا هو الحوار الذي اتفق عليه الجميع وهم يريدون استخدام أغلبيتهم الميكانيكية لإجازة كل ما يريدون، وهذا الأمر مرفوض لدينا فإذا سمحنا لهم بذلك فسيستخدمون أغلبيتهم الميكانيكية في أشياء كثيرة جدًا.

*لكن الوطني يقول إنهم لو أراد التمديد للرئيس بدورة رئاسية قادمة كان بإمكانه أن يعدل الدستور الحالي ؟

– تعديل الدستور هذا شيء آخر أما وضع دستور دائم بواسطة مخرجات الحوار فلابد أن تجيزه جمعية تأسيسية منتخبة لأن القوى الموجودة في المجلس الوطني الحالي هي قوة غير حقيقية والانتخابات القادمة هي التي تفرز القوى الحقيقية التي ينبغي أن تكون في الجمعية التأسيسية لكنهم عندما نزلوا لم تكن هناك قوى في مواجهتهم وهم يعرفون بأن لديهم الأغلبية التي يمكن أن يفعلوا بها أي شيء.

*الوطني يقول إن مخرجات الجمعية العمومية ليست قرآنًا حتى تصروا عليها ..فلماذا الإصرار ؟

– المتحاورن تحاوروا وأجازوا مخرجات والجمعية العمومية أمنت على كلمتهم فما المعني من قولهم هذا الآن، (من الأول كان يقولوا الحوار تديره الجمعية العمومية ) لأن الذين أداروا الحوار هم أناس غير موجودين الآن وبعضهم لا تمثله الجمعية العمومية لأن بعضهم مستقلون ليس لديهم أحزاب والجمعية العمومية تمثل أحزابًا وهناك أيضًا شخصيات وطنية ، فهذا الأمر واضح أنه محاولة للالتفاف غير المقبول على مخرجات الحوار ولن نقبل بها.

*ولماذا لا تعلنون موقفكم هذا من خلال الجمعية ذاتها ؟

– ولماذا الجمعية فقد قلناه في المجلس الوطني وهم عندما يؤسسون الجمعية فلديهم أحزاب مؤتلفة معهم وعندهم مائة حزب وستكون أيضًا لهم الأغلبية أيضًا ، أما التوصيات التي مضوا عليها وقالوا إنهم ملتزمون بها فلم يكن أصحاب التوصيات يظنون أن هناك مجالًا للتعديل فلماذا يقولون الآن (إنها ما نافعة معاهم).

*برأيك ما ذا يريد الوطني من خطوته تلك ؟

-يريدون التمديد للرئيس ولا يريدون تعديل الدستور الحالي على أساس أن يجيزوا دستورًا جديدًا ويسمحوا عبر هذا الدستور بالبقاء ما شاء الله له .

*الدعوة للدستور الدائم يقول الوطني إنه سيدعو لها كل المعارضين إلا من أبي وسيكون الدستور الدائم فرصة للدخول في الجمعية المنعقدة ومن ثم فرصة للتوافق السياسي ..ما رأيك ؟

– هم بالتأكيد يفعلون في أشياء لم يتفق عليها الناس ، فهم وحدهم الذين قالوا إنهم يريدون عمل دستور ومرة أخرى يقولون سنعمل الجمعية وندعو من ندعو ، إذن فعليهم أن يفعلوا أي شي باعتبارهم الوطني وليس جهة أخرى .

*وهل ستصمتون لهم ؟

– سنعارض وسنظل معارضين لكل هذا الخطوات .

أجرت المواجهة : نجاة إدريس إسماعيل
صحيفة الصيحة.